ارتفع عدد المستوطنين في هضبة الجولان السورية المحتلة بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة وفي بعض المستوطنات تم تسجيل ارتفاع بأكثر من 60% وذلك عشية إطلاق حملة إعلامية لتشجيع الإسرائيليين على السكن فيها ،وشدد مستوطنون على أن هذا الارتفاع سيمنع انسحابا من الجولان. وذكرت صحيفة معاريف اليوم الأربعاء أن عدد المستوطنين في مستوطنات المجلس الإقليمي "غولان" ارتفع بنسبة 60% خلال السنوات الماضية. وتدل المعطيات على أنه كان يسكن في مستوطنات المجلس الإقليمي "غولان" 9500 مستوطن في العام 2000 بينما اصبح عددهم الآن 14 ألف مستوطن. كذلك ارتفع عدد المستوطنين في "كتسرين"، وهي أكبر مستوطنة في الجولان، من 6500 إلى 8000، وانتقل 700 شخص إلى السكن في المستوطنة خلال الشهور الماضية. وأطلق المستوطنون في الجولان أمس الثلاثاء حملة إعلامية لتشجيع الإسرائيليين على الانتقال للاستيطان في الجولان. وقالت معاريف إن الحملة شهدت إقبالا كبيرا وأن 600 محادثة هاتفية على الأقل وصلت إلى بدالة الحملة في الساعات الأولى من يوم أمس. ونقلت الصحيفة عن مدير قسم الاستيعاب في المجلس الإقليمي الاستيطاني "غولان" ديفيد سيبلمان قوله إن سبب الإقبال الكبير على الحملة "هو على ما يبدو ضائقة السكن في وسط البلاد، بينما عندنا يحصلون على قطعة أرض بمساحة دونم مجانا وبإمكان العائلة بناء بيت بمساحة 150 مترا مربعا مع حديقة كبيرة بتكلفة 700 ألف شيكل (حوالي 195 ألف دولار) فقط". والجدير بالذكر أن أسعار البيوت في إسرائيل عموما، وفي وسطها خصوصا، تشهد ارتفاعا كبيرا في الآونة الأخيرة. وتضاعف عدد المستوطنين في مستوطنة "حاد نِس" الصغيرة أربع مرات، من 60 عائلة في العام 2003 إلى 240 عائلة في العام 2010 الحالي. وأوضح الزوجان عنات وموشيه بار أون اللذان انتقلا للسكن في مستوطنة في الجولان أنهما تشجعا على الانتقال إلى الجولان بسبب الأسعار المتدنية للأراضي والبيوت قياسا بأسعارها في إسرائيل. وقالت عنات لمعاريف " بحثنا فترة طويلة عن بيت بمساحة 180 مترا مربعا، لكننا جئنا إلى هنا وبنينا بيتا بمساحة 250 مترا مربعا إضافة إلى وحدتي ضيافة سياحية (تؤجر كغرف فندقية) بثمن كلي بلغ 1.6 مليون شيكل (اقل من 450 ألف دولار)، وهذا ببساطة حلم تحقق". واضافت عنات أنها وزوجها كانا يخشيان بعد انتقالهما للسكن في الجولان من انسحاب إسرائيلي منه في حال التوصل إلى اتفاق سلام مع سورية لكن "هذه الفكرة لم تعد تراودني اليوم، وعندما نرى أعمال البناء الواسعة فإن الشعور هو أنه لن ينشأ وضع يأخذون فيه كل هذا منا". وقال رئيس المجلس الإقليمي الاستيطاني "غولان" إيلي مالكا "في الفترة الأخيرة انشغلنا بالأساس باستيعاب صحيح لمئات العائلات التي انضمت إلينا وفي إعداد البنية التحتية الملائمة". واضاف مالكا أنه "في السنوات الأخيرة تم البدء بمئات المبادرات في مجالات متعددة والسياحة تطورت وبفضل النمو الديمغرافي تم إقامة مدارس وعشرات روضات الأطفال الجديدة، والآن وفيما نحن مستعدون لاستيعاب عائلات جديدة قررنا أنه حان الوقت لإطلاق حملة استيعاب جديدة".