تنفّذ إسرائيل حملة واسعة لتعزيز الاستيطان وبناء المشاريع العمرانية والاقتصادية في مرتفعات الجولان السورية المحتلة. وأعلنت"دائرة أراضي إسرائيل"، وهي مؤسسة حكومية مسؤولة عن إدارة الأراضي المسجلة باسم الدولة، مناقصة لبناء حي جديد في مستوطنة"كتسرين"يضمّ 400 وحدة سكنية على مساحة 300 دونم. وأعدت شركة"مي غولان"الإسرائيلية بالتعاون مع شركة"آي. اي. اس"الأميركية للطاقة، مخططاً لإقامة مشروع مشترك لبناء 150 مروحة هوائية لانتاج الطاقة الكهربائية. ويمتدّ المشروع على مسافة 140 كيلومتراً في شمال شرقي الجولان، من مجدل شمس حتى مستوطنة"آلوني هبيشان"التي أقيمت على انقاض قرية الجوزير السورية المدمّرة. وفي خطوة لضمان تأييد أكثرية يمينية رافضة للسلام مع سورية، بدأت حملة لجلب أكبر عدد ممكن من مستوطني غزة الذين تمّ اجلاؤهم قبيل الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، إلى الجولان. ووصلت بالفعل عائلات عدة إلى المرتفعات السورية المحتلة للسكن، فيما رفض المسؤولون الحديث عن خطتهم"لأن ذلك قد يعرقل ما خطط له من مشاريع لتعزيز الاستيطان في الجولان". وتعتبر المناقصة التي أعلنتها"دائرة أراضي إسرائيل"الأخطر، إذ أن المشروع يُبنى بدعم كامل من الحكومة الإسرائيلية، ما يناقض تماماً التصريحات عن السلام مع سورية والانسحاب من الجولان. وقالت الناطقة باسم مستوطنة"كتسرين"توباز بركاي إن"دائرة الأراضي متفقة معنا على مواصلة إنعاش الاستيطان في الجولان، وسننفذ هذا المشروع لتأكيد أن شيئاً لن يتغير، وأن الجولان سيبقى المكان المفضل للإسرائيليين". وإلى المشروع السكني، تعرض الدائرة للبيع قسائم للبناء ضمن مشروع"إبنِ بيتك"، بعضها بمساحة نصف دونم وسعرها لا يتجاوز 40 ألف دولار، ومنها بمساحة دونم واحد بسعر لا يتعدى 60 ألف دولار، أي بأقل من نصف السعر المتعارف عليه في إسرائيل لأراضي البناء. وبحسب ما يعرض، فإن قسائم الدونم الواحد تشمل أيضاً بناء بيتين إضافيين. ويقدم المجلس المحلي التسهيلات والمساعدات للعائلات التي ترغب في السكن بالجولان. وتؤكد بركاي أن الهدف هو جلب أكبر عدد من الإسرائيليين إلى الهضبة. وفي رأيها، تبقى التصريحات عن الانسحاب من الجولان مجرد أحاديث، و"هذه ليست المرة الأولى التي تطلق تصريحات عن الانسحاب من الجولان. وكلنا يدرك صعوبة، بل عدم إمكان تنفيذها". وفي موازاة ذلك، بوشر العمل في بناء قرية سياحية في مستوطنة"آلوني هبيشان"، ضمن خطة سياحية لجلب أكبر عدد من السياح إلى الجولان وتحسين اقتصادها. وكان رؤساء مستوطنات الهضبة عقدوا اجتماعاً أعلنوا فيه أن ردهم على استعداد رئيس الوزراء إيهود أولمرت ل"التنازل"عن الجولان سيكون بمزيد من مشاريع البناء وتعزيز الاستيطان. يُذكر أن مستشاريْ أولمرت للشؤون الاستراتيجية ايال آراد وليئور حوريف يعملان أيضاً مستشارين للمجلس الإقليمي"رمات هجولان"الذي يقود الحملة ضدّ إعادة الجولان إلى سورية. من جهة أخرى، أجرت قوات إسرائيلية مناورات أول من أمس في مرتفعات الجولان للتدريب على قتال محتمل مع لبنان وسورية. ونقلت وكالة"رويترز"عن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الذي تابع المناورة من فوق تل في المنطقة، قوله:"هذا مكان رائع. جزء من دولة إسرائيل. نحن نحب مرتفعات الجولان، وهي منطقة نتدرب فيها لأنها المكان الوحيد المماثل في طبيعة أرضه وقراه لظروف القتال في لبنان وفي الشمال". وأضاف:"نحن هنا في مرتفعات الجولان يحيط بنا هذا الجو الرائع ونستعد لحرب محتملة بالتدريب والتدريب والتدريب. لكن قلوبنا في القطاع غزة مع سكان سديروت والبلدات الإسرائيلية المجاورة. الشجاعة تقتضي رداً فورياً بكل قوتنا، لكن تلك الأمور تحتاج إلى تقدير ومزيد من التقدير لاختيار الوقت والطريقة المناسبين لوقف إطلاق صواريخ القسام والمتفجرات والأعمال الإرهابية من غزة".