النشاء مادة طبيعية موجودة في الحبوب كالقمح والرز والذرة، وكذلك في العديد من النباتات مثل الفول والبطاطا ونخيل الساجو وغيرها. وتتألف مادة النشاء من سكريات معقدة تدخل في تركيبها ثلاثة عناصر كيمياوية هي: الكربون والهيدروجين والأوكسيجين. ويعتبر القمح من أهم مصادر النشاء، وكان الأوروبيون في العصور الوسطى يستعملونه في صنع الكتان. وفي عصرنا هذا تنوعت مصادر النشاء، ففي أوروبا يستخرج النشاء من البطاطا وفي الولاياتالمتحدة من حبوب الذرة، وفي أميركا الاستوائية من أشجار المانهوت، وفي الهند من حشيشة السهام، وفي أندونيسيا من سيقان نخيل الساجو. يقال إن كلمة النشاء مشتقة من اللغة الفارسية من كلمة"النشاستج"التي حرفت. وفي الطب القديم عرف النشاء وأستعمل لأغراض غذائية ودوائية وقالوا عنه أن أجوده ما صنع من الحنطة، وأنه ينفع في قروح الرئة ونزلة الصدر والسعال وخشونة الحلق، كما يصلح لسيلان المواد من العين والقروح، ويجفف الدمعة من العين ويطري خشونة الأجفان. واذا مزج مع الصعفران يعطي دهوناً نافعاً في كلف الوجه. أما غذائياً فذكروا أنه أقل تغذية من جميع أجزاء الحنطة وأبطأ هضماً، ونصحوا بطبخه لدفع ضرره وبأخذ اليانسون أو معجون الورد المحلى بعد أكله. أما عن النشاء في الطب الحديث فمن الناحية الغذائية يدخل في العديد من الأطعمة المائعة من أجل تجميدها، وهو غذاء ملطف ومغذ. أما من الناحية العلاجية فيشرب مع الماء البارد لتهدئة التهاب الأنبوب الهضمي والتخفيف من تعب الجسم. وللنشاء اسخدامات كثيرة على صعيد الجلد، فهو يعطي النعومة للبشرة ويدخل في صنع مساحيق التجميل. ويوصف مسحوق النشاء في بعض الإصابات الجلدية الالتهابية والإكزيما، وفي هذا الإطار أفادت دراسة نشرت في مجلة"أرشيف العلوم الجلدية والتناسلية"أن نشاء الرز يحسن من رطوبة الجلد عند المصابين بتلف جلدي كيماوي ويخفف من تهيج الجلد وجفافه. والأمر نفسه يحصل عند المصابين بالإكزيما بعد استعمالهم محلول النشاء الصافي. ان النشاء المركب من سكريات معقدة مفيد للسكريين لأنه بطيء الامتصاص تذهب مكوناته الى الدم بهدوء وهذا له أهميته في ضبط سكر الدم وتنظيمه لدى المصابين بالداء السكري، على عكس السكريات البسيطة السريعة الامتصاص التي تنساب الى المجرى الدموي بسرعة مسببة قفزات فجائية في مستوى سكر الدم. تبقى نقطتان حول النشاء: الأولى ضرورة مضغ النشاء جيداً لأن اللعاب يحتوي على خميرة الأميلاز التي تفكك السكريات المعقدة الى أخرى أكثر بساطة. أما في حال عدم مصغ النشاء جيداً فالويل لصاحبه اذ ان عوارض هضمية مزعجة تكون في انتظاره خصوصاً انتفاخ البطن. النقطة الثانية تتعلق بكشف النشاء في الأغذية، فبالإمكان إضافة نقاط عدة من محلول اليود الى قطعة من الغذاء المراد فحصه فإذا تحول لون القطعة الى اللون الأزرق المائل الى السواد فإن الغذاء يحتوي قطعاً على النشاء.