اعلن مسؤولون صينيون ان اكثر من 40 الف شخص قتلوا او باتوا في عداد المفقودين او طمروا تحت الانقاض في جنوب غرب الصين جراء الزلزال الذي ضرب المنطقة الاثنين، مع تقدم اعمال البحث لاسعاف الناجين. وتحدثت فرق الاسعاف التي وصلت الى مركز الهزة عن تدمير مدن باكملها، ما يستدعي مضاعفة الجهود لايصال المساعدات بصورة عاجلة. وقامت طائرات ومروحيات بالقاء المؤن وتم انزال 100 من المظليين في المنطقة المعزولة بسبب انقطاع الطرق، في حين كان المسعفون يعملون في مدن وبلدات مقاطعة سيشوان على اخراج الناجين والقتلى من تحت الانقاض. وبدأت رويدا ترتسم صورة الدمار الذي خلفه الزلزال الذي بلغت قوته 9،7 درجات. ونقلت وسائل الاعلام المحلية عن نائب حاكم مقاطعة سيشوان لي شينغيون قوله في مؤتمر صحافي ان عدد القتلى وصل الى 14463 بحلول بعد ظهر الاربعاء بالتوقيت المحلي. واكد لي ان قرابة 26 الف شخص مطمورون تحت الانقاض، في حين صححت وكالة انباء الصين الجديدة عدد المفقودين الى 1400 بدلا من 14 الف شخص كما اعلن سابقا. وفي وقت متأخر الاربعاء، نقلت وكالة انباء الصين الجديدة عن الحكومة المحلية في مدينة شيفانغ القريبة من مركز الزلزال، ان اكثر من 30 الف شخص مفقودون او لا يمكن الاتصال بهم في المدينة، وان عدد القتلى ارتفع فيها الى اكثر من 2500. ولكن بعيدا عن الارقام، تبرز المأساة الانسانية جراء هذا الزلزال العنيف الاسوأ الذي تتعرض له الصين منذ ثلاثين سنة. فالمسعفون يبحثون عن اشخاص مثل هي هينغاو ابن الخامسة عشرة الذي انتشلت جثته من بين انقاض مدرسة قريبة من مركز الهزة. وهو مثل الكثير من الصينيين في عمره، ابن وحيد لاهله جراء سياسة الابن الوحيد التي اعتمدتها الصين للحد من الولادات، وقد ودعه اهله بكثير من الالم والدموع. وهو مشهد تكرر في سيشوان التي يعرفها السياح الاجانب حيث تعيش فيها حيوانات الباندا العملاقة المهددة بالانقراض. وبدا الدمار هائلا في مقاطعة وينشوان البعيدة حيث انهارت اجزاء كبيرة من الصخور الجبلية وتقطعت اوصال الطرق وسويت المباني بالارض. وفي مدرسة دمرت في ينغهو كان الناس يزيلون الانقاض بايديهم العارية لاخراج ناجين عالقين كانت تسمع اصوات استغاثتهم. وقال وانغ يي، الذي يتراس وحدة للشرطة ارسلت الى مركز الزلزال ان “الخسائر كبيرة جدا”. وقال على موقع مقاطعة سيشوان الالكتروني “بعض المدن دمرت كل منازلها. كلها سويت بالارض”. ويخشى ان يصل عدد القتلى الى 7700 في ينغهو وحدها، كما قال مسؤول محلي لوكالة انباء الصين الجديدة. واعلن رئيس وزراء الصين ون جياوباو ارسال 100 الف من الجنود ورجال الشرطة من كافة انحاء البلاد للمشاركة في جهود الانقاذ. وقال للمسعفين “الوقت يعني الحياة”. وقامت الطائرات بعشرات الطلعات لالقاء اطنان من الاغذية والمؤن والاسعافات الى المناطق الاكثر تضررا والتي باتت معزولة بسبب انقطاع الطرق. والى جانب انزال المؤمن في ينغهو، قال التلفزيون الحكومي انه تم انزال مساعدات في ميانغيانغ وفي ميانجو وبنغجو، في حين انطلقت المروحيات الى وينشوان محملة بالاطعمة والمشروبات والخيام وتجهيزات الاتصالات وغيرها. وعلى الطريق الوحيدة السالكة، كان ناجون مصدومون خارجون من ينغهو وبعضهم يحمل جثثا، يتجهون لملاقاة اقربائهم القلقين القادمين للبحث عن احبائهم. ووسط الخوف والرعب، كانت هناك لحظات من الفرح، كما حصل مع لي هياوبنغ الذي كان بعيدا عن زوجته تانغ زيجين عندما وقع الزلزال. وقال لفرانس برس “لن اتركها ابدا بعد الان”.