ينتج مرض السكر لحدوث خلل مزمن في التمثيل الغذائي للكربوهيدرات، فيرتفع بذلك مستوى جلوكوز الدم لدى المريض بعد كل وجبة طعام يتناولها ما يستدعي وجود قدر كاف من الأنسولين في دمه للتخلص من هذه الزيادة، ولذا فإن تنظيم التغذية هو أفضل علاج لمرضى السكر وتهدف التغذية الصحية لمريض السكري لتحسين صحة المريض وتنظيم السكر في الدم، ومنع فرص حدوث الغيبوبة الناتجة عن زيادة أو نقص الجلوكوز في الدم، ولتنظيم نسبة الدهون بالدم وخفض نسبة الخطر من السمنة واضطراب الدهون وارتفاع ضغط الدم، كما تهدف التغذية الصحية تقديم السعرات الحرارية اللازمة للحفاظ أو الوصول للجسم المثالي ومنع حدوث أو تقليل فرص حدوث المضاعفات. وأي نظام صحي يمكن أن يخضع له مريض السكر لابد أن يتم تصميمه بمعرفة طبيبه المعالج وأخصائي التغذية، ويجب أن يتضمن الغذاء المتوازن لمرضى السكر المواد النشوية والسكرية وتمثل حوالي 50-60% من الاحتياج اليومي وتشمل السكريات المركبة بطيئة الامتصاص مثل النشويات (الخبز، الأرز، البطاطا، المعكرونة، الحنطة السوداء، الحنطة، القمح، الذرة وغيرها، وتعد بعض الأغذية النشوية غير جيدة لمرضى السكري مثل: الخبز الأبيض بأنواعه، الرز، البطاطس المقلية، الحبوب المصنعة مثل الكورن فليكس، وغيرها، لأنها تؤدي لارتفاع سريع للسكر كما أنها تؤدي إلى زيادة الوزن، ويفضل الابتعاد عن السكريات البسيطة سريعة الامتصاص مثل (المنتجات الغذائية التي تحتوي على السكر: السكر البني، المربى، العسل، الكعك والبسكويت، الشوكولاته، المشروبات الغازية، العصيرات بأنواعها وما شابهها) فكلما زادت سرعة التحول أرتفع مستوى السكر في الدم بسرعة ومن ثم أصبحت غير مرغوبة لمرضى السكري حيث يجد الأنسولين صعوبة في التعامل معها. كما يجب أن يحتوي النظام الغذائي لمريض السكري المواد البروتينية وهي المصدر لبناء الجسم وهي مصدر أبطأ من السكريات لإمداد الجسم بالطاقة وتمثل 12-20% من الاحتياج اليومي وتشمل البروتين الحيواني ومن مصادره اللحوم بأنواعها والأسماك والحليب ومشتقاته والبيض، وتشمل أيضا البروتين النباتي وأهم مصادره البقول. كما تعد المواد الدهنية أحدى الاغذية التي يتناولها مرضى السكر وتمثل حوالي 30-35% من الاحتياج اليومي وهي أبطأ مصدر للطاقة اللازمة للجسم ولا تستعمل الدهون مباشرة في تكوين الطاقة ولكنها تختزن في الجسم ويفضل الابتعاد عن الدهون الحيوانية لأن الإكثار منها في منتهى الخطورة فهي تؤدي إلى زيادة الوزن والكوليستيرول والدهون في الدم وإضعاف مفعول الأنسولين، ومصادرها القشدة والزبد واللحوم الدسمة (اللحوم الحمراء) وجميع أنواع الزيوت والحليب ومشتقاته، ويعد زيت الزيتون هو الوحيد المسموح بتناوله بكميات زائدة حيث فوائده كثيرة. وتعد الألياف هي المواد الغذائية التي يصعب على الجهاز الهضمي تكسيرها، لذلك تبقى وتخرج مع البراز، وهي عادة لا تعطي سعرات حرارية كما أنها تعطي الإحساس بالشبع، كما أنها تساعد على تقليل الكوليسترول ومن ثم تمنع الزيادة في الوزن، كما تساعد على تنظيم البراز، كما توجد مجموعة من الألياف في الخضروات الورقية مثل الخس والفجل والجرجير والبقدونس، أيضا توجد بكميات وفيرة في الفاكهة الطازجة والبقول وهذه الألياف ذات فائدة كبيرة حيث تؤدي إلى انخفاض سكر الدم ودهون الدم لهذا ننصح مريض السكر بتناولها بكميات مناسبة يوميا. ويفضل تناول الخضروات الطازجة وخاصة الخضروات الورقية قبل الوجبات الرئيسية، كما تعد البقول (الفول، العدس، الفاصوليا الجافة، اللوبية الجافة، الحمص، الترمس) إذا تناولها الشخص بكميات مناسبة دون إسراف تؤدي إلى انخفاض سكر الدم لهذا ننبه إلى ضرورة تناول أي صنف يوميا بكميات معتدلة. * عضو الجمعية السعودية للغدد الصم والاستقلاب رئيس لجنة أنشطة التثقيف والدعم الصحي ومنسق اللقاءات العلمية وبرامج التعليم المستمر بمستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي- كلية الطب - جامعة لملك سعود