يعتزم تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر تكثيف تحركاته ونشاطاته الشعبية خلال الفترة المقبلة، ومنها تجديد العصيان المدني، والاعداد لمظاهرة مليونية تنطلق في ذكرى سقوط بغداد في 9 نيسان ابريل للضغط على الحكومة لتحقيق مطالب أعلنها نهاية الشهر الماضي، فيما جدد قياديون في تياره عدم النية على تسليم سلاح"جيش المهدي"لأنه"سلاح المقاومة ينزع عندما يزول الاحتلال". ووجه الصدر المقيم في ايران منذ اشهر نداء الى اتباعه يحضهم على الخروج في تظاهرات مليونية"ضد الاحتلال الاميركي في 9 الشهر الجاري في الذكرى الخامسة لسقوط العاصمة". ودعا ايضاً في بيان اصدره مكتبه في محافظة النجف امس:"السنة الأكراد والعرب الى التظاهر في النجف حاملين الاعلام العراقية لتعزيز وحدة العراق والمطالبة باستقلاله". وكانت محافظات النجف وبغداد شهدت مظاهرات مماثلة في ذكرى الاحتلال خلال السنوات الأربع الماضية لكن التيار الصدري توقع حدوث مضايقات حكومية لمنع التظاهر هذا العام سيما بعد احداث البصرة بين"جيش المهدي"والحكومة. وشددت النائب مها الموسوي، عضو الكتلة الصدرية، على ان"ابناء التيار عازمون، تحت أي ظرف، على الخروج في التظاهرة"متوقعة"استهدافها"ومشيرة الى ان"التجمع الرئيسي سيكون في ساحة ثورة العشرين وسط النجف". وأضافت الموسوي:"هناك محاولات للتضييق على اتباع التيار الصدري سيما في بغداد، وجاءت محاصرة مناطق الشعلة والصدر لمنع المواطنين هناك من الخروج في تظاهرات تندد بالعمليات العسكرية التي طاولت مناطقهم وللتغطية على الاعتصامات التي انطلقت في بغداد منذ اكثر من عشرة أيام". الى ذلك أعلن الناطق باسم وزارة الداخلية عبدالكريم خلف:"عدم اعتراض الحكومة على تظاهرة انصار الصدر"، مؤكداً في تصريحات امس ان"حق التظاهر مكفول للأهالي". وكان التيار الصدري أعلن عصياناً مدنياً في بغداد في 25 آذار مارس الماضي، وقدم مطالب الى الحكومة بينها وقف عمليات الدهم واخراج المعتقلين، وتقديم اعتذار رسمي عن حملة الاعتقالات التي طاولت احياء شيعية في بغداد". وأكد الناطق باسم كتلة الصدر في البرلمان صالح العكيلي ل"الحياة"ان"الاعتصام المدني ما زال مستمراً وان تعليمات جديدة ستعلن غداً اليوم في خطب الجمعة عن الاجراءات التي سيطبقها التيار لتحقيق مطالبه وستكون هناك نشاطات شعبية واسعة". وأوضح ان الاعتصام لم ينته بعد"لكن الحكومة حاولت تغطيته بإعلان حظر التجول". وأضاف ان"قيادات التيار ستعيد النظر بموقفها الملتزم بالتهدئة، فالعمليات العسكرية مستمرة في محافظة البصرة". وأعلن حازم الاعرجي، أحد مساعدي الصدر، امس ان الأخير"أمر باعتصام شامل بعد صلاة الجمعة اليوم في 25 منطقة في بغداد"، وأن"المعتصمين سيطالبون بوقف العمليات العسكرية ضدهم وانهاء الحصار على المناطق الشيعية في بغداد". وقال الاعرجي، ان رسالة الصدر اشارت الى"الغاء المظاهر المسلحة وليس تسليم السلاح لأنه سلاح المقاومة وليس عائداً لأحد ومتى خرجت القوات الاجنبية نقوم بتسليمه". وأوضح ان اللجنة الخماسية المنبثقة من مجلس النواب تجري حالياً مفاوضات مع مكتب الصدر لتفعيل المبادرة". وكان النائب بهاء الأعرجي، عن الكتلة الصدرية، هدد في تصريحات امس حكومة نوري المالكي بخوض"معركة وصفها بالحاسمة في حال عدم التزامها بنود اللجنة الخماسية". الى ذلك أعلن نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، تأجيل زيارة كانت مقررة بعد إسبوعين لواشنطن إلى"وقت لاحق"، بسبب التطورات الأمنية والسياسية في البلاد مؤكداً ان قرار الصدر بإنهاء المظاهر المسلحة في البصرةوالمحافظات الأخرى"موقف تاريخي مسؤول". وجاء في بيان عن مكتب الهاشمي امس أنه أجل زيارة لواشنطن كانت مقررة في 18 نيسان ابريل الجاري، تلبية لدعوة من الإدارة الأميركية"بسبب الأوضاع الراهنة في العراق".