استهدف هجوم انتحاري مقر الشرطة الرئيس في إسلام آباد امس، ما أسفر عن سقوط سبعة جرحى، فيما قتل عشرة أشخاص بانفجار عبوة مزروعة على حافة طريق شمال غربي البلاد أمس، ما يشير الى تصاعد هجمات المتشددين الذين استهدفت طائرات لسلاح الجو الباكستاني معاقلهم في وادي سوات شمال غربي، ما أسفر عن سقوط 20 قتيلاً على الأقل. ووقعت تلك الأحداث في وقت كان كبار المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين يجيبون في شكل غير معهود في باكستان، على أسئلة النواب وأعضاء الحكومة المجتمعين في البرلمان حول مكافحة أنصار"طالبان"و"القاعدة"الذين يشنون هجمات من مخابئهم في المنطقة المحاذية لأفغانستان. وفي إسلام آباد، أصيب سبعة أشخاص بجروح حين فجر انتحاري سيارته المفخخة خارج مقر قوة مكافحة الإرهاب. وأدى الانفجار الى تدمير واجهة المبنى. وأوضح الضابط إحسان خان أن"فريق كومندوس من الشرطة غادر المبنى قبل الانفجار بلحظات ما أثار غموضاً في المعلومات حول حصيلة الضحايا، لكننا تحققنا من مكان وجودهم جميعاً ولدينا سبع إصابات". وقال قائد شرطة إسلام آباد أصغر قردزي للصحافيين ان الشرطة تحقق لمعرفة ما اذا كان الانتحاري تمكن من دخول المجمع الخاضع لإجراءات حراسة مشددة في حجة تسليم حلويات الى شرطيين. وأضاف:"دخلت سيارة خضراء وتوقفت امام مبنى قوة مكافحة الإرهاب وخرج منها السائق وقدم سلتين من الحلويات الى العناصر الجالسين عند مكتب الاستقبال. وتلى ذلك انفجار كبير". وأفاد انه عثر في موقع الانفجار على أشلاء قد تكون للانتحاري. وتسلقت فرق الإنقاذ تلة كبيرة من الركام بحثاً عن ناجين عالقين تحت الأنقاض، وتسبب الانفجار بأضرار داخل المبنى حيث أدى الى انهيار أدراج وترك فجوة كبيرة. ووقع هذا التفجير بعد ثلاثة أسابيع على عملية انتحارية بواسطة شاحنة مفخخة دمرت فندق"ماريوت"في إسلام آباد وكانت من أعنف الهجمات الإرهابية في تاريخ باكستان وأسفرت عن سقوط ستين قتيلاً. كما حصلت العملية على رغم انتشار أمني مكثف في إسلام آباد لحماية النواب في اليوم الثاني من الدورة المغلقة التي يعرض فيها القادة الأمنيون استراتيجيتهم لمكافحة المتشددين. وبعد قليل على عملية إسلام آباد، استهدف انفجار قنبلة بجهاز تحكم بها عن بعد، شاحنة صغيرة تابعة لسجن الشرطة وحافلة مدرسية في إقليم دير الأعلى شمال غربي باكستان، بحسب الشرطة ومسؤول حكومي. وأكدت المصادر مقتل ثلاثة تلامذة وأربعة شرطيين وثلاثة سجناء في التفجير. وأوضح النائب المحلي صاحب زاده طريق الله:"كانت الشاحنة تنقل معتقلين الى السجن بعد محاكمتهم حين انفجرت القنبلة التي تم التحكم بها عن بعد". ووقع حادث التفجير قرب وادي سوات حيث يقاتل الجيش منذ سنة ناشطي"طالبان"بعدما كانت هذه المنطقة السياحية تعرف في الماضي ب"سويسراباكستان". وأفاد مسؤولون ان مروحيات وطائرات قتالية باكستانية دمرت الخميس، مواقع للمتمردين في وادي سوات وألحقت بهم"خسائر فادحة"، مشيرة في الوقت نفسه إلى مقتل خمسة مدنيين في تبادل إطلاق نار بين الجيش والناشطين في هذه المنطقة. وأوضح مسؤول في أجهزة الأمن الباكستانية ان الضربات الجوية التي شنها الجيش الباكستاني ألحقت خسائر فادحة في صفوف المقاتلين المتمردين في شمال غربي البلاد. وقدر خسائر المتمردين بحوالى 20 قتيلاً امس وحده. واستهدفت الضربات الجوية مواقع لمقاتلين اسلاميين في بيوشار وهي بلدة في وادي سوات الذي يشهد معارك وعمليات قصف كثيفة منذ أشهر، أسفرت عن سقوط 1300 قتيل بين المتشددين. وقال المسؤول في الأجهزة الأمنية ان"مروحيات وطائرات قتالية استهدفت مواقع للمتمردين في بيوشار ملحقة بهم خسائر فادحة. لكن لا تتوافر حصيلة على الفور". وأوضح المصدر أن"الهجوم الجوي أتى كلياً على المنشآت المستهدفة". وفي حادث منفصل أعلن مسؤول أمني آخر ان خمسة مدنيين بينهم نساء وأطفال قتلوا جراء قذيفة دمرت منزلهم في بلدة متا في الوادي ذاته، خلال المعارك بين المتمردين والجيش.