خيّمت قضية الاستيطان على اللقاء الذي عقد بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في القدسالمحتلة امس، والذي تم خلاله تقويم سير المفاوضات على القضايا النهائية وما تم تنفيذه على الارض من استحقاقات المرحلة الاولى من"خريطة الطريق". ورغم استمرار الخلافات في معظم القضايا وعدم تحقيق تقدم ملموس، اتفق الجانبان على مواصلة اللقاءات على أمل التوصل الى اتفاق بحلول نهاية السنة. راجع ص 4 وعقب اللقاء، أكد رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، في مؤتمر صحافي، أن الاستيطان احتل حيزاً كبيراً من الاجتماع، معتبرا ان"الخلاف في هذا الشأن ما زال عميقاً". واضاف أن عباس طالب الجانب الإسرائيلي بتنفيذ المرحلة الأولى من"خريطة الطريق"كما اتفق عليه في مؤتمر أنابوليس، أي وقف الاستيطان وإزالة البؤر الاستيطانية، وإعادة فتح مؤسسات القدس، وإعادة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية إلى ما كانت عليه قبل اندلاع الانتفاضة الثانية في أيلول سبتمبر 2000. وذكر أن عباس وأولمرت"اتفقا على استمرار الجهود للتوصل إلى اتفاق قبل نهاية العام الحالي"، لكنه اضاف:"هنا دور مهم للجانب الأميركي"، كون الاميركيون"يشرفون على الآلية الثلاثية المسؤولة عن مراقبة تنفيذ المرحلة الاولى من خريطة الطريق". وفي شأن التسهيلات المعيشية في الضفة، قال عريقات إن اسرائيل وافقت خلال الاجتماع على منح بطاقات هوية لنحو عشرة آلاف مواطن يعيشون في الضفة وقطاع غزة من دون بطاقات. ونفى وجود اي تغيير على الارض بعد اعلان اسرائيل إزالة 50 ساترا ترابيا في الضفة، مؤكدا ان"إسرائيل ما زالت تفرض نظاماً محكماً من الإغلاق". وفي الجانب الاسرائيلي، اكد الناطق باسم رئاسة الحكومة مارك ريغيف لوكالة"فرانس برس"ان عباس واولمرت اعادا التأكيد ان هدفهما"التوصل الى اتفاق تاريخي قبل نهاية السنة". وافادت الإذاعة العامة إن الحانبين بحثا في ما أنجزته طواقم المفاوضات حتى الآن، وذلك بحضور رئيسي الوفدين المفاوضين احمد قريع وتسيبي ليفني، واتفقا على مواصلة لقاءاتهما بهدف التوصل بحلول نهاية السنة الجارية إلى مسودة اتفاق على التسوية الدائمة"على أساس خريطة الطريق". واستبق رئيس جهاز الامني العام شاباك يوفال ديسكين وعدد من الوزراء الاسرائيليين اللقاء، باعلان معارضتهم"التسهيلات الاسرائيلية"التي منحها وزير الدفاع ايهود باراك للفلسطينيين في الضفة قبل استكمال بناء الجدار الفاصل. كما تحدثت ليفني مساء اول من امس عن"خطوط حمر"للمفاوضات مع الفلسطينيين، في اشارة الى رفض عودة اي لاجئ، وبقاء القدس موحدة، وضم الكتل الاستيطانية الكبرى في محيط القدس وغرب الضفة، اي اعتبار الجدار الفاصل حدودها مع الدولة الفلسطينية. وقال قريع، من جهته لوكالة"فرانس برس"ان لدى السلطة الفلسطينية"خطوطا حمرا لن يتم تجاوزها في المفاوضات مع اسرائيل"، مضيفا ان لقاء عباس واولمرت"ركز على نقطتين: المفاوضات والوضع على الارض، خصوصا استمرار الاستيطان والحواجز العسكرية وغيرها من الانتهاكات التي تقوم بها اسرائيل ضد شعبنا". وانتقدت"حماس"اللقاء، وقال الناطق باسمها سامي ابو زهري ان هذه اللقاءات"توفر غطاء للاحتلال للاستمرار في مسلسلي الاستيطان والتهويد وتبرير مجمل الجرائم الصهيونية في حق الشعب الفلسطيني". كما اعتبر الناطق باسم الحركة فوزي برهوم ان اللقاء"مهزلة، وإدارة ظهر لعذابات وتضحيات الشعب الفلسطيني".