بعد يوم على إعلان إسرائيل انتهاء عملية "الشتاء الساخن" في قطاع غزة، هدد وزير دفاعها إيهود باراك الفلسطينيين برد عسكري شديد في حال استأنفوا استهداف مدينتي سديروت وعسقلان بالقذائف الصاروخية. وقال خلال جولة له في شمال إسرائيل أمس إن العملية البرية الأخيرة التي نفذها الجيش الإسرائيلي وحملت اسم"الشتاء الساخن"لم تكن عملية لمرة واحدة"إنما واحدة من سلسلة طويلة من العمليات الهدف منها إعادة الهدوء إلى البلدات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع وإلى سديروت وأشكلون". وأضاف:"نحن الآن في سياق امتحان في قطاع غزة، والعمليات العسكرية الإسرائيلية ستتواصل". واعتبر أن المسؤولية تقع على كاهل مطلقي القذائف الصاروخية وفي حال تواصل سقوط القذائف"فإننا سنواصل عملياتنا وبقوة أكبر". لكنه أضاف أنه عندما يتوقف قصف سديروت واشكلون عسقلان، فإن ذلك"سيمهد الطريق لواقع جديد آخر وجيرة حسنة". ونقلت وسائل الإعلام العبرية عن أوساط أمنية رفيعة تأكيدها أن الأنشطة العسكرية الهجومية في القطاع لم تبلغ منتهاها بعد وأن الأيام المقبلة ستشهد مزيداً منها مثل تنفيذ هجمات جوية على أهداف تابعة لحركة"حماس"وتصعيد مطاردة مطلقي القذائف الصاروخية و"تمشيط"حقول وبساتين ومبان وقصف مدفعي لأحياء ومنازل تطلق منها القذائف الصاروخية وتوغلات محددة في مناطق الإطلاق وإخلاء أو تهجير سكان فلسطينيين من مناطق القتال عبر منشورات توزع عليهم تحذرهم من رد فوري على إطلاق القذائف. إلى ذلك، أقرت هذه الأوساط بأن العملية البرية الأخيرة لم تزعزع مكانة"حماس"أو تمس شعبيتها في أوساط الفلسطينيين"بل بالعكس، تعززت مكانتها وشعبيتها في غزة والضفة الغربية على السواء". ونقلت"معاريف"عن أحد المسؤولين العسكريين أنه إزاء هذه الحقيقة يجب استئناف العمليات العسكرية ضد الحركة، مؤكداً أن"جولة القتال المقبلة ستستأنف قريباً". وشكك في احتمال التوصل إلى هدنة طويلة الأمد مع"حماس". من جهة أخرى، أفادت صحيفتا"معاريف"و"هآرتس"العبريتان أن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا اقترح على المسؤولين الإسرائيليين"صفقة شاملة"في شأن قطاع غزة تقضي ببدء حوار سريع مع مصر والسلطة الفلسطينية للتوصل إلى تسوية تقوم على وضع ترتيبات أمنية جديدة في محور فيلادلفي وإعادة فتح معبر رفح وإيجاد حل لقضية المعابر الحدودية مع إسرائيل. ويشمل الاقتراح محاولة التوصل إلى تهدئة مع"حماس"بوساطة مصرية. ونقلت"هآرتس"عن سولانا قوله للمسؤولين الإسرائيليين الذين التقاهم أول من أمس أنه يجب الدخول في حوار من أجل التوصل إلى حل سياسي حول مختلف القضايا المتعلقة بالقطاع،"لكن على نحو لا يشكل إنجازاً لحركة حماس". وأضاف أن المصريين معنيون ببذل جهود أكبر ويجب استغلال ذلك. وأضافت الصحيفة أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ردت على سولانا بالقول انه"لا يجوز لأوروبا أن تقوم بتحركات يمكن أن تفسر على أنها انتصار لحركة حماس، في رد على دعوات أوروبية لإسرائيل لفتح معابر غزة فوراً".