جددت موسكو موقفها المعارض بقوة لانضمام جارتيها أوكرانياوجورجيا إلى حلف شمال الأطلسي ناتو. وبعد مرور أيام على قمة روسية - أميركية أسفرت عن تفاؤل بقرب التوصل إلى حلول للمشاكل المعقدة بين روسيا والغرب، اعتبرت موسكو أن توسيع الحلف في الفضاء السوفياتي السابق يشكل"تهديداً مباشراً لأمن روسيا"سيقابل"بإجراءات عسكرية". ومع تراجع حدة السجال حول مشروع نشر الدرع الصاروخية الأميركية في شرق أوروبا بعد لقاء الرئيسين فلاديمير بوتين وجورج بوش الأسبوع الماضي، عادت إلى الواجهة مسألة تمدد"الأطلسي"في اتجاه الحدود الروسية، لتصبح خطة الحلف ضم كل من جورجياوأوكرانيا إليه العقدة الأساسية حالياً، خصوصاً أن قمة"الأطلسي"الأخيرة التي عقدت في بوخارست أجلت النظر في طلبي البلدين إلى نهاية العام. واعتبر الروس هذا التأجيل إنجازاً لكنه ليس كاملاً، إذ كانت موسكو تأمل كما يقول محللون عسكريون في موسكو، في أن تسفر مواقفها المعارضة لتوسيع الحلف عن تراجع واشنطن عن تأييدها المعلن لانضمام الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين إليه. واستغلت موسكو أمس زيارة وزير الخارجية الأوكراني فلاديمير أوغريزكو إلى روسيا، لتجديد موقفها المعارض بحزم لانضمام أوكرانيا إلى"الأطلسي". وقال الناطق باسم الخارجية الروسية ميخائيل كامينين إن"اقتراب الناتو من الحدود الروسية يمثل تهديداً مباشراً لأمن روسيا". ووصف كامينين مساعي القيادة الأوكرانية للانضمام إلى"الأطلسي"بأنها"إحدى المشاكل الرئيسية التي تعاني منها العلاقات بين روسياوأوكرانيا". وذكر بأن بوتين طرح موقف روسيا في هذا الشأن خلال قمة الحلف وإثناء اجتماعه بنظيره الأميركي، علماً أن بوتين حذر الغرب من أن اتخاذ قرار يتجاوب مع مطالب القيادة الأوكرانية قد يسفر عن تعميق الأزمة الأوكرانية الداخلية، بسبب وجود معارضة قوية في أوكرانيا لانضمامها إلى الحلف الغربي. واعتبر كامينين أمس أن التصريحات التي تشير الى أن توسيع الأطلسي غير موجه ضد روسيا"لا تقنع موسكو". جاء ذلك غداة تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده"ستبذل كل ما بوسعها من أجل عدم السماح بانضمام أوكرانياوجورجيا إلى الأطلسي"، ما أثار حفيظة الحلف الغربي ودفع الناطق باسمه جيمس اباتوراي إلى الإعلان عن أن أبواب"الأطلسي"ستبقى مفتوحة أمام أعضاء جدد وأن هذا القرار التوسيع"بيد البلدان الأعضاء في الحلف فقط"، مطالباً موسكو بتقديم توضيحات في شأن عبارة"كل الإجراءات"التي أشار إليها لافروف. في غضون ذلك دخلت المؤسسة العسكرية الروسية أمس على خط التلويح برد فعل قوي، إذ هدد رئيس الأركان الروسي يوري بالويفسكي بأن انضمام أوكرانياوجورجيا إلى الأطلسي، سيجبر بلاده على"اتخاذ إجراءات عسكرية وأخرى مختلفة من أجل صيانة أمنها"، موضحاً أن روسيا"ستتخذ تدابير على حدودها الدولية ترمي إلى حماية مصالحها، وهذا أمر قاطع لا تأويل فيه". وزاد أن التدابير المقصودة"لن تقتصر على النواحي العسكرية بل ستتخذ إجراءات ذات طابع آخر أيضاً". وحملت تصريحات المسؤول العسكري عودة إلى الخطاب الذي استخدمته روسيا قبل قمة الرئيسين الروسي والأميركي، إذ اعتبر أن الخطط الغربية للتوسع من حول بلاده تهدف إلى تطويقها. وقال إن برامج نشر الدرع الصاروخية والتوسع نحو الحدود الروسية لم تكن مطروحة للنقاش قبل عامين، في إشارة إلى أنها موجهة ضد ما وصفه"نجاح روسيا في استعادة عافيتها اقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً". وأضاف بالويفسكي أن"هذا لا يروق للبعض، ولذلك يجري الإخلال بالاستقرار الاستراتيجي الذي قمنا بإحلاله في أوروبا قبل 15 سنة". وزاد:"كنا على الدوام نقول بصراحة وفي شكل مباشر، إننا سنجد الرد اللائق والمماثل على ما ينشأ عند حدود روسيا".