تواصل مسلسل التفجيرات الانتحارية الدموية في الباكستان، إذ قتل 55 شخصا على الأقل أمس، وجرح 45 آخرون في هجوم انتحاري، كان يستهدف مقر قيادة أركان الجيش الباكستاني، قرب فندقي شاليمار وإنتركونتيننتال في شارع مول، في العاصمة العسكرية روالبندي، التي تبعد 35 كيلومترا عن العاصمة السياسية إسلام أباد. وأفاد إسلام تارين -المسؤول في الشرطة في روالبندي- أن «انتحاريا يستقل دراجة نارية فجر نفسه قرب أشخاص كانوا يصطفون في انتظار تلقي رواتبهم، موضحا أنه تم العثور على بقايا سترة مفخخة وأشلاء من جثة الانتحاري». بينما صرحت مصادر أمنية باكستانية ل «عكاظ» أن التفجير وقع نتيجة تفجير سيارة مفخخة كانت في طريقها إلى مقر قيادة الجيش، الذي يبعد 450 مترا فقط عن فندق شاليمار وبنك الدولة. وأفادت أحدث حصيلة عن مقتل 55 شخصا وجرح 45 آخرين -حسب مصادر الشرطة-. وقالت المصادر «إن عشرات الأشخاص ما زالوا محاصرين تحت الأنقاض، حيث يتوقع ازدياد القتلى». واستنكر الرئيس الباكستاني آصف زرداري ورئيس الوزراء يوسف جيلاني التفجير، ووصفاه بأنه عملية إرهابية دنيئة، مؤكدين أن الحكومة ستستمر في ضرب حركة طالبان بلا هوادة. وأشارت المصادر إلى أن عملية التفجير قد تكون وراءها حركة طالبان التي هددت بضرب المواقع الأمنية والعسكرية. وأشارت المصادر إلى أنه قد يكون من بين القتلى قيادات في الجيش، غير أن مصادر عسكرية لم تؤكد ذلك. من جهة أخرى، أفاد مصدر في الشرطة أن انتحاريين فجرا نفسيهما أمس عند حاجز للشرطة في لاهور، ما أدى إلى إصابة 15 شخصا، ووقع الهجوم عند جسر بابو سابو على مدخل المدينة الواقعة شرقي باكستان، المؤدي أيضا إلى إسلام آباد وبيشاور. وقال قائد شرطة المدينة برويز راتور للصحافيين، «توقفت سيارة عند حاجز، وعندئذ فجرها الانتحاريان اللذان كانا يستقلانها». وتعرضت روالبندي ولاهور لهجمات استهدفت الجيش بشكل خاص، وكان 134 شخصا قتلوا إثر انفجار سيارة مفخخة في سوق في بيشاور. على صعيد آخر، أعلنت الأممالمتحدة أمس، عن سحب موظفيها الأجانب من بيشاور بسبب تدهور الوضع الأمني.