لا يسع جورجيا حمل إغفال قمة حلف الأطلسي ببوخارست خطة انضمامها الى الحلف على محمل الجد. ومعنى الإغفال التراجع امام التهديد الروسي. وإذا تراجع الحلف، للمرة الأولى في تاريخه، آذن ذلك بنهايته، أو نهاية صيغته ودوره المعروفين الى اليوم. وقد تقدم أوروبا على منازعات واضطرابات تفوق خطورتها ما سبق منها وما نشهده. ورفض انضمام جورجيا وأوكرانيا يترتب عليه حتماً تعقيد الأمور على الرئيس الروسي المنتخب ميدفيديف، فيتولى السلطة غداة انتصار تاريخي أحرزه القوميون الروس المحافظون على الأميركيين. ولا شك في ان رفض ضم جورجيا وأوكرانيا إخفاق شخصي يصيب الرئيس بوش. فهو أقر بأن بلدينا استجابا شروط الانضمام وأنجزا مراحله التمهيدية. فإذا نزلنا لروسيا عن حق نقض على توسيع الحلف هذه السنة، فالأرجح ان ينزل لها عن الحق هذا في الأعوام الثلاثة المقبلة. وفي الأثناء، تستجمع روسيا اسباب القوة العسكرية، ويتصدر الجناح المحافظ والقومي صنع السياسة الروسية. وعلى الحلف، والحال هذه، التصدي لميزان قوى أصعب من الميزان القائم. ودرج الروس على التلويح بمساندة استقلال ابخازيا وأوسيتيا الجنوبية عن جورجيا في كل مرة يطرح فيها انضمام جورجيا الى الأطلسي. ولوحوا بالتهديد نفسه حين طرحت مسألة كوسوفو واستقلالها. وقلت في المرات هذه كلها ان التهديد الروسي مراوغة. وها هم يكررون التلويح نفسه في صدد عضويتنا في الحلف، والأقرب الى الواقع هو ان ضم جورجيا يؤاتي الحل بأبخازيا ويمهد له. عن ميخائيل ساكاشفيلي رئيس جورجيا، موقع"بروجيكت سانديكايت"الدولي، 3/4/2008.