وسط إجراءات امنية استثنائية، استهل الرئيس جورج بوش زيارته لإسرائيل امس بالتأكيد ان هناك "فرصة جديدة"للسلام بين الفلسطينيين واسرائيل. واشار خلال حفلة استقبال له في مطار بن غوريون قرب تل ابيب، بقوة بالتحالف بين الولاياتالمتحدة واسرائيل والذي يسهم في"ضمان أمنها كدولة يهودية". من جهته، قال رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت في كلمة مقتضبة:"انتم اقوى حليف لنا، اكثر حليف نثق به في المعركة ضد الارهاب والتطرف، وسند كبير لنا في سعينا الى السلام والاستقرار". كما وجه الرئيس شمعون بيريز تحذيرا الى ايران، وقال متوجها الى بوش بعد نزوله من الطائرة واستعراضه وحدات الجيش:"نتبع نصيحتكم بعدم التقليل من شأن التهديد الايراني". وكان بوش وصل صباح امس الى المطار في زيارة تاريخية ستقوده ايضا الى الاراضي الفلسطينية في محاولة للمساعدة على ابرام اتفاق سلام في السنة الاخيرة من ولايته الرئاسية ووضع حد لنزاع مستمر منذ ستين عاما. وهبطت الطائرة الرئاسية"اير فورس وان"عند الساعة 11.55 بالتوقيت المحلي 09.55 بتوقيت غرينتش في مطار بن غوريون حيث قال بوش عند نزوله من الطائرة:"يا له من يوم جميل". وكان في استقباله في المطار بيريز واولمرت وغالبية كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين الاسرائيليين، بالاضافة الى زعماء دينيين. وغادر اثر ذلك في مروحية"مارين - وان"الى القدسالمحتلة حيث استقبله بيريز، قبل ان يجري محادثات مع اولمرت في مقره في القدس. عشاء مع وزير محظور وكان لافتا امس ان وزير شؤون المتقاعدين الاسرائيلي الممنوع من زيارة الولاياتالمتحدة لتورطه في قضية تجسس رافي ايتان، دُعي الى عشاء ينظمه اولمرت على شرف بوش اليوم. ولم يحضر ايتان الى مدرج المطار لاستقبال بوش، على عكس الوزراء الآخرين الذين صافحوا الرئيس. يذكر ان ايتان لعب دور المسؤول المباشر عن الجاسوس اليهودي الاميركي جوناثان بولارد الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد في الولاياتالمتحدة للتجسس لصالح اسرائيل. وبوش هو رابع رئيس اميركي يزور اسرائيل بعد ريتشارد نيكسون عام 1974، وجيمي كارتر عام 1979، وبيل كلينتون عام 1998. ويؤكد بوش المتهم بأنه اهمل النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي انه يريد مساعدة رئيس الوزراء الاسرائيلي والرئيس الفلسطيني على احترام وعد قطعاه برعايته خلال مؤتمر انابوليس بالتوصل الى اتفاق بحلول نهاية عام 2008 يسمح بقيام دولة فلسطينية تعيش بسلام الى جانب اسرائيل، وذلك رغم الشكوك في امكان تحقيق ذلك في هذه الفترة الزمنية. وبعد مراسم الاستقبال في مطار بن غوريون وحتى مغادرته الجمعة، سيلتقي بوش على انفراد وبحسب برنامجه حتى الان، مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين، فضلا عن ممثل اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط توني بلير. وسيكتفي بزيارة اسرائيل والضفة الغربية من دون قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة"حماس". غير ان بوش المسيحي المتدين سيزور اليوم كنيسة المهد في بيت لحم في الضفة، في حين سيضع غدا اكليلا من الورد عند نصب"ياد فاشيم"في القدس لضحايا المحرقة، وسيزور كنيسة"العظة على الجبل"في الجليل حيث القى السيد المسيح عظة الجبل. واتخذت اجراءات امنية استثنائية لهذه الزيارة حيث ينتشر اكثر من 11 الف شرطي اسرائيلي لضمان الامن في اطار عملية"السماء المفتوحة"، وهو الاسم الذي اطلق على الزيارة، وهي اجراءات لا سابق لها منذ زيارة البابا يوحنا بولس الثاني عام 2000. كما فرض الجيش الاسرائيلي اغلاقا تاما على الضفة حيث فرضت ايضا اجراءات استئنائية في استقبال الرئيس الاميركي. وفي دليل على ان التوصل الى اتفاق السلام لا يزال بعيدا، سبقت زيارة بوش تظاهرات احتجاج شارك فيها الآلاف من مناصري اليمين الاسرائيلي في القدس، والآلاف من الفلسطينيين في غزة حيث اعتبرت"حماس"في بيان ان تصريحات بوش"تعكس اهدافه لتقديم المزيد من الدعم السياسي للاحتلال"و"تعني الدعم الأميركي لإقامة نظام عنصري في المنطقة على حساب حقوق شعبنا الفلسطيني". وقالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي ترافق بوش انه يجب عدم توقع تحقيق"اختراق"خلال هذه الزيارة.