أثار الاعلان عن اجراء مفاوضات غير مباشرة بين اسرائيل وسورية برعاية تركية، ردود فعل مختلفة داخل الحلبة السياسية الاسرائيلية، تراوحت بين وضع شروطا جديدة على المسار السوري، وبين التشكيك في نيات رئيس الحكومة ايهود اولمرت وربطها بالتحقيق معه في قضية فساد تنذر باطاحته، فيما اعلن وزير الخارجية التركي علي باباجان ان هذه المفاوضات تركيا"ارضت"الطرفين وان المحادثات ستستمر على اساس لقاءات دورية. وقال الوزير التركي للصحافيين ان"الطرفين راضيان لكون المفاوضات التي جرت على مدى ثلاثة ايام الاثنين والثلاثاء والاربعاء في اسطنبول سمحت بايجاد اساس مشترك"للتفاهم. واضاف ان"المحادثات ستتواصل دوريا". راجع ص 4 و5 وحرص اولمرت امس على التأكيد لوزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير الذي التقاه في مكتبه في القدس أن استئناف المفاوضات على المسار السوري لن يكون على حساب المسار الفلسطيني، مضيفا:"إن السوريين يعرفون ماذا نريد منهم، ونحن أيضاً نعرف ماذا يريدون منا". وفي هذا الصدد، قال وزير الاعلام السوري محسن بلال لقناة تلفزيون"الجزيرة":"استلمنا التزامات ورسائل من الحكومة الاسرائيلية ومن رئيسها يضمنوا فيها، عبر الاصدقاء الاتراك، انهم يعلمون ماذا يريده السوريون". واضاف"انه يعلم تماما ان الجولان كاملا سيعاد الى السيادة السورية، وان اسرائيل ستنسحب الى خطوط الرابع من حزيران 1967". من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني في أول تعقيب لها على الإعلان عن استئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وسورية، إن إسرائيل راغبة حقاً في السلام مع جاراتها،"لكن ينبغي على سورية ان تفهم أنه يتحتم عليها الانفصال عن ايران وحزب الله وسائر التنظيمات الإرهابية". واعتبر وزير الدفاع ايهود باراك أن"إخراج سورية من دائرة العداء"مسألة مهمة"لكن على إسرائيل أن تبقى واعية ومتنبهة إلى أن السلام يتحقق فقط من موقع قوة وثقة بالنفس". ودعت جهات أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى الى عدم خلق توقعات مبالغ فيها من استئناف المفاوضات، في حين شككت أوساط في شعبة الاستخبارات العسكرية في إمكانات إبعاد سورية عن علاقاتها مع ايران و"حزب الله"حتى في مقابل اتفاق سلام. وأظهر استطلاع للرأي نشرته"يديعوت أحرونوت"أمس أن غالبية الإسرائيليين 57 في المئة تعارض الانسحاب من الجولان حتى في مقابل اتفاق سلام مع سورية يشمل علاقات ديبلوماسية وترتيبات امنية ملائمة. ورأى 49 في المئة أن المفاوضات مع سورية تهدف أساساً الى حرف الأبصار عن التحقيق الذي تجريه الشرطة مع رئيس الحكومة في قضية الرشوة، وهو ما عكسته ايضا تعليقات وسائل الاعلام التي ربطت ايضا بين الإعلان عن استئناف المفاوضات مع دمشق وتحقيق الشرطة مع اولمرت. وفي دمشق، وضعت الاوساط السورية تصريحات ليفني في اطار"المنافسة الداخلية"مع اولمرت. ومن المقرر ان تجري القيادة السورية تقويماً لنتائج المفاوضات غير المباشرة التي جرت في اسطنبول في الايام الثلاثة الماضية وتقرير الخطوة المقبلة. وقالت مصادر سورية رفيعة المستوى ل"الحياة"ان توافر"الارضية المشتركة"في مفاوضات اسطنبول يعني ان الاتصالات ستستمر، مع احتمال انتقالها الى مفاوضات مباشرة في المستقبل القريب. وعلم ان المفاوضات التي جرت عبر الوسيط التركي، هدفت الى التحقق من الاستعداد الاسرائيلي لتقديم التزام بالانسحاب الكامل من الجولان السوري المحتل. واشارت المصادر الى ان التأكد من الاستعداد للانسحاب، ينقل المفاوضات الى المرحلة الاخرى المتعلقة بباقي عناصر السلام التي تشمل"ترسيم"خط 4 حزيران يونيو عام 1967، والاتفاق على الجدول الزمني للانسحاب، وعلاقات السلم العادية بين الطرفين، و"الجدول الزمني"الرابط بين جميع عناصر السلام.