سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يبحث هذا الملف خلال لقائه بوش في واشنطن بعد 3 أسابيع ... ورايس تحذره من إهمال المسار الفلسطيني . أولمرت يفحص عبر جهة ثالثة "ثمن" استئناف التفاوض مع سورية
نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية أمس عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن رئيس الحكومة ايهود اولمرت"يجري فحصاً عبر جهة ثالثة"لاستئناف مفاوضات السلام مع سورية. وشدد المصدر على انه لا تجري اتصالات مباشرة بين تل أبيب ودمشق،"لكن ثمة فحصاً جدياً للغاية للمسألة لم يستكمل بعد". واوضح ان الفحص يتناول أساساً"المقابل"الذي ستحصل عليه إسرائيل من سورية لقاء انسحابها من الجولان، خصوصاً طبيعة العلاقات بين الدولتين،"وما إذا كانت سورية ستفك تحالفها مع ايران وحزب الله والتنظيمات الإرهابية الفلسطينية، وجميعها من ألد أعداء إسرائيل". ونقلت الصحيفة عن اولمرت قوله في اجتماعات مغلقة ان الثمن المطلوب من إسرائيل دفعه واضح ومعروف،"لكن يبقى السجال في شأن شروط دفع هذا الثمن والتخفيضات... ويبقى أهم الأسئلة هو المقابل الذي ستحصل عليه إسرائيل: هل ستحصل على سلام على غرار السلام مع مصر، أو على غرار السلام بين بريطانيا وفرنسا، أم مناورة تضليلية من قبيل أعطونا الجولان وخذوا الإرهاب وتحالفاً بين سورية وايران ومقار لحركة حماس في دمشق". وأضاف اولمرت انه رغم معارضة أوساط استخباراتية إسرائيلية استئناف المفاوضات مع سورية وتحذيرات جهات غربية وغيرها من ذلك،"غير أنني ملزم كرئيس للحكومة فحص المسار السياسي". وأشارت"هآرتس"إلى أن أحد أبرز العوامل التي حدت بأولمرت لدرس احتمال تجديد المسار التفاوضي مع سورية هو كثرة الإنذارات عن تعاظم قوة الجيش السوري وخطر اندلاع مواجهة حربية على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان وسورية. وذكّرت بالرسائل التي بعثها اولمرت إلى القيادة السورية وحذر فيها من"حسابات خاطئة"وقراءات غير صحيحة للمناورات والتدريبات التي أجرتها وتجريها إسرائيل في الجولان المحتل قد تقود الى مواجهة لا لزوم لها بين الجانبين. وزادت الصحيفة ان ثمة اعتباراً آخر يأخذه اولمرت في فحص المسار السياسي مع سورية يتمثل في"رفع العتب"والنأي عن تحميل إسرائيل مسؤولية اندلاع حرب بينها وبين سورية من خلال الادعاء بأن إسرائيل حاولت، عبر فحص احتمالات استئناف المفاوضات، منع وقوع هذه الحرب. وأشارت الصحيفة إلى أن تعامل اولمرت مع الملف السوري على الملأ ما زال يتسم بالبرود. ونقلت ما قاله لوفد عن"لجنة دعم الديموقراطية"التابعة للكونغرس أول من أمس إنه معني بالتوصل إلى سلام مع سورية،"لكن النظام السوري الحالي الداعم للإرهاب ليس معنياً بالتوصل إلى اتفاق كهذا". وكانت الصحيفة ذكرت قبل أسبوعين أن واشنطن لم تعد تعارض استئناف الاتصالات السياسية بين تل أبيب وواشنطن، فيما أفادت"معاريف"قبل أسبوع أن اولمرت بات"ناضجاً"ومقتنعاً بأن المفاوضات مع السوريين والتوصل إلى سلام محتمل بين الدولتين"سيغيران بشكل جذري الوضع الاستراتيجي في المنطقة"ويسهمان في عزل ايران وحل مشكلة"حزب الله"، خصوصاً على خلفية انهيار حركة"فتح"برئاسة محمود عباس أبو مازن وانعدام فرص عملية سياسية مع الفلسطينيين في المستقبل القريب. لقاء بوش - اولمرت في سياق ذي صلة، أفادت صحيفة"يديعوت أحرونوت"العبرية ان مسألة احتمال قيام إسرائيل بفتح قناة اتصال سرية مع دمشق، ستكون إحدى القضايا التي سيبحثها رئيس الحكومة الإسرائيلية في لقائه الوشيك مع الرئيس جورج بوش بعد ثلاثة أسابيع في واشنطن، فضلاً عن القضايا الأخرى المتعلقة بسورية مثل مواصلة تدخلها في إمداد"حزب الله"بالسلاح. ونقلت مراسلة الصحيفة في واشنطن عن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا تحذيرها إسرائيل من احتمال استئناف المفاوضات مع سورية على حساب مسار التفاوض الفلسطيني -الاسرائيلي. وأضافت ان تحذير رايس جاء خلال لقائها ديبلوماسيين في برلين قبل يومين، موضحة أنها كررت ذلك على مسامع الصحافيين الأميركيين المرافقين لها في جولتها الحالية في اوروبا الذين سألوها عن الانتقادات في وسائل الإعلام الأميركية في شأن"إهدارها الوقت الكثير بحثاً عن أفق سياسي"بين إسرائيل والفلسطينيين بدلاً من تركيز جهودها في وقف العنف المتواصل. ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن"واشنطن بوست"ان مصادر إسرائيلية اكدت لها أنباء عن قيام إسرائيل بدرس إمكانات استئناف المفاوضات مع دمشق، ما سيعني إهمال المسار الفلسطيني.