صعدت إسرائيل لهجتها ضد الفلسطينيين وتوعدتهم بمزيد من القصف الجوي والاغتيالات، وأصرت في الوقت نفسه على فك الارتباط بين عملياتها العسكرية وأي اتفاق تهدئة يتوصل اليه الفلسطينيون، معلنة انها تحتفظ لنفسها بحق التحرك عسكرياً في الاراضي الفلسطينية حسب الظروف وبمعزل عن اي اعلان تهدئة فلسطيني. في موازاة ذلك، تعالت أصوات تدعو الى احتلال محور فيلادلفي الحدودي مع مصر لوقف تهريب الاسلحة، وسط مخاوف من استهداف اشكلون عسقلان بالصواريخ. راجع ص 2 وأعلن ناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان الطيران الاسرائيلي شن مساء امس غارة على قطاع غزة ضد موقع لحركة"حماس"بعد ساعات على مقتل اسرائيلي بصاروخ اطلق من هذه المنطقة. واضاف الناطق ان الغارة وقعت قرب دير البلح وسط قطاع غزة، من دون توضيح ما إذا أوقعت ضحايا. وعقب مقتل الاسرائيلي، أفادت الإذاعة العبرية ان الحكومة المصغرة للشؤون الأمنية ستلتئم الأربعاء للبحث في سبل وقف قذائف"القسام". وكان رئيس الوزراء ايهود اولمرت صرح في مستهل اجتماع الحكومة أن أحداً"من الضالعين في الإرهاب"لا يتمتع بحصانة، مضيفاً:"لسنا محكومين بأي جدول زمني في هذه العمليات... ولن نقبل بأي جدول يُملى علينا من الخارج". وقال لوزرائه انه حتى في حال توصل الفصائل الفلسطينية إلى اتفاق لوقف النار"ينبغي على إسرائيل أن تكون مستعدة لمواجهة طويلة الأمد غير متعلقة بتفاهمات فلسطينية داخلية، وأن تتحرك عسكرياً وفقاً للظروف". في هذا السياق ايضا، قالت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني إنه ينبغي على إسرائيل أن تبقي في يدها خيار النشاط العسكري في القطاع والضفة حتى في حال التهدئة، وأن تطالب بموازاة ذلك بتغيير الوضع في محور فيلادلفي. وقال رئيس جهاز الأمن العام شاباك يوفال ديسكين في تقريره للحكومة انه ينبغي على إسرائيل"مواصلة جباية الثمن يومياً ورفض أي اقتراح بالتهدئة في الضفة". لكنه أضاف ان مزيداً من الخسائر في"حماس"سيدفع الحركة إلى توجيه قذائفها الصاروخية نحو عسقلان. وأبدى المستويان السياسي والعسكري في اسرائيل امس مواقف اكثر تشددا من المعتاد، فبالاضافة الى تمسك المسؤولين الامنيين بمعادلة"هدوء مقابل هدوء"في غزة بمعنى رفض وقف العمليات الاسرائيلية في الضفة الغربية مقابل وقف الصواريخ المنطلقة من غزة، بدا الوزراء اكثر تصميما على مواصلة العمليات العسكرية، مستندين الى غياب ضغط دولي، وتقديرات بأن الوضع لا يحتمل السماح لحركة"حماس"باستعادة قدراتها عبر التهدئة، وتقديرات اخرى بأن اندلاع الاقتتال بين حركتي"فتح"و"حماس"وشيك. وكتبت صحيفة معاريف"في موقعها على الانترنت امس أن عددا من وزراء الحكومة المصغرة يطالب برد"أكثر تشدداً وضراوة"على إطلاق الصواريخ، مشيرة الى ان الوزيرين ايلي يشاي وافيغدور ليبرمان طالبا بإعادة احتلال"محور فيلادلفي"لوقف تهريب السلاح من سيناء إلى القطاع، كما دعا يشاي إلى تدمير قرية فلسطينية في مقابل كل قذيفة تضرب بلدة اسرائيلية. كما نقلت الصحيفة عن وزير الأمن الداخلي آفي ديختر قوله إنه يجب تحويل بيت حانون إلى مدينة أشباح لأنه لا يجوز أن تنعم هذه البلدة أو بيت لاهيا بالهدوء فيما يغادر سكان سديروت بلدتهم. وحذر ديختر، واضع سياسة"القتل المستهدف"، من أن عدم نجاح إسرائيل"في ايجاد ردع جدي"سيشجع الفلسطينيين على قصف مدينة أشكلون عسقلان.