اعتبر رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري أن دعوته الى الحوار هي "لإنقاذ الوطن والجميع لأن الأزمة لا تحل الا بالحوار". ونقل نواب عنه في لقاء الأربعاء النيابي المفتوح قوله ان"من يحاول الخروج من الحوار يخرج من الوطن". وقال:"قدمنا كثيراً من التنازلات من المعارضة لأننا كنا وما زلنا نتطلع الى مصلحة الوطن وليس الى مصلحتنا كفريق سياسي". وكان بري التقى النواب: نبيل نقولا، اغوب بقرادونيان، علي عمار، محمد حيدر، وليد خوري، علي حسن خليل، علي بزي، عباس هاشم، علي خريس، غازي زعيتر، قاسم هاشم ونادر سكر. وسجلت أمس، مواقف من دعوة بري الى الحوار، في وقت استقبلت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض التي تزور واشنطن. ودعا مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني النواب إلى"التعبير عن صدقية نياتهم في إنقاذ وطنهم بالقيام بواجبهم في جلسة 13 الجاري في المجلس النيابي بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، ليقوم بدوره في المشاورات النيابية لتشكيل حكومة جديدة بحسب الأصول الدستورية من دون شروط مسبقة أو سلة شروط تعطيلية، لأن ذلك هو الطريق الأقرب والوحيد لإخراج لبنان من ظلمات التعطيل إلى الحل الوطني السليم". ورأى قباني"أن الحوار ضروري، ولكن انتخاب رئيس للجمهورية يتقدم عليه لأنه لا معنى للحوار والوطن ينهار". وأكد"أن المبادرة العربية واضحة في انتخاب الرئيس أولاً، ثم تشكيل الحكومة وفق الآلية الدستورية والاتفاق على قانون جديد للانتخاب". وامل ب?"أن تثمر مساعي الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في زيارته بيروت نتائج نهائية للخروج من حال التشرذم والخطر الداهم على البلاد". وشدد قباني على"أن المؤسسات الدستورية المتمثلة برئاسة الجمهورية والمجلس النيابي ومجلس الوزراء هي وحدها الضامنة لقرار الشعب اللبناني في حاضره ومستقبله، وتعطيل هذه المؤسسات كما هو حاصل اليوم هو الذي أوصل البلاد إلى دوامة ما وصلت إليه". وإذ أشاد بالجولة التي يقوم بها رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري على السياسيين، تمنى"عدم إفشال مساعيه". وأكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان"ضرورة حل الازمة السياسية بالحوار والعمل على إنجاز حل ضمن سلة واحدة تشمل انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإقرار قانون انتخابي منصف يرضي جميع اللبنانيين". وقال بعد لقائه السفير الايطالي لدى لبنان غبريال كيكيا، ان"المطلوب ان يتحاور أركان المعارضة مع الموالاة لتقريب وجهات النظر تلبية لدعوة الرئيس بري للحوار". وقال الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي في احتفال:"الحوار بيننا مطلوب في كل وقت". لكنه شدد على أنه"طالما باب الاجتهاد والتأويل مفتوح فإن من الصعوبة بمكان أجراء انتخابات رئاسة الجمهورية وبات لزاماً أن يتزامن الانتخاب مع الاتفاق على خريطة طريق للمرحلة المقبلة تنطلق من وثيقة الوفاق الوطني، فيكون انتخاب المرشح التوافقي في أسرع وقت بداية الحل المنشود وليس محطة إضافية في سجل التعقيدات الكثيرة التي يعاني منها لبنان". وتوافق رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري والمرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله على"العمل من أجل تعزيز الأجواء الحوارية"، وذلك في اتصال هاتفي أجراه الحريري بفضل الله، مطمئناً إلى صحته، وتداول معه في الأوضاع العامة. وكان الحريري التقى النائب محمد الحجار ومفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو الذي انتقد"حزب الله"على خلفية الحادث الذي وقع في بلدة السعديات في اقليم الخروب قبل أيام، مطالباً الدولة ب"معالجة هذا الأمر سريعاً وإخراج المسلحين الذين يسيرون في ركاب"حزب الله"من منطقة الاقليم، وكما أمن الضاحية الجنوبية فكذلك امن اقليم الخروب أمر أساسي، ولن نسمح لهؤلاء بأن يقيموا في مناطقنا بأسلحتهم". "الوفاء للمقاومة": مبادرة بري فرصة إنقاذية جديدة ورأت كتلة"الوفاء للمقاومة"النيابية أن الدعوة الحوارية التي أطلقها الرئيس بري حول جدول أعمال محدد،"فرصة إنقاذية جديدة، لا يجوز إغراقها بشروط الموالاة، كما لا يجوز تجزئتها بهدف تعطيلها". وقالت الكتلة بعد اجتماعها برئاسة محمد رعد أمس:"الضمانة الوحيدة المتاحة للوصول إلى انتخاب رئيس الجمهورية هو التفاهم الكامل حول كل بنود جدول أعمال الحوار المطروح"، معتبرة أنَّ"فريق الموالاة لم يتخذ موقفاً إيجابياً من الدعوة إلى الحوار، وهو لا يزال يرفضه حتى الآن التزاماً منه بإملاءات أصحاب النفوذ الدوليين الذين لا يريدون الحل". وشددت الكتلة في بيان على أن"الوفاق اللبناني هو الأولوية التي ينبغي أن تحكم كل المسائل الأخرى من دون أي تشاطر أو تذاك في غير محله، وإن أصل الأزمة هو في تنكر فريق السلطة للشراكة الوطنية والحل منحصر في العودة إلى الالتزام أولاً بهذه الشراكة". وأضافت:"ان خطيئة الإصرار على تغييب طائفة بكاملها وتهميش طائفة أخرى في السلطة التنفيذية من دون أن يرف جفن لرئيس فريق السلطة، لا يغفرها ولا يشفع لها عند اللبنانيين التباكي المخادع على الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية". وتطرقت الكتلة الى المطالب العمالية، معتبرة أن"الاستجابة لها باتت أمراً ملحّاً وواجباً وطنياً، والتصدي لموجة الغلاء الفاحش وفلتان الأسعار وجشع المحتكرين وتدني الحد الأدنى للأجور هي مسؤولية فريق السلطة الذي يعطّل بسبب تفرّده واستئثاره انتظام عمل المؤسسات الدستورية المعنية جميعها بمعالجة مشكلات المواطنين". ورأى عضو كتلة"المستقبل"مصطفى علوش، في حديث الى موقع"ليبانون فايلز"ان"مبادرة بري الحوارية مضيعة للوقت، والدليل على ذلك رد فعله الرافض بدء الحوار عبر فتح بعض النقاشات في خصوصه". ولفت الى ان"هناك مطالبة متزايدة من جميع نواب قوى 14 آذار بالذهاب الى انتخاب رئيس للجمهورية بالأكثرية المطلقة، بعدما تبين ان قوى 8 آذار تريد ان تبقي الفراغ الى ما لا نهاية"، رافضاً"الربط بين مسألة الانتخاب بالنصف زائداً واحداً وزيارة الرئيس الاميركي جورج بوش المنطقة في 13 أيار". وعن إعادة تفويض النائب ميشال عون التفاوض الثنائي باسم المعارضة مع الاكثرية، اعتبر علوش ان"هذا يعني انه ينبغي العودة الى المبادرة العربية ورعاية الأمين العام للجامعة العربية للحوار وهذا ما جربناه في السابق وأدى الى نتائج نعلمها جميعاً، وإذا كانت هناك إرادة بالعودة الى حوار من هذا النوع فيجب ان يكون في رعاية الجامعة العربية". وعن الاختلاف بين"إعلان النيات"ومسألة السلة المتكاملة، قال علوش:"كانوا في السابق يريدون إعلان كل شيء والاتفاق عليه في شكل موثق قبل الذهاب الى انتخاب الرئيس، وهذا مخالف للدستور. نحن نعتقد بأن لا بأس بالتفاهم في شكل غير موثق ولنذهب بعدها الى انتخاب رئيس. على كل الأحوال اذا كانت السلة المتكاملة تتعلق بالمبادرة العربية فيجب ان ننتظر اصطلاح العلاقات اللبنانية - السورية لأن جزءاً من المبادرة".