عطلت العواصف العاتية والطرق المدمرة جهود الإغاثة للوصول الى أكثر المناطق تأثراً بأسوأ زلزال هز الصين منذ 32 سنة مع ارتفاع عدد القتلى الى 11921 قتيلاً، في وقت تعرضت منطقة اقليم سيشوان جنوب غرب التي شكلت مركز الزلزال الى 1950 هزة تابعة، ما زاد توتر السكان خصوصاً في عاصمة الإقليم تشنغدو حيث خرج العاملون في المكاتب الإدارية من المباني هلعاً. ووصل 1300 عامل إنقاذ للمرة الأولى الى مقاطعة وينشوان التي انطلقت عملية تنظيف الطرق المؤدية اليها والتي اغلقتها انهيارات، لكن الامطار والسحب الكثيفة منعت هبوط 11 مروحية عسكرية أرسلت الى المنطقة وبينها لقوات المظلات التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني، علماً ان السلطات قررت تنفيذ 30 رحلة جوية أمس لنقل 5 آلاف عامل اغاثة إلى سيشوان، ونقل حوالى 20 ألفاً من رجال الشرطة الى المنطقة المنكوبة. وناشدت وزارة الصحة الصينية المواطنين التبرع بالدم، ونقلت كميات من الدم من بكين وخبي وشانشي وشاندونغ الى سيشوان، فيما وجه الصليب الأحمر الصيني نداءً لتقديم هبات لتغطية احتياجات توفير خيم واغطية وبطانيات ومياه عذبة وأدوية. ووقف سكان كثيرون في جوار منازلهم المحطمة، وهم يحملون ممتلكاتهم بين أذرعهم في حين توجه آخرون الى خيام وسط هطول أمطار غزيرة. وتسارعت جهود الإغاثة خلال الليل في ستة اقاليم ضربها الزلزال، وأشارت السلطات الى ان 18645 شخصاً دفنوا تحت الانقاض في مدينة ميان يانغ المجاورة لاقليم وينشوان، مؤكدة وفاة 3629 منهم. كذلك أعلنت بكين ان 4800 شخص ما زالوا تحت الانقاض في اقليم سيشوان جنوب غرب، و600 في شيفانغ. أفادت وكالة انباء"شينخوا"ان مجموعة تضم حوالي 15 سائحاً بريطانياً انقطع الاتصال بهم في منطقة وولونغ بإقليم سيشوان التي تشتهر بمركزها لأبحاث حيوانات الباندا العملاقة. وقتل 37 سائحاً آخرين في اقليم ماوشيان بمنطقة ابا التيبيتية التي تتمتع بحكم ذاتي، بعدما دفنت حافلتهم السياحية في انهيار أرضي أحدثه الزلزال. وعرضت دول عدة مساعدتها الفورية على بكين، وقالت المفوضية الأوروبية انها"تراقب الوضع عن كثب"مبدية استعدادها لتقديم مساعدتها في حال الحاجة". وقدم الرئيس الأميركي جورج بوش تعازيه لعائلات الضحايا ولرئيس الوزراء الصيني وين جياباو، واصفاً الزلزال بأنه"كارثة". وأكد ان بلاده"مستعدة للمساعدة بكل الطرق الممكنة". وأبدت اليابان استعدادها ايضاً لمساعدة الضحايا، عبر ارسال مروحيات وفرق انقاذ. ووجه الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف تعازيه الى الرئيس الصيني هو جينتاو، وعرض عليه ارسال طائرة تحمل رجال إنقاذ ومستشفى متنقلاً. وكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى جينتاو للتعبير له عن"تعاطفه الشديد"، وتأكيد"دعم فرنسا ودعمه الشخصي. وقدمت المستشارة الألمانية انغيلا مركل تعازيها الى رئيس الوزراء وين جياباو وعرضت عليه مساعدة بلادها. وأعلنت كوريا الجنوبية أنها أعدت فريقاً من 41 عامل إنقاذ وأكثر من 20 عاملاً في الحقل الطبي للمشاركة في أعمال الإغاثة في الصين في أقرب وقت. وأشارت الى انها تحاول معرفة حجم الضرر الذي أصاب الطلاب الكوريين الجنوبيين في مقاطعة سيشوان. وفي عمان، أبدى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني استعداد بلاده لإرسال مستشفى ميداني الى الصين للمساهمة في تقديم العون الطبي. وأورد بيان للديوان الملكي الأردني ان الملك عبدالله الثاني"طلب من الجهات المعنية اجراء اتصالات مع الحكومة الصينية لتنسيق مساهمة المملكة في تقديم الرعاية الطبية العاجلة للمصابين، والتخفيف من آثار الزلزال".