قتل خمسة أشخاص على الاقل وجرح 19 آخرون في تفجيرين نفذهما انتحاريان أمام مبنى كلية القيادة والأركان البحرية الباكستانية في لاهور شرق أمس، والتي تضم ضباطاً من جنسيات عربية مختلفة. وأوقف حراس المبنى الانتحاري الاول الذي استقل دراجة نارية مفخخة عند نقطة تفتيش، قبل ان يفجّر نفسه، ثم اغتنم مهاجم ثانٍ البلبلة والفوضى اللتين اثارهما الاعتداء الاول، واقتحم بدراجته النارية مدخل المبنى وفجّر قنبلته في موقف السيارات. وسمع شهود دوي ثلاثة انفجارات اخرى، يعتقد بأنها نتجت من انفجار خزانات وقود في سيارات ركنت في الموقف. واعتبر هذا الاعتداء الرابع خلال خمسة ايام في باكستان، علماً ان الاول نفذ في وادي سوات شمال غرب الجمعة الماضي، وأسفر عن سقوط 44 قتيلاً في جنازة شرطي كان قتل قبل بضع ساعات، لدى تفجير قنبلة جرى التحكم بها من بعد اثناء مرور سيارة استقلها الى جانب اثنين من زملائه. وفي اليوم التالي، فجر انتحاري سيارة مفخخة في اقليم باجور القبلي المجاور، ما ادى الى مقتل شخصين، ثم فجر انتحاري قنبلة الاحد الماضي وسط مجلس قبلي، ما اسفر عن سقوط 43 شخصاً. وتشهد باكستان منذ اقتحام الجيش"المسجد الاحمر"في اسلام آباد في 12 تموز يوليو 2007 موجة لا سابق لها من الاعتداءات الدامية تبناها ناشطون اسلاميون مقربون من تنظيم"القاعدة"وحركة"طالبان"الافغانية او نسبت اليهم، واستهدف بعضها الجيش، علماً ان"طالبان باكستان"وزعيم"القاعدة"اسامة بن لادن اعلنا الصيف الماضي"الجهاد"ضد الرئيس مشرف وجيشه. في غضون ذلك، حمّل اعتزاز أحسن رئيس اتحاد المحامين في المحكمة العليا الرئيس برويز مشرف مسؤولية التفجيرات. وقال أمام حشد لمحامين إن المسيرة التي خططوا لتنظيمها في التاسع من الشهر الجاري لم تلغ،َ بل ارجئت لمنح البرلمان الجديد فرصة لإعادة القضاة الذين عزلهم مشرف بعد فرضه حال الطوارئ لمدة شهر ونصف الشهر في نهاية العام الماضي. على صعيد آخر، اجرى رئيس هيئة اركان الجيش الاميركي الاميرال مايكل مولن محادثات مع الرئيس مشرف ورئيس هيئة اركان الجيش الباكستاني الجنرال اشفق كياني، في اليوم الثاني لزيارته الى إسلام آباد التي تعتبر حليفة مهمة لواشنطن في"الحرب على الارهاب". وقالت اليزابيث كولتو، الناطقة باسم السفارة الاميركية في اسلام آباد، ان مولن يزور باكستان"لمواصلة تطوير العلاقات العسكرية ومناقشة سلسلة قضايا ثنائية ذات اهتمام مشترك"، مشيرة الى ان محادثاته تستكمل تلك التي اجراها خلال زيارته الاخيرة الى باكستان مطلع شباط فبراير الماضي. وأفادت وسائل اعلام بأن مشرف ومولن بحثا في وضع الامن الاقليمي والاجراءات التي تتخذ في هذا المجال، والدور الذي يضطلع به البلدان في"الحرب ضد الارهاب"، وأكدت ان مولن"ابدى تقديره لتضحيات الجيش الباكستاني في هذا المجال".