قتل عشرون شخصاً على الاقل في هجومين انتحاريين استهدفا قوات الامن الباكستانية في مدينة روالبندي المجاورة للعاصمة اسلام آباد، وتزامنا مع استمرار فرض حال الطوارئ منذ الثالث من الشهر الجاري. وأوضح مسؤولون ان 19 شخصاً على الاقل سقطوا في انفجار استهدف باصاً لنقل عناصر امن قرب مبنى خاص بأحد اجهزة الاستخبارات، وآخر في اعتداء ضد مركز تفتيش عسكري في مقر لقيادة الجيش. وأكد الناطق باسم الجيش الجنرال وحيد ارشاد ان الهجومين نفذا باستخدام سيارتين مفخختين، علماً ان روالبندي تعتبر المدينة الاكثر حماية في باكستان، وتضم منزل الرئيس برويز مشرف ومقر قيادة اركان الجيش. وفيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجيرين، اشار الناطق باسم وزارة الداخلية الباكستانية العميد جاويد تشيما إلى إمكان وجود صلةپللتفجيرات بما يجري في مناطق القبائل وإقليم سوات حيث يخوض الجيش مواجهات مسلحة مع رجال القبائل الموالين لحركة"طالبان"الافغانية وتنظيم"القاعدة"، مضيفاً أن"بصمات مقاتلي القبائل بارزة في الهجومين". وكان الجيش الباكستاني طوّق مكان التفجيرين، وفرض رقابة شديدة على كل الصور الخاصة بموقعي الاعتداءين. كما منع التلفزيون الرسمي من بث أي صور، واكتفى ببث صور لانتشار الجيش في المنطقة وحركة السير على الطريق العام القريب من مكان الانفجارين. يذكر ان الرئيس الباكستاني برر فرض"الطوارئ"بتصاعد هجمات الاسلاميين في انحاء البلاد في شكل غير مسبوق هذه السنة، وتقدم المقاتلين الاسلاميين المقربين من حركة"طالبان"الافغانية وتنظيم"القاعدة"في مناطق القبائل شمال غربي باكستان المحاذية للحدود مع افغانستان. ووقع 25 هجوماً انتحارياً في باكستان منذ ان اقتحم الجيش"المسجد الاحمر"في اسلام آباد في تموز يوليو الماضي. وسقط نحو 800 قتيل منذ ذلك الوقت في أعمال عنف ارتبطت بمتشددين. وأسفر هجومان انتحاريان مزدوجان في روالبندي في أيلول سبتمبر الماضي عن سقوط 25 قتيلاً وجرح 70 بينهم كثيرون على متن حافلة تابعة للاستخبارات. وقتل هجوم انتحاري آخر 15 جندياً قرب العاصمة في الشهر ذاته. وفي نهاية تشرين الاول اكتوبر الماضي، فجّر مهاجم انتحاري نفسه قرب مقر الرئيس الباكستاني برويز مشرف العسكري في روالبندي، ما أسفر عن سقوط سبعة قتلى. وعلى رغم احتجاجات المعارضة والعواصم الغربية ضد"الطوارئ"، اعلن مشرف الذي استولى على السلطة في انقلاب ابيض قبل ثماني سنوات انه يعتزم إبقاء"الطوارئ"خلال الانتخابات الاشتراعية المقررة في الثامن من كانون الثاني يناير المقبل ل"ضمان بيئة آمنة للعملية الانتخابية". على صعيد آخر، اعلنت السلطات مقتل 50 شخصاً على الاقل في معارك بين السنة والشيعة في مناطق اقليم باراشينار القبلي شمال غربي أول من أمس، علماً ان 112 شخصاً قتلوا في مواجهات مماثلة اندلعت في المنطقة ذاتها الاسبوع الماضي. وشهد اقليم باراشينار ذو الغالبية الشيعية معارك طائفية عنيفة في نيسان ابريل الماضين اسفرت عن مقتل 55 شخصاً.