سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تتضمن عتاداً أمنياً حساساً وأسلحة متطورة وتسهيل حصول الإسرائيليين على تأشيرات دخول ولاحقاً إعفاءهم منها . بوش يحمل"سلة هدايا"لاسرائيل تضمن أمنها ويشيد ب "التحالف المستديم في وجه الإرهابيين"
أكدت مصادر سياسية إسرائيلية أن زيارة الرئيس جورج بوش الحالية لإسرائيل ستبحث ملفين رئيسيين هما "الملف النووي الايراني"و"تعزيز التحالف الأمني - الاستراتيجي"، بالإضافة إلى المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين والأوضاع في لبنان والموضوع السوري في أعقاب الرسائل التي تبادلها في الأشهر الأخيرة رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت مع الرئيس بشار الاسد. وأضافت أن الزيارة ستؤكد عمق العلاقات بين تل أبيب وواشنطن وسينعكس ذلك، ضمن أشياء أخرى، في"سلة الهدايا"التي يحملها معه الرئيس الأميركي لمناسبة احتفالات إسرائيل بالذكرى الستين لتأسيسها. وذكرت صحيفة"يديعوت أحرونوت"أن"معظم الهدايا"ستكون في المجال العسكري والاستخباراتي، وأنه تم التباحث حولها في اتصالات أمنية مكثفة سبقت وصول الرئيس الأميركي إلى تل أبيب أمس. وأضافت أن إسرائيل قدمت للأميركيين قائمة بطلبات مختلفة، مثل الحصول على"عتاد أمني حساس وأنواع أسلحة حديثة ومتطورة وطائرات حربية وصواريخ بحرية واقتناء جهاز رادار كبير ومتطور قادر على رصد إطلاق صواريخ أرض - أرض عند انطلاقها من اي بقعة في العالم، ما من شأنه ان يحسّن قدرات إسرائيل على اعتراض هذه الصواريخ. كما طلبت الحصول على منظومات دفاعية أميركية مضادة للصواريخ الطويلة المدى والعابرة للقارات. وتابعت أنه لم يُعرف بعد أي من الطلبات قبل بها بوش"لكن الأميركيين وعدوا بمفاجأة إسرائيل في عيدها الستين". وتوقعت تقارير صحافية أن تتلقى إسرائيل رد الأميركيين على طلباتها خلال زيارة اولمرت الوشيكة لواشنطن في النصف الأول من الشهر المقبل. وبحسب"هآرتس"، فإن"سلة الهدايا"تشمل تسهيل إجراءات حصول المواطنين الإسرائيليين على تأشيرات دخول إلى الولاياتالمتحدة ولاحقاً إعفاءهم منها. كما توقعت أن يعلن بوش توثيق التعاون بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل في مجالات اقتصادية وعلمية وثقافية مختلفة. ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية قولها إنه فضلاً عن الجوانب الطقسية للزيارة، فإن الرئيس الأميركي سيجري في القدس مفاوضات معمقة تتناول سبل مواجهة التهديد الايراني وضمان أمن إسرائيل. وتابعت:"ثمة توقعات لتطورات دراماتيكية في اتجاه تعزيز التحالف الاستراتيجي بين البلدين"، لكنها لم تفصح عن طبيعتها. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأميركي سيبحث مع أركان الحكومة الإسرائيلية في ما آلت إليه العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، ومدى التفاهمات التي تم إنجازها و"التسهيلات"للفلسطينيين التي وعدت بها إسرائيل. وزادت أن الاجتماع بين بوش وأولمرت سيتطرق إلى الوضع المتأزم في لبنان، متوقعة أن يعرب الجانبان عن قلقهما من الأحداث الأخيرة، خصوصاً تعاظم قوة"حزب الله"ونفوذه في لبنان. بوش في المطار ومع وصول بوش الى مطار تل أبيب أمس في زيارته الثانية لإسرائيل منذ بداية العام الحالي، أشاد الرئيس الأميركي ب"التحالف المستديم بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل في وجه الإرهابيين والطغاة". وتابع:"نعتبر الأرض المقدسة مكانا شديد الخصوصية، والاسرائيليين أصدقاءنا القريبين"، خاتما كلمته بكلمة"شالوم". من جهتهم، تنافس أركان الدولة العبرية في الإشادة بالضيف الكبير واعتباره أكبر صديق لإسرائيل في البيت الأبيض. وقال الرئيس شمعون بيريز إن بوش"وقف اكثر من أي شخص آخر الى جانبنا في السراء والضراء"، بينما شدد اولمرت على"التحالف الاستراتيجي"مع واشنطن التي وصفها بأنها احدى"دعائم أمننا القومي"، ووصف بوش ب"الحليف الأمين". ونقلت مصادر صحافية عن بيريز أنه قال للرئيس الأميركي في لقائهما في مقر الأول في القدس إن"حزب الله"يدمر لبنان فيما"حماس"تعرقل إقامة دولة فلسطينية. من جهته، قال بوش إنه"لو قبل 60 عاماً حاول أحد ان يتوقع المستقبل، لكان من الصعب التقدير بأن إسرائيل ستكون على ما هي عليه اليوم... ما كان ممكناً تخيل إسرائيل العصرية كما هي اليوم". وأضاف:"سنواصل العمل من أجل الناس المنطقيين الذين يريدون التوصل إلى سلام ومحاربة قوى الإرهاب التي تريد قتل الأبرياء... الشعبان يواجهان تحديات صعبة، كلانا ديموقراطية عليها أن تحارب من أجل حريتنا". أولمرت يحذّر"حماس": اسرائيل قد تضرب بشدة وقال اولمرت بعد احتماعه مع بوش ان على حركة"حماس"ان توقف الهجمات على اسرائيل انطلاقا من قطاع غزة وإلا قامت اسرائيل بعمل عسكري على نطاق لم يسبق له مثيل. واضاف:"نأمل في الا نضطر للتحرك لوقف حماس بطرق اخرى مستخدمين القوة العسكرية التي لم تبدأ اسرائيل بعد في استخدامها بأسلوب جاد". واكد بوش دعم بلاده الثابت لاسرائيل، مبديا تصميمه على مواصلة جهوده من اجل التوصل الى اتفاق سلام، ومضيفا انه ما زال يؤمن بامكان تحقيقه على رغم التشكيك الذي احاط بجدوى زيارته. وقال عقب لقائه بيريز ان واشنطن"ستواصل العمل صوب رؤية تتاح فيها لأناس منصفين ومعتدلين ويريدون فرصة للعيش في سلام مع اسرائيل هذه الفرصة"، و"ستتحدث بوضوح عن قوى الارهاب هذه التي تقتل الاشخاص الابرياء لتحقيق اهدافها السياسية وكيف يتعين على العالم الوقوف ضدها". واجرى بوش في وقت لاحق محادثات مع أولمرت شملت البرنامج النووي الايراني الذي ترى فيه اسرائيل تهديدا لوجودها. وقال اولمرت في مقابلة مع التلفزيون الالماني امس:"نأمل في التوصل خلال عام 2008 الى جزء من اتفاق مبادئ يتعين توضيحه وتحديده بكل دقة"، مضيفا:"اذا سألتموني هل يمكن التوصل الى هذا عام 2008، فإن جوابي بلى... لكن هذا لا يعني انه سيتم تحقيق كل نقاط هذا الاتفاق فور"ابرامه، مشيرا الى ان تطبيق اتفاق سلام يرتبط بخطة"خريطة الطريق"التي يتطلب تنفيذها"وقتاً اطول بسبب الارهاب في غزة وضعف السلطات الفلسطينية وانعدام الامن ونقص المؤسسات الحكومية والادارة". وابدى استعداده لتقديم تنازلات من اجل التوصل الى اتفاق سلام، لكن ليس"التفريط"في اي حقوق. ورفض تحميله ادنى مسؤولية في الازمة الانسانية في قطاع غزة، وقال:"لماذا يجب ان اكون مسؤولا على ظروف العيش في غزة؟... هذه المنطقة ليست جزءا من اسرائيل". واعتبر ان منع ايران من ان تصبح قوة نووية يمثل"اولوية"، مضيفا انه تقع على الدول الغربية مسؤولية في هذا الصدد. واكد انه في حال استئناف مفاوضات السلام بين اسرائيل وسورية، فإن اسرائيل ستحاول"لزوم الصمت لجعلها اكثر نجاعة". ولن يزور بوش الاراضي الفلسطينية خلال زيارته التي تستمر ثلاثة ايام، لكنه يخطّط للقاء الرئيس محمود عباس في مصر السبت.