سجل عدد المستوطنين اليهود في الجولان السوري المحتل ارتفاعاً كبيراً في السنوات الأخيرة مع انضمام آلاف العائلات الجديدة تجاوباً مع الحملات المتواصلة لتشجيع السكن في المستوطنات «الأمر الذي من شأنه أن يمنع انسحاباً إسرائيلياً في المستقبل» بحسب قادة المستوطنين هناك الذين أقروا بأنهم فوجئوا بحجم الاستجابة للحملات التي أطلقوها، وكانت آخرها قبل يومين. وذكر تقرير نشرته صحيفة «معاريف» أمس أن عدد المستوطنين في مستوطنات المجلس الإقليمي «جولان» الذي يضم نحو نصف المستوطنات في الجولان المحتل ارتفع في السنوات العشر الأخيرة بنسبة 60 في المئة، من 9500 مستوطن في 2000 إلى 14 ألف مستوطن هذا العام. كما ارتفع عدد المستوطنين في كبرى المستوطنات وأقدمها «كتسرين»، من 6500 إلى 8000 مستوطن، وبرزت الزيادة في الأشهر الأخيرة إذ انضم 700 شخص إلى المستوطنة. وفي مستوطنة «حاد نِس» الصغيرة تضاعف عدد المستوطنين أربع مرات، من 60 عائلة في 2003 إلى 240 عائلة العام الحالي. ووفقاً للأرقام الإسرائيلية الرسمية للعام 2009 يعيش في الجولان المحتل نحو 19 ألف مستوطن، 7 آلاف منهم في «كتسرين» والباقون ينتشرون في 32 مستوطنة يديرها «المجلس الإقليمي – جولان»، إضافة إلى 20 ألف سوري في أربع قرى درزية. وأفاد مسؤولون عن الحملة الإعلامية التي انطلقت قبل يومين لتشجيع الإسرائيليين على الانتقال الى المستوطنات في الجولان، ان التجاوب فاق كل التوقعات، وأن نحو 600 شخص اتصلوا في الساعات الأولى من إطلاق الحملة أبدوا اهتماماً للسكن في الجولان. وعزا مدير قسم الاستيعاب في المجلس الإقليمي الاستيطاني ديفيد سيبلمان هذا الإقبال إلى الأسعار المتدنية للأراضي والبيوت قياسا بأسعارها في وسط إسرائيل وإلى ضائقة السكن فيها «بينما عندنا يحصلون على قطعة أرض بمساحة دونم (1000 متر مربع) مجاناً ويتاح للحاصل عليها بناء بيت بمساحة 150 متراً مربعا مع حديقة كبيرة بتكلفة 200 ألف دولار فقط».