سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بوش يحذر إيران من "عواقب وخيمة" ... واولمرت يربط السلام بوقف الهجمات و"الارهاب" . الرئيس الاميركي في رام الله اليوم ويدعو إسرائيل إلى إزالة الاستيطان العشوائي
لم يأت الرئيس جورج بوش بأي جديد في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت في ختام محادثاتهما في القدسالمحتلة مساء امس، بل جدد تفضيله الخيار الديبلوماسي في التعامل مع ايران، وتفاؤله بامكان التوصل الى اتفاق سلام بين الفلسطينيين واسرائيل قبل نهاية ولايته بعد عام، ودعوته اسرائيل الى ازالة الجيوب الاستيطانية. وكان شدد لدى وصوله الى اسرائيل على ان التحالف الاميركي - الاسرائيلي يسهم في"ضمان أمن اسرائيل كدولة يهودية". من جانبه، اعلن اولمرت التزام اسرائيل ازالة المستوطنات العشوائية ومواصلة المفاوضات مع الفلسطينيين على القضايا الاساسية"بجدية كبيرة"، لكنه ربط السلام بوقف الهجمات انطلاقا من قطاع غزة ووضع حد للارهاب. راجع ص 4 و5 وكان بوش وصل الى اسرائيل في وقت سابق امس الى مطار تل ابيب حيث كان في استقباله مسؤولون من كل الطيف السياسي. ووسط اجراءات امنية مكثفة، توجه للقاء الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز في القدس، قبل ان يعقد محادثات مطولة مع اولمرت صرح في ختامها بأن ايران تشكل"تهديداً للسلام العالمي"لكن"اعتقد اننا نستطيع معالجة هذه المشكلة ديبلوماسيا"، مؤكدا عزمه على مواصلة الضغوط الدولية على طهران لوقف انتاج السلاح النووي. غير ان بوش حذر ايران من"عواقب وخيمة"اذا هاجمت سفنا أميركية في الخليج، مضيفا أن كل الخيارات مطروح و"نصيحتي لهم هي ألا يفعلوا ذلك"، في اشارة الى زوارق ايرانية قالت واشنطن انها اقتربت بطريقة عدائية من ثلاث سفن تابعة للبحرية الاميركية في مضيق هرمز، ممهددة بأن السفن ستنفجر. في الوقت نفسه، قال بوش ان"الجيوب الاستيطانية ... لا بد من ازالتها"، معرباً عن تفاؤله بامكان التوصل الى اتفاق سلام قبل نهاية ولايته. من جانبه، تعهد اولمرت"الوفاء بالتزاماتنا في ما يتصل بازالة المستوطنات العشوائية"، كما اكد التزام اسرائيل مواصلة محادثات السلام مع الفلسطينيين"بجدية كبيرة لمعالجة القضايا الاساسية كافة ... والتوصل الى اتفاق يجرى تطبيقه". لكنه ربط السلام بوقف الهجمات، وقال:"ما دام الرعب مستمرا في غزة، فسيكون من الصعب التوصل الى تفاهم مع الفلسطينيين". واضاف:"نريد ان يفي الفلسطينيون ايضا بالتزامهم وضع حد للارهاب، وليس فقط في غزة". وخلال اللقاء، تبادل الجانبان هدايا تذكارية رياضية. وكما كان متوقعاً، اختار بيريز التركيز على الملف الايراني ليوجه إنذاراً لطهران بأن"لا تخطئ في تقدير تصميم إسرائيل على الدفاع عن نفسها". وأكد المعلقون السياسيون أن أقوال بيريز جاءت لتؤكد أن إسرائيل تمنح المشروع النووي الايراني وليس الملف الفلسطيني الأولوية في المحادثات مع الرئيس الأميركي. وبحسب الإذاعة الرسمية، فإن أولمرت أطلع ضيفه على تقارير المخابرات الإسرائيلية التي تنفي ما جاء في تقرير المخابرات الأميركية في شأن وقف ايران مسعاها الى بلوغ قدرات نووية. ومن المقرر ان يتوجه بوش اليوم الى رام الله حيث اصبح مقر الرئاسة الفلسطينية المقاطعة تحت سيطرة اميركية شبه كاملة بعد نحو إسبوعين من التحضير الحثيث من جانب"الامن المسبق"الاميركي استعدادا للزيارة. وفيما أظهر المواطنون الفلسطينيون فتوراً ظاهراً ازاء الزيارة، تجنب مسؤولون في السلطة انتقاد تصريحات بوش التي اشار فيها الى"يهودية اسرائيل"، وقال امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربة:"هذه الزيارة ربح صاف للقضية الفلسطينية ... عندما يأتي رئيس اكبر دولة في العالم ويؤكد ضرورة انهاء احتلال عام 1967 واجراء مفاوضات لانهاء الاحتلال واقامة الدولة المستقلة ويعتبر الاستيطان عقبة امام السلام". اما في غزة، فنظمت هيئة العمل الوطني الذراع القيادية لمنظمة التحرير الفلسطينية في قطاع غزة وذوو الاسرى، وحركة"حماس"، وحركة"الجهاد الاسلامي"، ثلاث تظاهرات منفصلة احتجاجاً على زيارة بوش الذي وصف ب"رأس الارهاب الدولي". كما استهدفت"الوية الناصر صلاح الدين"اسرائيل ب11 صاروخا وقذيفة هاون اطلقت من قطاع غزة. وبموازاة زيارة بوش، اعلنت الرئاسة السلوفينية للاتحاد الاوروبي الاستعداد للمشاركة"بكل قوة"في عملية السلام اذا ما فشلت المفاوضات التي اطلقها مؤتمر انابوليس، مضيفة ان الاتحاد سيجري تقويما للعملية بعد زيارة بوش. كما شن وزير الإعلام السوري محسن بلال هجوما على زيارة بوش، واكد أنها"لن تكون أكثر من حملة علاقات عامة"في حال لم تقدم إدارته التزاما جديا لعملية السلام. ومن المقرر ان يتوجه بوش غداً الى الكويت التي قال وزير خارجيتها الشيخ محمد الصباح إن موضوع الكويتيين الأربعة الذين لا زالوا محتجزين في غوانتانامو سيطرح للنقاش معه.