أكّد وزير خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل أن لا أسباب سياسية تؤخر اعادة فتح سفارة بلاده لدى العراق، وقال ان الأمر مرهون بتحسن الأوضاع الأمنية في العراق، ورفض اتهام سورية لاجتماع دول الجوار العراقي الذي عقد أخيراً في الكويت بالسعي الى تدويل الأزمة اللبنانية، وتساءل:"كيف يُحكى عن تدويل وقضية لبنان مطروحة على الأمم المتحدة؟". وفيما أكد الأمير سعود الفيصل اتفاقه مع نظيره البريطاني ديفيد ميليباند على ضرورة اخلاء منطقة الشرق الأوسط والخليج من اسلحة الدمار الشامل، مع اقرار حق دول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، قال الوزير البريطاني ان ايران تزيد المنطقة توتراً من خلال تداعيات ملفها النووي. وأكد الأمير سعود عقب محادثات مع ميليباند في الرياض أمس، أن فتح سفارة للرياض في بغداد مرهون بتحسن الظروف الأمنية في العراق، نافياً أن تكون هناك أسباب سياسية لتأخر افتتاحها. وقال رداً على سؤال ل"الحياة"خلال مؤتمر صحافي مشترك:"نأمل في أن تسهم الحكومة العراقية في إيجاد الحماية اللازمة لتعزيز الأمن العراقي، والأهم من افتتاح السفارات الجهد العربي لاستقرار العراق ليمكن عقد مصالحة وطنية عراقية". وكشف وجود"خطة للجامعة العربية لعقد اجتماع في العراق". وأوضح أن محادثاته مع ميليباند"شملت العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية"، فيما أشار الوزير البريطاني إلى العلاقات الوثيقة بين البلدين"التي زادت عمقاً عقب الزيارة الأخيرة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى بريطانيا". وأضاف أنه التقى مساعد وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز الذي أطلعه على"تجربة السعودية المميّزة في مجال مكافحة الإرهاب، إضافة إلى العمل الفكري اللافت الذي تقوم به لجنة المناصحة مع المتطرفين". وفي الشأن اللبناني أعرب الأمير سعود الفيصل عن أمله في أن"تتسع دائرة أصدقاء لبنان في المنطقة والعالم، لا أن تضيق"، ولفت إلى أن الاجتماع الدولي الذي عقد الثلثاء في الكويت"أكد التمسك بالمبادرة العربية، وبأن تكون الأزمة اللبنانية قضية عربية". وأضاف:"استعرضنا الأزمة اللبنانية ومستجداتها، وأكد الاجتماع أهمية الحفاظ على مؤسسات لبنان الدستورية المتمثلة في رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة والبرلمان والجيش اللبناني، ضماناً لأمن لبنان واستقراره وحفاظاً على سيادته واستقلاله". وشدّد على دعوة الاجتماع إلى"الشروع الفوري في انتخاب الرئيس التوافقي العماد ميشال سليمان، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، ومراجعة قوانين الانتخابات بين الأطراف كافة، وفق ما نصت عليه مبادرة الجامعة العربية". وقال رداً على سؤال حول تصريح وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن سعي المجتمعين في الكويت إلى تدويل الأزمة اللبنانية:"كيف يحكي عن تدويل وقضية لبنان مطروحة في الأمم المتحدة؟". وأعرب الأمير سعود الفيصل عن قلق بلاده"من استمرار الاحتلال الإسرائيلي في سياسة العقوبات الجماعية وفرض الحصار على قطاع غزة وما يترتب عليه من تعميق المعاناة الإنسانية على الشعب الفلسطيني". وأشار إلى أن توسيع المستوطنات في الضفة الغربية"سياسة مناهضة كلياً للاتفاقات والتفاهمات الدولية الرامية لإيجاد حل عادل ودائم وشامل للنزاع في الشرق الأوسط على أساس إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة". وقال:"بحثنا نتائج الاجتماع الموسّع الثالث لوزراء خارجية الدول المجاورة للعراق الذي شاركنا فيه سوياً، والدفع بجهود تحقيق أهدافه الرامية إلى تحقيق أمن واستقرار العراق في ظل وحدته الوطنية واستقلاله وسيادته والنأي به عن التدخلات الخارجية". وفي شأن الملف النووي الإيراني أوضح الأمير سعود أنه كان من بين المواضيع التي بُحثت"ونحن متوافقان على أهمية خلو منطقة الشرق الأوسط والخليج من أسلحة الدمار الشامل والسلاح النووي، وعلى حق دول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وينبغي أن يتّفق مع معايير إجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبإشرافها". واعتبر ميليباند أن إيران تزيد المنطقة توتراً عبر تداعيات ملفها النووي.