تسعى الولاياتالمتحدة واسرائيل وعباس الى حمل"حماس"على الاستسلام، ولن يقبل الثلاثة أن تلين مواقفها فحسب. ومن المستبعد أن تكتب الحياة لأحلام بوش في التوصل الى سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين قبل ختام رئاسته من دون تسوية وضع"حماس". وأمام بوش فرصة للفوز ب?"إكليل"صانع السلام في الشرق الأوسط، ولكنه قد لا يقتنصها. فدمشق أعلنت استعداد اسرائيل للسلام معها، ولاحترام القرارات الدولية، واعادة مرتفعات الجولان. وبدأت المفاوضات الاسرائيلية ? السورية منذ نحو سنتين. ودعت دمشق اسرائيل الى اخراج المفاوضات الى العلن لتسريع المفاوضات. ولا مناص من اندلاع سجال حاد في المجتمع الاسرائيلي على موضوع الجولان. لذا يفضل السوريون استيضاح توزيع القوى في اسرائيل في أسرع وقت تمهيداً لمعرفة حظوظ معاهدة السلام ولا يقل رد فعل واشنطن أهمية في نظر دمشق. وبعد دخول بوش الى البيت الأبيض أصبحت سورية موضوعاً أثيراً لدى النقاد الأميركيين. فهؤلاء يحملون دمشق المسؤولية عن الأزمة السياسية في لبنان، وتسلل المسلحين الى العراق، ودعم المتطرفين الفلسطينيين، والتحالف مع ايران. وبرزت تهمة أخرى هي انشاء سورية سراً مفاعلاً نووياً عسكرياً. ولا تخفي واشنطن ان جلسات الاستماع في الكونغرس ترمي الى الضغط على كوريا الشمالية. فظهرت الاتهامات بنقل التكنولوجيا النووية، عندما كان يبدو أن"الأزمة النووية الكورية"سويت تقريباً في أثناء المفاوضات السداسية ببكين. ويبدو ان دمشق تعمدت كشف مفاوضاتها مع الإسرائيليين رداً على التحرك الأميركي، متمسكة بآفاق التسوية السلمية هجمات واشنطن الجديدة عليها. والولايات المتحد أمام خيارين، مواصلة اعتبار سورية عدواً أو احراز تقدم على الأقل على أحد مسارات التسوية في الشرق الأوسط، الى انتزاع دمشق من النفوذ الإيراني، وتوجيه ضربة الى مواقع المتطرفين. وقد لا يتسنى فصل القضية السورية عن عقدة التسوية في الشرق الأوسط. ومع ذلك فالفرصة مشروطة باستعداد واشنطن لإعادة النظر في توجهاتها في الشرق الأوسط. عن ماريا أباكوفا، "نوفوستي" الروسية، 26/4/2008