وصف أستاذ الأدب بجامعة طيبة بالمدينةالمنورة الدكتور عبدالحق الهواس سرقة الفلاسفة اليونانيين للعلوم المصرية القديمة بأكبر مؤامرة في تاريخ الحضارة الإنسانية، وأنها جزء من سياسة عالمية ناصبت الثقافة المصرية عداء استمر طويلاً. وقال في محاضرة نظمها صالون الوادي المبارك بنادي المدينة الأدبي أول من أمس بعنوان "قراءة في كتاب الثراث المسروق للكاتب الأميركي جورج جيمس" وأدارها مشرف الصالون الدكتور هاني فقية: تعمد الغزاة الغربيون تجفيف منابع الثقافة المصرية بتدمير مكوناتها المادية والروحية ونهبها ونسبها لهم لبناء حضارة زائفة على أنقاض الحضارة المصرية. وبين الهواس أن كتاب "التراث المسروق" يعد مرجعا يستشهد به لإيقاظ الفكر وإعادة المكتسبات الشرقية المنسوبة لفلاسفة اليونان زورا، والتي استقى منها الغرب علومه وتجاربه واتخذها من أوائل ركائز الحضارة الغربية، لافتاً إلى أن صاحب كتاب "التراث المسروق" كشف في مؤلفه مساحات الصمت والغياب فى تجاهل المصريين لتراثهم المنهوب. وقال إن استمرار التضليل فى حركة الترويج للفلسفة المنسوبة لفلاسفة اليونان يبدو سافرا.. يتعين التصدي له وكشفه، لأن الغرب درج على سرقة الحضارات، ومن بينها المصرية القديمة والأشورية والبابلية. وعن مطامع اليونانيين في الحضارة المصرية نقل الهواس عن مؤلف الكتاب قوله "استحدث المصريون القدماء مذهبا دينياً شديد التعقيد سُمي نظام الأسرار، وهو أول مذهب عن "الخلاص" ويهدف للسمو بالأخلاق"، مبيناً أن هذا النظام ظل لأكثر من 5000 سنة سرياً وشفهيا، يحظر تدوينه، وكان يؤخذ من أرباب المعرفة إلى أسلافهم شفهياً، لضمان سريته، حتى هاجم الإغريق مصر (322 قبل الميلاد) وسمحوا بتدوين تلك الحضارات وحفظها بمكتبة الإسكندرية، حتى استقرار أمرها لليوناني "أرسطو" الذي وضع يده على مخزون الحضارة المصرية ونسبه لنفسه ثم نقله إلى اليونان. وسرد المحاضر عددا من الأدلة التي تقوي ما ذهب إليه جيمس في كتابه، من بينها موقف حكومة" أثينا" آنذاك من الفلاسفة الذين نقلوا ما أخذوه من مصر إليها، معتبرين أن فلسفتهم أجنبية المصدر وكانت تحاربها حفاظاً على هويتها، وحتى لا تؤثر على مفاهيم الشعوب الغربية، كما كانت تضطهد الفلاسفة الممجدين لتلك الثقافات الدخيلة، ومن بينهم "أناكسا جوراس" الذي سجن ثم نفي وأعدم، ومن بعده "سقراط "وبيع "أفلاطون" فى سوق النخاسة، وقدم "أرسطو" إلى المحاكمه ثم نفي، أما " فيثاغورس "فقد أبعد عن البلاد إلى إيطاليا.