للعام الثاني على التوالي تشهد الساحة الدرامية المصرية حضوراً مكثفاً للنجوم العرب. فإذا كانت حصة الأسد في العام الماضي من نصيب نجوم سورية: جمال سليمان وأيمن زيدان وسوزان نجم الدين وتيم الحسن من خلال أربع بطولات مصرية، حققت نجاحاً جماهيرياً متبايناً، وصل الى قمته مع مسلسل"الملك فاروق"وبطله تيم الحسن في أكبر مفاجآت العام الماضي- مثلما، فعلها من قبل جمال سليمان مع مسلسل"حدائق الشيطان"- فإن الصورة تختلف هذا العام... إذ يدخل صراع الدراما المصرية نجوم السينما الحاليون، وتحديداً نجمات شباك التذاكر. وهكذا ستنتقل المنافسة من الشاشة الكبيرة إلى الشاشة الصغيرة، وتتصدر لائحة المنافسات أقدم وأبرز النجمات العربيات في السينما المصرية الحالية، اللبنانية نور التي تشارك في بطولة مسلسل"دموع القمر"أمام رياض الخولي. كما تأتي التونسية هند صبري في أعلى القائمة من خلال مشاركتها في مسلسل"بعد الفراق"أمام خالد صالح، ثم تأتي اللبنانيتان رزان مغربي ونيكول سابا وتشاركان في مسلسل واحد هو"عدى النهار"للمخرج إسماعيل عبد الحافظ. وتظهر الأردنية صبا مبارك للمرة الأولى في الفن المصري من خلال مسلسل"نسيم الروح". وبالنسبة الى النجوم السوريين، فلهم ممثل واحد هذا العام في بطولة الدراما المصرية، هو الفنان أيمن زيدان من خلال مسلسل"بيت الباشا"، بينما يغيب جمال سليمان بعدما قرر أن يكتفي بأعماله الدرامية السورية. منافسة من طرف واحد ولكن صراع نجمات السينما العربية سيكون من طرف واحد إذ تغيب عن المنافسة نجمات السينما المصرية من جيلهن. فبعدما تعود المشاهد أن يرى هند صبري ونور في منافسة مع ياسمين عبدالعزيز ومنى زكي ومنة شلبي على شاشات السينما، سيجد النجمات العربيات في منافسة مع بعضهن بعضاً أو في منافسة من طرف واحد، علماً أن النجمة المصرية الوحيدة التي ستخوض المنافسة ببطولة درامية هي داليا البحيري من خلال مسلسل"بنت من الزمن ده". إذاً الحصيلة هذا العام خمسة مسلسلات مصرية ببطولة عربية، وبالنظر إلى تاريخ الدراما المصرية خلال السنوات الماضية سنجد أن نجاح النجوم العرب كان دوماً مضموناً، أما النجمات العربيات فركزن اهتماماتهن على السينما خوفاً من خوض تجربة التلفزيون الذي يختلف جمهوره عن جمهور السينما، خصوصاً لجهة عدم تقبله بسهولة فكرة أن تلعب ممثلة عربية دور فتاة شعبية أو ريفية مصرية، ولذلك ابتعدت النجمات العربيات عن الشاشة الصغيرة لسنوات إلى أن قررن بناء على رغبة المنتجين خوض غمار التلفزيون حتى لو كان من باب التجربة! ويبقى السؤال: لماذا اتجه المنتجون فجأة الى الاستعانة بنجمات السينما الآتيات من خارج مصر لبطولات تلفزيونية؟ الإجابة تتلخص في رفض نجمات مصريات خوض تجارب تلفزيونية متواصلة، وحرصهن على التركيز أكثر على السينما. وأيضاً لا يخلو الأمر من الأسباب المادية، إذ حكي عن ارقام خيالية طلبتها نجمات مصريات من الجيل الجديد لقاء مشاركتهن في الدراما. ولذلك كان الحل بالاستعانة بالممثلات العربيات، والرهان عليهن هذا الموسم. واللافت هو إصرار المنتجين المصريين على الاستعانة بنجوم عرب لبطولة المسلسلات أيضاً، بعد الأفلام السينمائية، على رغم قرار نقيب الممثلين في مصر أشرف زكي بمنع أي فنان عربي من المشاركة في أكثر من عمل فني واحد في العام، والذي يحاول بذلك إيجاد فرص عمل أكثر للفنانين المصريين... ولكن يبقى العرض والطلب وأسماء النجوم وجماهيريتها هي الفيصل في الاستعانة بهم أو الامتناع.