صدرت عن الهيئة العامة لقصور الثقافة في القاهرة طبعة جديدة من كتاب "التراث المسروق" للباحث الأميركي جورج جي. إم. جيمس بترجمة شوقي جلال. ويذهب جيمس في هذا الكتاب المثير للجدال الى أن فلاسفة أثينا، وعلى رأسهم سقراط وأفلاطون وأرسطو"ليسوا إلا ناقلي قشور معارف مصرية بطريقة ملؤها التلفيق والتضليل". ويستند جيمس الى المقارنة بين فكر مدرسة منفيس المصرية التي ظهرت الى النور قبل أربعة آلاف سنة من الميلاد، وفكر ما يسمى"المدرسة اليونانية"، الذي يعود الى ستة قرون فقط قبل الميلاد. ويؤكد المؤلف أن سقراط"وصل الى درجة الأستاذ والمعلم بحق، ليس لأنه قدم أفكاراً مهمة، ولكن لأنه امتثل التعاليم المصرية في البحث عن الخلاص". وذهب مؤلف"التراث المسروق"الى أنه"يستحيل أن يضع أرسطو وحده أكثر من ألف كتاب في شتى المعارف، وفي حين أن أفلاطون كان بحسب ما قيل فيلسوفاً لا علاقة له بالعلوم، فمن أين له أن يعلّم أرسطو ما لم يتعلمه هو أو يتحدث به؟". ويرى جيمس أن فيثاغور"هو أفضل الفلاسفة الذين قدموا بعضاً من الفكر المصري في اليونان، حتى ان جميع الفلاسفة الذين أتوا من بعده عمدوا الى محاكاة أفكاره". وفي حين يشك المؤرخون في نسبة كتاب الجمهورية الى أفلاطون فإن جورج جيمس يرى أنه كان معروفاً قبل أفلاطون بزمن طويل، فالكتاب كان ذائع الصيت وينسب الى بروتاغوراس الذي عاش من 481 الى 411 ق.م.، وكان تلميذاً لديموقريطس الذي لم يتحدث مطلقاً في النظام التعليمي والحكم الأبوي، ومن ثم فكتاب الجمهورية ليس لأفلاطون ولا لبروتاغوراس لكنه لمصدر آخر أصيل في ثقافته. "التراث المسروق"واحد من الكتب التي تناهض فكر المركزية الأوروبية القائل إن اليونان أصل العلوم الحديثة، وإن الغرب نشأ على فكر أسلافهم، ومن ثم فهو مركز ومحور كل المعارف والعلوم، وإن سواهم ليسوا إلا برابرة لا يحق لهم بحسب تكوينهم الطبيعي إلا أن يكونوا تابعين، ومن ثم فالمؤلف يطالب في الفصل التاسع من الكتاب وعنوانه"الإصلاح الاجتماعي"بشطب اسم أرسطو والفلاسفة اليونانيين من الكتب المدرسية، وردّ الاعتبار الى المصريين.