غادر الرئيس الاميركي جورج بوش إسرائيل في ختام زيارة استمرت ثلاثة ايام بمناسبة الاحتفالات في الذكرى الستين لقيامها. وخلال هذه الزيارة قدم بوش دعما مطلقا لإسرائيل ولا سيما في وجه التهديد الايراني وتلقى استقبالا حافلا جدا. وكان في وداعه في مطار بن غوريون قرب تل ابيب الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ورئيس الوزراء ايهود اولمرت. ولم يتزامن وجود بوش في القدس لثلاثة ايام مع اعلان تقدم في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين لبلوغ الهدف المحدد وهو التوصل إلى اتفاق قبل نهاية 2008.وقال بوش الخميس امام الكنيست "لقد اقمتم ديموقراطية متينة ستستمر على الدوام ويمكن ان تعتمد دائما على دعم اميركا إلى جانبها. فليبارك الله إسرائيل" ما اثار تصفيقا حادا في البرلمان الإسرائيلي وعلى عكس التوقعات التي كانت سائدة فان بوش لم يتطرق الا بشكل مبهم لاقامة دولة فلسطينية في مستقبل بعيد جدا في 2068العام الذي سيحتفل فيه بالذكرى ال 120لقيام إسرائيل، خلال خطابه في الكنيست الذي كان يعتبر ذروة زيارته إلى إسرائيل. كما لم يتطرق إلى معاناة 760الف فلسطيني اصبحوا اليوم خمسة ملايين شخص مع احفادهم، اضطروا لمغادرة ديارهم خلال اول حرب إسرائيلية - عربية عام 1948امام تقدم القوات الإسرائيلية او قيام هذه القوات بطردهم. وذكرت الصحف الإسرائيلية امس الجمعة إن إسرائيل راضية جدا من نتائج زيارة الرئيس الأميركي لها وأن بوش أكد على وجود غطاء لتهديداته ضد إيران خلال الخطاب الذي ألقاه أمام الكنيست أمس. ونقلت صحيفة هآرتس عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع قوله إنه "تم التوضيح خلال محادثات مع الرئيس الأميركي جورج بوش أنه يوجد غطاء لتصريحاته في الموضوع النووي الإيراني". وشدد بوش أمام الكنيست على أنه "إذا سمحنا لهذه الدولة بأن تمتلك السلاح الأكثر فتكا في العالم فإن هذا سيكون خيانة للأجيال المقبلة". وأضافت مصادر سياسية إسرائيلية إنه كان معروفا مسبقا لها أن تطرق بوش للموضوع النووي الإيراني سيكون شديدا جدا. واستعرض رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود أولمرت ووزير الدفاع ايهود باراك خلال لقائهما مع بوش معلومات جديدة حول الموضوع الإيراني، بهدف إقناعه بوجوب أن تعيد أجهزة الاستخبارات الأميركية النظر في تقييماتها حيال الموضوع. وقال مصدر سياسي إسرائيلي آخر لهآرتس إنه في أعقاب هذه الزيارة تنظر الولاياتالمتحدة بالإيجاب لطلب إسرائيل برفع مستوى العلاقات الإستراتيجية - الأمنية بين الدولتين. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت امس، أنه خلال لقاء بوش مع أولمرت وباراك، وافق الرئيس الأميركي على الطلب الإسرائيلي بضم الأخيرة إلى نظام الانذار المبكر من الصواريخ الباليستية لدى إطلاقها من أي موقع في أنحاء العالم. وستحصل إسرائيل على أثر ذلك على جهاز رادار ضخم ومتطور جدا لرصد إطلاق الصواريخ.ويرتبط نظام الانذار المبكر بأقمار التجسس الاصطناعية الأميركية التي تراقب أيضا إيران على مدار الأربع والعشرين ساعة.