قرر مجلس الأمن عقد اجتماع غير رسمي اليوم بناء على طلب جورجيا التي تتهم موسكو بانتهاك سيادتها، وتصر على تراجعها عن قرار التعاون مع منطقتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية الجورجيتين الانفصاليتين المواليتين لروسيا. وقال السفير الروسي في الاممالمتحدة فيتالي تشوركين:"سنجتمع، ولدينا ما نقوله"، وحض المجلس على السماح لممثل منطقة ابخازيا بحضور الجلسة، وأضاف:"نعتقد بأنه ليس من الصواب مناقشة ازمة المنطقة التي اعلنت استقلالها عن جورجيا في التسعينات من القرن العشرين، طيلة سنين في مجلس الامن من دون ان يسمح للابخاز بالتحدث امام المجلس في الجلسة"التي سيحضرها وزير الخارجية الجورجي ديفيد بكرادزه. ونتجت الأزمة من دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حكومته الاسبوع الماضي الى"التعاون مع سلطات الامر الواقع في ابخازيا واوسيتيا الجنوبية"، خصوصاً اقتصادياً، ما أغضب تبيليسي واثار قلق الغرب. وجاء ذلك بعد اسبوعين من وعد قدمه الحلف الاطلسي لجورجيا بأنه سيسمح لها بالانضمام الى الحلف في احد الايام، ما اغضب موسكو التي تعارض بشدة اقتراب الحلف من حدودها، وبعد نحو شهر من تهديد البرلمان الروسي بالاعتراف بالمنطقتين الانفصاليتين، رداً على اعتراف الغرب بكوسوفو. وعزز الازمة لاحقاً اتهام جورجيا اول من امس روسيا بتنفيذ"عمل عدائي"عبر اسقاطها كما زعمت طائرة جورجية بلا طيار حلقت فوق ابخازيا، واعلانها انها تملك أدلة على انتهاك المجال الجوي الجورجي بينها مقاطع من شريط فيديو تصور قصف طائرة روسية اراضيها. ولم تنف موسكو هذه الادعاءات رسمياً، ما دفع الولاياتالمتحدة الى ابداء"قلقها الشديد"من الوضع. وفيما دعا الرئيس الجورجي ميكائيل ساكاشفيلي المجموعة الدولية الى اتخاذ موقف من قرار روسيا، ووعد بمتابعة جهوده لالحاق هاتين المنطقتين المتمردتين بتبيليسي، أفاد المكتب الإعلامي للرئاسة الروسية بأن بوتين أعلن في اتصال هاتفي مع ساكاشفيلي أن تقديم بلاده المساعدات الى سكان أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية في مجالات التجارة والاقتصاد والاجتماع والإعلام والثقافة والتعليم شرعي، على رغم خروجها عن نظام العقوبات المفروضة من جانب رابطة الدول المستقلة على أبخازيا، مؤكداً ان الاجراءات"تختلف عن قرارات عدد من الدول في شأن الاعتراف الآحادي باستقلال كوسوفو". وأضاف:"يهدف ذلك الى تأمين الحماية التامة لحقوق المواطنين الروس المقيمين على هذه الأراضي"، مشيراً الى ان الرئيس الروسي"يأمل بأن تتخذ جورجيا خطوات عملية في اتجاه تخفيف العبء الاجتماعي وتأمين التطور الاقتصادي لأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية". وأستغرب بوتين تحليق طائرة جورجية من دون طيار فوق منطقة النزاع الجورجي الأبخازي ب"اعتباره يتناقض مع اتفاقات موسكو في شأن وقف النار وفصل القوات التي وقعت في 14 أيار مايو 1994، ويزعزع الاستقرار وصولاً إلى تصعيد حدة التوتر". وباتت جورجيا التي يقطنها حوالى خمسة ملايين شخص في جبال القوقاز محور تجاذب اوسع بين روسيا والغرب على النفوذ في المنطقة التي تعد طريق مرور للنفط القادم من بحر قزوين. ويختلف غالبية سكان ابخازيا عرقياً عن ابناء جورجيا، ويقولون انهم اجبروا على الاندماج في جورجيا كرهاً خلال الحكم السوفياتي ويريدون ان يمارسوا حقهم في تقرير المصير. ولاحقاً، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن القوات المسلحة الابخازية أسقطت الطائرة الجورجية من دون طيار التي تحطمت في منطقة ابخازيا الانفصالية، وليس الجيش الروسي كما أعلنت جورجيا. وقالت الخارجية الروسية في بيان:"أسقطت المضادات الجوية للقوات الابخازية الطائرة على بعد عشرين كيلومتراً من جنوب غرب غالي جنوب ابخازيا.