يتحدد مساء اليوم أول المتأهلين إلى نصف نهائي كأس الملك عندما يستضيف الوحدة نظيره الهلال في مباراة الإياب من دور الثمانية، فيما يحل النصر ضيفاً ثقيلاً على الحزم. الوحدة - الهلال يسعى الفريق الوحداوي إلى الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور للإطاحة بالهلال والعبور نحو المرحلة الأهم، ويملك الوحدة حظوظاً كبيرة في بلوغ ذلك، خصوصاً أن مباراة الذهاب انتهت سلبية، وباتت مباراة اليوم هي الحاسمة داخل قواعد الفريق الوحداوي، وهي ميزة تقف إلى صف صاحب الضيافة الموجود بين جماهيره، ويعرف المدرب الوطني خالد القروني إمكانات لاعبي الخصم وتفوقهم في عدد من النقاط على لاعبي فريقه، لذا سيعمل جاهداً على وضع التكتيك المناسب الذي يلغي الفوارق الفنية ويكفل لفريقه تحقيق ما يصبو إليه. الخطوط الحمراء تلعب كرة جميلة تعتمد في المقام الأول على الحماسة والقتالية، في ظل وجود كوكبة من الوجوه الشابة التي تتطلع إلى قيادة الفريق إلى منصات التتويج بعد غيبة طويلة جداً، ويرى الكثير من الوحداويين أن الفرصة باتت مواتية في ظل قصر المشوار في بطولة كأس الملك، إلى جانب الجاهزية الفنية للفريق في الوقت الراهن، ولدى القروني حلول عدة للوصول إلى المرمى الأزرق بوجود الشابين عيسى المحياني وعلاء كويكبي في خط المقدمة، ومتى ما وجد هذا الثنائي الإمداد المناسب فسيكون حملاً ثقيلاً على الدفاعات الهلالية، وتزداد الهجمة الوحداوية خطورة عندما يحرر المدرب ظهيري الجنب كامل المر وكامل الموسى من القيود الدفاعية ويمنحهما حرية مساندة الهجمة. أما على الطرف الآخر فيدخل الهلال المواجهة بصورة أفضل من المباراة السابقة، بعد أن اكتملت صفوفه بعودة المدافع البرازيلي تفاريس وخالد عزيز وعمر الغامدي، إلا أن مشاركة المهاجم الكبير ياسر القحطاني ليست مؤكدة، وعلى رغم ذلك سيكون الفريق الأزرق أكثر قوة وأعلى طموحاً من مواجهة الذهاب، في ظل التطلع إلى معانقة البطولة الثالثة هذا الموسم، ولن يتنازل الهلاليون ببساطة عن طموحاتهم، حتى وإن اشتكى المدرب الروماني كوزمين من الإرهاق والإصابات، إلا أن الجماهير الهلالية لا تقبل بغير لغة البطولات عندما تكتمل جاهزية الفريق بحضرة جميع نجومه. الحزم - النصر لن يفرط الفريق الحزماوي في فرصة تحقيق الإنجاز وبلوغ نصف نهائي المسابقة بعد أن قطع أكثر من نصف المشوار، إثر تغلبه في مباراة الذهاب بثلاثة أهداف في مقابل هدفين، ما يجعله يدخل المباراة بفرصتي الفوز أو التعادل، والفريق قدّم صورة رائعة في المباراة السابقة استحق على إثرها الفوز والاقتراب من التأهل. المدرب التونسي عمار السويح يدرك تماماً أن المهمة ليست سهلة، خصوصاً أن الخصم فريق كبير ويستطيع قلب الموازين كافة وقهر الحزم على أرضه وبين جماهيره، لذا سيعمل جاهداً على إيجاد التوازن المناسب بين كل الخطوط، مع أخذ الحيطة والحذر بعدم ترك مساحات كافية داخل الملعب تمكّن مهاجمي الخصم من العبور نحو مناطق الخطر، ويعتمد السويح في مثل هذه المواجهات الحاسمة على خبرة أحمد مناور وماجد المرحوم وفهد السبيعي والكويتي فهد الرشيدي. وعلى الضفة الأخرى، يدخل النصر المباراة بشعار الفوز ولا شيء غيره إذا ما أراد رد الاعتبار من الخسارة السابقة ومواصلة المشوار، والمهمة ليست سهلة أمام المدرب الأرجنتيني دانيال آساد، الذي أصبح مهدداً بالإقالة في حال تكرار خسارة الفريق، ما جعله يجري عدداً من التغييرات الجذرية على القائمة الصفراء، وإن صدقت التكهنات فإنه سيبعد المهاجم سعد الحارثي إلى دكة الاحتياط ويزج بريان بلال إلى جانب محمد الشهراني في خط المقدمة، إضافة إلى بعض التعديلات على رباعي الوسط الذي فشل في واجباته الفنية في مواجهة الذهاب. وعلى رغم الأفضلية التي يمتلكها أصحاب الأرض إلا أن النصر قادر على قلب الموازين متى ما نجح لاعبوه في تسجيل هدف باكر يبعثر أوراق الخصم، ويمنح النصر فرصاً مثل مضيفه الحزم.