استعدت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي ناتو لقمته المنتظرة الشهر المقبل، بتلويح بتصعيد قوي محتمل ضد روسيا، وسط تراجع التفاؤل بإمكان أن يسهم حضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القمة للمرة الأولى، في تضييق هوة الخلافات بين الجانبين. وبدا أن البلدان الشيوعية السابقة التي انتقلت خلال السنوات الأخيرة إلى الحلف، تستعد لتحويل القمة إلى"وداع غير ودي"للرئيس الروسي بحسب تعبير معلق روسي، إذ وجهت الدول التسع وهي ليتوانيا وكندا وبولندا وتشيخيا ولاتفيا واستونيا وسلوفاكيا وسلوفينيا وبلغاريا ورومانيا، اضافة إلى كندا، نداء إلى الدول الأخرى في الحلف الغربي لتجاوز خلافاتها وفتح ابواب"الأطلسي"أمام أوكرانياوجورجيا خلال القمة المقررة في بوخارست في الثاني من الشهر المقبل. وقالت الناطقة باسم الخارجية الليتوانية فيوليتا غايزوسكايتي إن رسالة في هذا الشأن وجهت إلى الأمين العام للحلف الأطلسي ياب دي هوب شيفر، لكنها امتنعت عن الكشف على مضمونها. وتأمل الدول العشر في أن تتاح لجورجيا فرصة الانضمام إلى"خطة العمل"التي تمهد للانضمام الرسمي الى الحلف. وجاء في الرسالة ان"من الضروري تطبيق سياسة الأبواب المفتوحة حيال أوكرانياوجورجيا". ورأت الرسالة ان حرمان البلدين من المشاركة في خطة العمل تمهيداً للانضمام، هو بمثابة"خسارة الفرصة لترسيخ هذين البلدين في المنظومة الاطلسية - الأوروبية للأمن". وقال ديبلوماسي في مقر الحلف الأطلسي في بروكسيل:"تسلمنا هذه الرسالة الأربعاء". ومعلوم أن الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين حصلتا على تأييد الولاياتالمتحدة بعدما تلقتا دعوة أخيرة الى الانضمام الى خطة العمل تمهيداً للالتحاق بالحلف، على رغم وجود تباين بين الأعضاء ال26 في الحلف في هذا الشأن. وتعارض عشر دول هي المانيا وبلجيكا واسبانيا وفرنسا واليونان وهنغاريا وايطاليا ولوكسمبورغ والنروج وهولندا هذا الانضمام بسبب معارضة الأوكرانيين خطط قيادتهم للانضمام إلى الأطلسي وحال التوتر الداخلي في جورجيا بسبب مساع إقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية للانفصال عن الجمهورية. كذلك تعارض موسكو بقوة نيات توسيع الحلف شرقاً وضم جمهوريات سوفياتية سابقة إليه، وتعتبر الخطوة تهديداً مباشراً لأمنها الإستراتيجي، ويعد هذا الملف أقوى المسائل الخلافية بين روسيا و"الأطلسي". وفي مقابل الحركة الداخلية في الحلف الغربي لدعم انضمام جارتي روسيا إليه، تسارعت وتيرة التحركات في روسيا على صعيد التلويح بإجراءات عقابية في حال وقع"التطور الأسوأ"بحسب برلمانيين روس، إذ أعد مجلس الدوما البرلمان الروسي بياناً وتوصية موجهة لرئيس البلاد تنص على ضرورة الاعتراف بإقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الجورجيين فور تبني الحلف الغربي قراراً بضم جورجيا إلى خطة العمل الأطلسية. وبرر البرلمانيون الروس توصيتهم بضرورة ضمان أمن الغالبية السكانية في الإقليمين، ومعلوم أن غالبية سكان الإقليمين تحمل جنسيات روسية. وقال فلاديمير نيكيتين عضو لجنة شؤون رابطة الدول المستقلة في مجلس الدوما إن اللجنة اتفقت على صيغة التوصية التي تشير إلى أنه في حال بدء جورجيا عمليات حربية ضد أي من الإقليمين أو لدى انضمامها إلى"الناتو"، فإن روسيا ستتخذ "إجراءات حاسمة".