أعلن وزير الخارجية التركي علي باباجان أمس أن مفاوضات السلام غير المباشرة الجارية بين سوريا وإسرائيل برعاية تركية "أرضت" الطرفين وأن المحادثات ستستمر على أساس لقاءات دورية. وقال الوزير التركي للصحافيين "إن الطرفين راضيان لكون المفاوضات التي جرت على مدى ثلاثة أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء في اسطنطول سمحت بإيجاد أرضية (تفاهم) مشتركة". وأضاف "ان المحادثات ستتواصل دورياً". إلى ذلك رحبت الولاياتالمتحدة بمفاوضات السلام غير المباشرة بين إسرائيل وسوريا برعاية تركيا لكنها ذكرت أن أولوية واشنطن تبقى إبرام اتفاقية سلام فلسطينية إسرائيلية خلال السنة الحالية. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس للصحافيين "كما قلنا عند انعقاد مؤتمر أنا بوليس نرحب بكل خطوة من شأنها أن تؤدي إلى سلام شامل في الشرق الأوسط". وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش استضاف مؤتمر سلام دوليا في انابوليس في ميريلاند في تشرين الثاني (نوفمبر) لإحياء عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية بعد جمود استمر سبع سنوات. وأوضحت رايس "إننا نعمل بجهد على المسار الفلسطيني وهو المسار الأكثر نضوجاً". وأضافت "لكن هذا لا يعني أننا لا ندعم مفاوضات أخرى" مشددة على ضرورة أن تعمل سوريا على ترسيم حدودها مع لبنان. وشدد ديفيد ولش، مساعد رايس، في وقت سابق كذلك على ضرورة التوصل إلى اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين بحلول نهاية السنة الحالية. لكنه أكد أن الحكومة الأمريكية تشجع كذلك الجهود الهادفة إلى التوصل إلى اتفاق سوري - إسرائيلي. وقال خلال مؤتمر صحافي "نعتبر أن توسيع دائرة السلام سيكون شيئاً جيداً". وأضاف: "إن الرئيس جورج بوش قال خلال رحلته الأخيرة إلى الشرق الأوسط ان المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين واعدة بشكل خاص واننا نعمل للتوصل إلى اتفاق قبل نهاية العام". وأشار أيضاً إلى أن "هذه الأطراف تجري مفاوضات مباشرة" وليس غير مباشرة كما هو حال المفاوضات السورية - الإسرائيلية التي تجري برعاية تركيا. وأوضح أن الولاياتالمتحدة أبلغت بمضمون هذه المفاوضات ولكنها ليست طرفاً فيها. وأكد البيت الأبيض أنه أبلغ بالمحادثات بين سوريا وإسرائيل "منذ بداية المبادرة". وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو للصحافيين "نأمل أن يشكل ذلك إطاراً لمعالجة عدة مخاوف مشتركة بيننا، أي الولاياتالمتحدة وإسرائيل وأطراف أخرى كثيرة، ولا سيما دعم سوريا لحماس وحزب الله وتدريب وتمويل إرهابيين ينتمون إلى هاتين المنظمتين". وأضافت "نعتبر أن هذا سيساعدنا أكثر على عزل ايران لنصل إلى وقت تعلق فيه بشكل يمكن التحق منه برنامج تخصيب اليورانيوم حتى نجلس معها على الطاولة ونتناقش معها حول كيفية ادخالها إلى صفوف المجتمع الدولي". وأعلنت سوريا وإسرائيل الأربعاء انهما تجريان محادثات سلام غير مباشرة برعاية تركيا، بعد تجميد استمر ثماني سنوات لمفاوضات السلام بينهما. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن دمشق حصلت خلال هذه المحادثات على التزام بانسحاب إسرائيل إلى حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967م. وقال مسؤول امريكي رفيع المستوى طلب عدم الكشف عن اسمه ان واشنطن "لا اعتراض لها" على المحادثات السورية الإسرائيلية وتشجعها لكنها لا تشكل أولوية لديها. وأوضح أن دول المنطقة تحث "بوش على العمل بجهد لتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين". وأضاف على "صعيد المصلحة الوطنية فإننا سنحصد أكثر من استثمارنا على هذا المسار (الفلسطيني). هذا لا يعني أننا لن نعود إلى المسار الآخر (السوري). لقد فعلنا ذلك في الماضي". ورحبت روسيا أمس الخميس ببدء مفاوضات السلام غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل بوساطة تركيا. ونقلت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" أمس عن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية أندري نيستيرينكو ان "روسيا كانت على الدوام تدعو إلى استئناف المفاوضات على كافة اتجاهات عملية السلام، بما فيها التحرك على الاتجاه السوري الإسرائيلي"، معتبرة ذلك "عنصراً هاماً وضرورياً للتسوية الشاملة والوطيدة في الشرق الأوسط". وأشار نيستيرينكو في رده على سؤال للصحفيين بشأن الحوار الذي بدأ، إلى أن "هذا الموقف الشامل بالذات، المبني على قرارات مجلس الأمن الدولي، ومقررات مؤتمر مدريد، ومبادرة الجامعة العربية بهذا الشأن، بوسعه توفير الأمن والسلام لدول المنطقة". وكانت إسرائيل وسوريا أعلنتا رسمياً الأربعاء عن استئناف حوار السلام الذي توقف قبل ما يقارب 8سنوات. في تل أبيب، توقع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت ألا تكون المفاوضات التي تجري مع سوريا سهلة أو بسيطة، مشيرا إلى "أنها قد تستغرق وقتا طويلا حتى يتم التوصل لاتفاق سلام". وقال اولمرت في تصريحات نشرتها الإذاعة الإسرائيلية صباح أمس "إن هذه المفاوضات تنطوي على تنازلات ليست بالسهلة ستقدمها إسرائيل"، مضيفاً "أن الحدود الشمالية (مع سوريا ولبنان) هي مصدر القلق الرئيسي لحكومته خشية أن تؤدي إلى انزلاق إقليمي". وأعتبر أن استئناف المفاوضات مع سوريا هو واجب وطني يجب استنفاده على غرار ما كان يعتقده إسلافه رؤساء الوزراء اسحق رابين وبنيامين نتنياهو وايهود باراك. واكد "ان هؤلاء كانوا على استعداد لتقديم تنازلات مؤلمة بهدف تحقيق السلام مع سوريا". من جهتها أكدت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية "أن إسرائيل وسوريا ستبدآن بعد بضعة أسابيع مفاوضات تهدف إلى التوصل إلى اتفاق سلام شامل بين البلدين وستجري المفاوضات بصورة غير مباشرة في اسطنبول تحت رعاية تركيا". ونقلت الصحيفة عن رئيس الحكومة الإسرائيلية اولمرت القول "إن تطورا حصل في الموقف السوري وان الاتصالات مع سوريا حققت اختراقا تاريخيا". وبدأت قوى المعارضة البرلمانية في إسرائيل حشد طاقاتها لإجهاض أي مسعى لحكومة اولمرت التي رأت أنها تستعد للتخلي عن هضبة الجولان ضمن اتفاق سلام سيوقع مع سوريا. وقالت وسائل إعلام في إسرائيل "إن عضو الكنيست الياهو جباي جمع تواقيع سبعة وخمسين نائبا من كتل مختلفة دعما لمشروع قانون يعتزم طرحه حول تكريس قانون السيادة الإسرائيلية في الجولان". وطبقا لمشروع هذا القانون حسب الإذاعة الإسرائيلية "فانه لن يتسنى الانسحاب من الجولان إلا بموافقة ثلثي نواب الكنيست البالغ عدد النواب فيه 120عضوا على أي اتفاق يتعلق بالهضبة السورية المحتلة". وكانت سوريا أعلنت أن التوصل إلى أرضية مناسبة مع إسرائيل سيؤدي إلى استئناف المحادثات المباشرة في وقت قريب من دون انتظار انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي جورج بوش. وكانت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني صرحت أمس بأن على سوريا أن تنأى بنفسها عن حركة حماس وحزب الله وإيران إذا ما كانت تريد لمفاوضات السلام أن تنجح. وصرحت ليفني للصحفيين قبل لقائها بوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في تل أبيب "إسرائيل تجاهد دوما من أجل التوصل إلى سلام مع جيرانها إلا أن على السوريين أن يفهموا ضرورة التوقف عن دعم الارهاب : حماس وحزب الله وإيران". وأظهر استطلاع للرأي أن معظم الاسرائيليين ( 52في المئة) يعارضون الانسحاب من هضبة الجولان المحتلة مقابل اتفاقية سلام مع سوريا. وكشف الاستطلاع - الذي نشرت صحيفة يديعوت احرونوت نتائجه أمس عن أن ما يقرب من 48في المئة من الاسرائيليين يؤيدون اعادة هضبة الجولان كلها او جزء منها.