نوّه الاجتماع الوزاري لدول جوار العراق بجهود حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي في مجال مكافحة الميليشيات، لكن المالكي انتقد دول الجوار"لأنها لا تبذل جهداً كافياً لتعزيز علاقاتها مع بغداد أو لتخفيف أعباء الديون"وناشد الدول الخليجية بتعزيز دعمها المادي والديبلوماسي"للعراق الجديد"وشطب ديونه وفتح سفارات في بغداد. اكد البيان الختامي للاجتماع الوزاري الدولي حول العراق في الكويت ترحيب الدول المشاركة بجهود الحكومة العراقية في مجال مكافحة المجموعات المسلحة وتفكيك الميليشيات. وذكر ان"المشاركين رحبوا بالجهود المتواصلة للحكومة العراقية لمواجهة اولئك الذين يؤججون العنف في العراق". وثمن المشاركون من دول جوار العراق العربية وغير العربية"دور القوات المسلحة والامنية العراقية في مواجهة وردع المخاطر الاخيرة التي تسببت بها مجموعات مسلحة"ورحبوا"بالتزام الحكومة في نزع سلاح وتفكيك كل الميليشيات والمجموعات الملسحة غير الحكومية، ما يعزز دولة القانون وحصرية السلاح في يد الدولة". وكان المالكي انتقد في افتتاح الاجتماع دول الجوار لأنها لا تبذل جهداً كافياً لتقوية علاقاتها مع بغداد أو لتخفيف أعباء الديون، وطالب، امام وزارء الخارجية او من يمثلهم في دول مجلس التعاون الخليجي وايران وباقي الدول المجاورة للعراق والدول الدائمة العضوية في مجلس الامن وباقي دول مجموعة الثماني، بتعزيز دعمها المادي والديبلوماسي"للعراق الجديد الذي لا مكان فيه للانقسامات الطائفية ولم يعد يمثل تهديداً للمنطقة بعد اختفاء"الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عن الصورة. ولم يذكر المالكي في كلمته أي دولة بالاسم لكن تصريحاته كانت تستهدف الدول العربية التي لها علاقات على مستوى منخفض فقط مع حكومته. وفي محاولة للرد على مخاوف جيرانه العرب، قال المالكي"جئت احمل رسالة العراق بكل مكوناته وقادته وقواه السياسية لأن العراق تجاوز الازمات والانقسامات وتوحدت ارادة جميع ابنائه". واضاف:"نؤكد لجيراننا ولكم جميعا ان العراق الجديد ليس عراق الامس الذي يثير النزاعات والحروب". ورأى ان"العراق اليوم افضل بكثير مما كان عليه في الفترة التي عقد فيها اجتماعا شرم الشيخ واسطنبول"السابقان. وتابع:"لا تزال ايدينا ممدودة لكل من يؤمن بالمبادئ التي اتفق عليها العراقيون لبناء عراق تحترم فيه الحريات الدينية والقومية والحزبية". الى ذلك، ناشد رئيس الوزراء العراقي الدول الخليجية المجاورة للعراق ترجمة وعودها بشطب ديونه واعادة فتح سفارات لها في بغداد. وقال ان"فاتورة الديون والتعويضات التي يدفعها العراق تسبب ضرراً في البنية التحتية والاقتصاد الوطني". واضاف:"ما زلنا ننتظر تنفيذ التعهدات والالتزامات بشطب الديون والتعويضات". مناشدة لإلغاء الديون من جهته، اعلن الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ ان العراق طلب من دول الخليج رسمياً التنازل عن عشرات بلايين الدولارات من التعويضات المترتبة عليه نتيجة لغزو الكويت في 1990. وقال على هامش الاجتماع"طلبنا إلغاء التعويضات او على الاقل خفضها". واوضح ان"الطلب الاول هو إلغاء التعويضات لان مبالغها كبيرة جدا". ووفقا لتقديرات وزارة الخارجية الاميركية جرى شطب نحو 66.5 بليون دولار من الديون الخارجية على العراق وقدرها 120.2 بليون دولار، وأن أكثر من نصف الديون المتبقية، وتتراوح بين 56 بليوناً و80 بليوناً، مستحق لدول خليجية. واجبر العراق بعد غزو الكويت على دفع 5 في المئة من عائداته النفطية لصندوق تابع للامم المتحدة للتعويض عن اضرار الغزو. وتلقى الصندوق طلبات لتعويضات من العراق قدرها 354 بليون دولار، الا انه اقر منها 52 بليوناً فقط، بينها 45 بليون دولار للكويت. ودفع الصندوق حتى الآن 21 بليون دولار كتعويضات عراقية لغزو الكويت بينها 11 بليون دولار للكويت. الى ذلك، اكد المالكي في كلمته ان العراق"يرفض اي وصاية تفرض على نظامه السياسي ومستقبل شعبه ويقبل مبدأ التعاون والتكامل مع الاصدقاء والاشقاء". وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ألقى كلمة بلاده قائلاً"إنه لا يمكن الانتصار على آفة الإرهاب إلا عن طريق التعاون المباشر والتنسيق الكامل بين الأجهزة الأمنية المختصة لتبادل المعلومات من أجل التعرف المبكر على الإرهابيين وملاحقتهم ومنعهم من تنفيذ عملياتهم الإجرامية". وشدد على ان بلاده تتطلع إلى ان يسفر هذا الاجتماع عن حشد الدعم المطلوب لمساعدة العراق لإخراجه من محنته التي ما فتئت تلقي بظلالها على معاناة الشعب العراقي الشقيق بجميع فئاته ومكوناته. وقال:"إن المملكة تنظر إلى العراق باعتباره جزءاً أصيلاً لا يتجزأ من أمته العربية والإسلامية وتتعامل مع جميع العراقيين بعين المساواة من دون أي تصنيف طائفي أو مذهبي أو عرقي وترفض المملكة بشدة كل دعاوى التجزئة والتقسيم أو تحويل هذا البلد العزيز إلى ساحة للأطماع الإقليمية والدولية أو التنافس بينها وتقاسم مناطق النفوذ والهيمنة على ارضه وعلى حساب وحدة العراق ومصالح شعبه". وقال سعود الفيصل:"استمعت باهتمام إلى ما تضمنته كلمة رئيس وزراء العراق وأود على سبيل التعقيب ان انوه بما نلمسه من جدية وصلابة في جهود الحكومة العراقية في مجال التصدي للميليشيات المسلحة وبسط سلطة الدولة ومكافحة الإرهاب، ونحن في المملكة العربية السعودية نستشعر بصفة خاصة أهمية التصدي لآفة الإرهاب فكراً وممارسة إذ أكدت جهودنا ان هذه الآفة لا يمكن الانتصار عليها إلا عن طريق التعاون المباشر والتنسيق الكامل بين الأجهزة الأمنية المختصة لتبادل المعلومات من أجل التعرف المبكر على الإرهابيين وملاحقتهم ومنعهم من تنفيذ عملياتهم الإجرامية"، مضيفاً:"وبالفعل فقد شهدت الزيارة الأخيرة لرئيس مجلس الأمن الوطني العراقي للمملكة محادثات جادة ومثمرة مع الجهات الأمنية المختصة في المملكة لتطوير التعاون والتنسيق والتبادل المستمر للمعلومات بين البلدين في المجال الأمني". وتابع:"استبشرنا خيراً بالتطورات الأمنية الايجابية التي شهدتها الساحة العراقية ونتطلع إلى ان يواكب هذا التحسين النسبي في الأمن استكمال تطوير العملية السياسية وان أحداث المواجهات المسلحة التي شهدتها البصرة شكّلت لدينا قلقاً عميقاً كما هي الحال بالنسبة إلى العراق ليس فقط لعدد الأرواح التي أزهقت في المواجهات الضروس ولكن أيضاً خشية من إمكان عودة الأوضاع الأمنية السلبية على الساحة العراقية إلى سابق عهدها". وأوضح:"ان اجتماعنا التاسع المنعقد في طهران في التاسع من تموز يوليو 2006 أكد على احترام سيادة ووحدة تراب واستقلال العراق إلا ان المعلومات المتواترة تشير إلى استمرار التدخلات الخارجية المرفوضة في الشأن الداخلي للعراق وتقديم الدعم المالي والعسكري المشبوه لبعض الميليشيات والأحزاب العراقية في انتهاك فاضح لسيادة العراق والعبث في هويته الوطنية". وربطت دول عربية اعادة ارسال سفرائها الى بغداد بتحسن الوضع الامني. وكان وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح قال الاحد إن بلاده ستعين قريباً سفيراً لها في بغداد وهي تخطط لاقامة سفارتها في المنطقة الخضراء المحصنة امنيا. كما اعلن وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد آل خليفة ان بلاده في طور اختيار سفير لها في بغداد. الاجتماع المقبل في بغداد قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح، في نهاية الاجتماع الوزاري الثالث حول العراق في العاصمة الكويتية، إن الاجتماع المقبل سيعقد في بغداد. واشار في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي هوشيار زيباري ان عقد الاجتماع المقبل في بغداد"اعتراف من اجتماع الكويت بتحسّن الاوضاع الامنية في العراق". ولم يحدد اي من الوزيرين موعداً للاجتماع الذي سيكون الرابع من نوعه. يذكر ان الدول الست الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي حضرت الاجتماع أمس للمرة الاولى، إذ حضرت الكويت والسعودية والبحرين فقط المؤتمرين السابقين اللذين عقدا في مصر في ايار الماضي وتركيا في تشرين الثاني الماضي. وللمرة الاولى حضرت الامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وقطر. كما حضر المؤتمر وزيرا الخارجية الفرنسي والبريطاني برنار كوشنير وديفيد ميليباند والامينان العامان للجامعة العربية ولمنظمة المؤتمر الاسلامي عمرو موسى واكمل الدين احسان اوغلو وممثل عن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ومسؤولون من الاتحاد الاوروبي. رايس لم تلتق متقي شددت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، منذ بدء زيارتها الى المنطقة الاحد بدءاً ببغداد ومن ثم الاثنين في البحرين والثلثاء في الكويت، على ضرورة دعم الدول العربية والخليجية لعراق"غير طائفي". ودعت رايس هذه الدول الى"اقتناص الفرصة"الناتجة عن الحملة التي تشنها القوات الحكومية العراقية ضد ميليشيا مقتدى الصدر الذي يلقى دعما مفترضا من ايران. وكانت رايس اكدت انها لن تلتقي نظيرها الايراني منوشهر متقي، وهي تتهم ايران بمناقضة وعودها بدعم استقرار العراق عبر تسليح الميليشيات. وخلال التقاط صورة تذكارية للمشاركين، وقفت رايس بين نظيرها الروسي سيرغي لافروف ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وكان يفصلها اربعة اشخاص عن متكي الذي توسط نظيريه الفرنسي برنار كونشير والسعودي الامير سعود الفيصل. واكد مسؤولون اميركيون أن اي اتصال بين رايس ومتكي لم يحصل حتى الآن على الاقل.