اعتبر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن التصريحات السلبية الصادرة عن الحكومة الإسرائيلية الجديدة لا تنبئ ببوادر إيجابية نحو عملية السلام. وحذّر من أن تجاهلها حل الدولتين وضربها عرض الحائط بتفاهمات أنابوليس وغيرها من قرارات الشرعية الدولية، «من شأنه إعادة عملية السلام إلى نقطة الصفر»، مؤكداً ضرورة وقف الاستيطان والالتزام بقرارات مجلس الأمن وإنهاء العقوبات الجماعية ورفع الحصار عن الفلسطينيين. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند في الرياض أمس، إن المملكة ترى «أهمية قيام المجتمع الدولي، خصوصاً الولاياتالمتحدة، ببذل جهوده لحمل إسرائيل على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية ومرجعيات عملية السلام بما في ذلك مبادرة السلام العربية». وأشار إلى أن محادثاته مع ميليباند تطرقت «إلى العديد من القضايا الاقليمية والدولية الهامة لبلدينا، وحظيت قضية الشرق الاوسط بنصيب وافر منها، خصوصاً في ظل المستجدات على الساحتين الإسرائيلية والفلسطينية والتطورات الإقليمية والدولية». وعبّر عن استنكاره وصدمته من التفجيرات الأخيرة التي شهدها العراق وما خلفته من ضحايا وتدمير كبيرين «خصوصاً بعدما استبشرنا خيراً بالتحسن الأمني». وأمل أن «تتكلل جهود الحكومة العراقية بالنجاح في ملاحقة مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية وتحقيق الأمن والاستقرار». ورحّب «بالتوجه الإيجابي للحكومة الأميركية بالرغبة في معالجة أزمة الملف النووي الإيراني ديبلوماسياً عبر الحوار. وكلنا أمل في أن تستجيب الحكومة الإيرانية لهذه الجهود لحل الازمة في شكل ينأى بمنطقة الخليج العربي والشرق الأوسط عن مخاطر انتشار الأسلحة النووية، ويكفل حق دول المنطقة كافة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وفي الشأن اللبناني، دعا «جميع الفرقاء اللبنانيين إلى الابتعاد عن لغة التوتر والتصعيد وتهيئة الأجواء الملائمة لإجراء الانتخابات النيابية المقبلة في شكل سلمي وفق أحكام الدستور اللبناني واتفاق الطائف بعيداً عن ممارسة أي ضغوط أو ترهيب». من جهته، قال ميليباند إن «المملكة لديها الكثير لتسهم فيه من خلال الاستثمار في الاقتصاد العالمي، ولديها التزام قوي في العالم النامي». وأعرب عن تأييده المبادرة العربية للسلام. وقال: «نعتقد أنه يمكن إحراز تقدم في القضية الفلسطينية على أساس قرارات الأممالمتحدة... ونعتقد أن من المهم أن يلتزم كلا الجانبين بالتزامات الحكومات السابقة، إضافة إلى وقف الاستيطان على الجانب الإسرائيلي». ورأى أن «الوضع في لبنان هش»، أما العراق «فأعتقد أن هناك إمكانية للوصول إلى الاستقرار، لكن العنف الذي شهدناه أخيراً يقلقنا». وتحدث عن الملف النووي الإيراني، قائلاً إن «من المهم أن هناك وحدة خلف الاتجاه الأميركي الجديد الذي يعطي احتمالاً للوصول إلى استقرار في المنطقة». لكنه شدد على أن «التهديد خطير، ولابد من أن نأخذه في الاعتبار».