نوّهت الحكومة البريطانية ب"التحسن الكبير للاوضاع في مدينة البصرةجنوب البلاد بعد العملية العسكرية التي نفذتها الحكومة العراقية"مؤكدة"عدم وجود جدول زمني لانسحاب القوات البريطانية من جنوبالعراق في الوقت الحاضر"مشيرة الى ان"الحكومة البريطانية ترى ان الوضع الامني في العراق مرتبط بالوضع الاقتصادي". جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده في بغداد امس المتحدث باسم الحكومة البريطانية جون ويلكس قال فيه ان"عملية صولة الفرسان في البصرة حققت نتائج جيدة على صعيد تحسين الوضع الامني في المدينة التي كانت تتلاعب فيها الميليشيات". واشار الى ان العملية دخلت مرحلة جديدة وهي التركيز على الاعمار، مشدداً على"ضرورة استثمار جميع الاطراف لهذا الانتصار". وشدد ويلكس على"أهمية التركيز حالياً على عملية اعمار المدينة وتحريك الاقتصاد بحيث يشعر المواطن بوجود ارادة حقيقية في اعادة اعمار المدينة"، موضحا ان"رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون عقد العديد من اللقاءات لحض المستثمرين الاجانب والعرب على العمل في البصرة". وفي سؤال ل"الحياة"عن طبيعة الدور الذي لعبته القوات البريطانية خلال عملية"صولة الفرسان"اوضح ويلكس ان"دور القوات البريطانية بعد تسلم السلطات العراقية الملف الامني في المدينة في كانون الاول ديسمبر الماضي تحول من المبادر الى المساند"، موضحاً ان"القوات البريطانية لم تشارك في العملية العسكرية بشكل مباشر، الا ان القوات العراقية طلبت دعما لوجستيا من القوات البريطانية والاميركية". ولفت الى ان"هناك سوء فهم لدى الاوساط السياسية بسبب الدور المحدود للقوات البريطانية في البصرة بعد تسلم السلطات المحلية الملف الامني في المدينة، والقول بعدم اكتراثها بما يجري في مدن الجنوب، وهذا تفسير خاطئ لأن الحكومة البريطانية تركز على البعد الاقتصادي والاستثماري وبناء القوات الامنية العراقية وتأهيلها اكثر من اي شئ آخر". وبشأن التصريحات حول وجود نية لسحب القوات البريطانية البالغة نحو 4000 عنصر من جنوبالعراق نفى ويلكس مثل هذه الانباء، وقال ان"الوجود البريطاني سيستمر في البصرة ولا جداول زمنية لسحب هذه القوات في المرحلة الحالية". وأوضح ان"عملية الانسحاب ستعتمد على الوضع الميداني على الارض اولا وطلب الحكومة العراقية ثانياً. ومتى ما طلب منا الانسحاب سننسحب. الا ان رسالة القادة العراقيين الينا واضحة وهي: لا تتركوا الفوضى، ولا تفسحوا المجال امام التدخل الايراني، ولا تعطوا اي فرصة للميليشيات للعبث في جنوب البلاد". واضاف:"كانت هناك خطة لخفض عديد قواتنا من 4000 الى ألفين، الا اننا ارتأينا الانتظار الى ما بعد انتهاء عملية صولة الفرسان واستقراء الاوضاع على الارض"كاشفاً ان"وزارة الدفاع البريطانية ستعلن في غضون اشهر الخطة الجديدة للقوات البريطانية العاملة في العراق". من جهة أخرى، قال ويلكس ان"الحكومة البريطانية تؤمن بأن الوضع الامني في العراق اليوم مرتبط بالوضع الاقتصادي، ولذلك نسعى الى تحسين الاوضاع"مشيراً الى"مشروع بريطاني سينفذ قريبا يتضمن تأسيس صندوق للتنمية برئاسة رجل اعمال بريطاني من أهدافه ايجاد فرص عمل للشباب العاطلين كبديل لانخراطهم في الميليشيات وتنفيذ اعمال ارهابية". ورداً على سؤال عن رغبة الحكومة البريطانية في عقد اتفاق مع العراق مثلما هي الحال مع واشنطن، اجاب ويلكس ان"الحكومة البريطانية ترغب في تقوية العلاقة مع الحكومة العراقية بموجب اتفاقات ثنائية في المستقبل القريب بعد حصول العراق على استقلاله التام وطي صفحة العنف بلا رجعة". ورداً على سؤال ل"الحياة"عن الموقف البريطاني ازاء التدخل الايراني في العراق، اشار ويلكس الى ان"الموقف البريطاني واضح، وهو ان اي تدخل غير مرغوب به مرفوض من جانبنا. وهناك العديد من الادلة التي عثر عليها وتفيد بتورط ايران في دعم الميليشيات. ولكننا نؤمن ايضا بأن الحكومة العراقية تريد الاحتفاظ بعلاقة طيبة مع ايران، ويجب عدم إنكار أهمية التبادل الاقتصادي والاجتماعي بين البلدين".