سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هنغبي أكد انها "لن تستثني أصحاب البدلات" ووزراء يتبارون في توعد الفلسطينيين . اسرائيل تلمح إلى اغتيال قياديين من "حماس" وغيرها متذرعة بإطلاق صواريخ "القسام" عليها من غزة
تبث تصريحات متواترة لمسؤولين اسرائيليين كبار وعناوين الصحف الاسرائيلية، في اليومين الأخيرين الانطباع بأن جيش الاحتلال يتجه نحو تصعيد عدوانه على قطاع غزة واغتيال شخصية سياسية من حركة المقاومة الاسلامية حماس أو أخرى قيادية من منظمة أخرى على نحو يشفي غليل الرأي العام المجند إعلامياً للثأر من تواصل سقوط قذائف"القسام"على بلدة سديروت جنوب اسرائيل التي أعلنت بلديتها الاضراب الاحتجاجي أمس. وتصدر التحذير الذي أطلقه وزير الدفاع عمير بيرتس للفلسطينيين أول من امس بأن اسرائيل لن تواصل سياسة"ضبط النفس"اذا استمر سقوط"القسام"عنوان كبرى الصحف العبرية"يديعوت احرونوت"، وجاء فيه:"بدأ العد التنازلي... تغيير أمني دراماتيكي في غضون عشرات الساعات"، مضيفة ان"بيرتس التقى، لهذا الغرض قائد الجيش الجنرال دان حالوتس ورئيس قسم العمليات. وأضافت الصحيفة ان العملية العسكرية تبدو وشيكة"لإعادة الهدوء الى سديروت"معتبرة التحذير الذي أطلقه وزير الدفاع"الأخير"وأن الجيش يتحين اللحظة المناسبة. وكانت مصادر في لجنة الخارجية والأمن البرلمانية أشارت الى أن الانتقادات الشديدة التي وجهها أعضاء اللجنة الى بيرتس حشرت الأخير في الزاوية ودفعت به الى تصعيد نبرة تهديداته للفلسطينيين، فيما اشارت أوساط صحافية الى ان بيرتس سيجد نفسه مضطراً"لفعل شيء"ليرد عنه الاتهامات بأنه لا يفقه في الشؤون العسكرية. وأكد رئيس اللجنة القطب في"كديما"تساحي هنغبي في حديث الى الاذاعة الاسرائيلية أمس انه بعد"الانذار الأخير"الذي وجهه بيرتس للفلسطينيين"سيعطى الضوء الأخضر لعملية عسكرية متشددة ضد مطلقي القسام ومختلف المستويات بغض النظر عن هوية المنظمة الفلسطينية أو التراتبية داخلها"، وأضاف متبجحاً ان اسرائيل لن تستثني أصحاب البدلات أو من يعتبرون سياسيين أو متحدثين لبقين"لأننا ننظر الى حكومة السلطة الفلسطينية باعتبارها مسؤولة عن الوضع". وزاد ان اسرائيل"التي تعرف ان تضبط نفسها تتحرر من كل ما يمكن ان يعيق نشاطها في حال رأت ان لا مناص من الرد". وكرر أن الجيش سيعرف كيف يقدم"الرد المناسب"على مواصلة قصف سديروت بالقذائف وقال:"للجيش وسائله وطرقه لجباية الثمن المناسب من الجانب الثاني... لدينا القوة وسنلجأ اليها في حال التصعيد". وتبارى وزراء في الحكومة في اطلاق الوعيد للفلسطينيين رداً على"الوضع الذي لا يطاق في سديروت"كما قال الوزير جدعون عزرا، مضيفاً أنه لا يستبعد أن تبادر اسرائيل الى عملية عسكرية"سواء محدودة أو واسعة". وحيال تضخيم"ضائقة سكان سديروت"، في عناوين وسائل الاعلام كلها، تعرض النائب الأول لرئيس الحكومة شمعون بيريز الى سيل من الانتقادات اللاذعة من أقطاب اليمين ومعلقين صحافيين على استخفافه بما يحصل في"سديروت"وتهكمه من"الهستيريا التي تتملك الاسرائيليين من قذائف بدائية. وأعلن رئيس بلدية سديروت ايلي مويال ان بيريز"شخصية غير مرغوب بها"في بلدته، فيما اعتبر النائب اليميني المتطرف افيغدور ليبرمان تصريح بيريز"غبياً وبائساً"وقال ان اسرائيل فقدت قدراتها الردعية تماماً. ورفض بيريز الاعتذار، وقال للاذاعة العبرية انه عنى في تصريحاته"الهستيريا التي تبثها وسائل الاعلام الاسرائيلية"وأنه لم يقصد سكان سديروت. وأضاف انه يؤيد القيام بأي شيء ممكن لوقف سقوط القذائف لكن يجب ألا نثير الانطباع في العالم العربي بأن اسرائيل مفزوعة وتعيش في حالة هستيرية. واختارت صحيفة"معاريف"ان يتصدر تهكم بيريز عنوانها الرئيس أمس، وساهمت كما تفعل منذ أيام بإذكاء مشاعر الاسرائيليين ضد عجوز السياسة الاسرائيلية"الذي لا يبدي أي انفعال"حيال ما يتعرض له سكان سديروت. من جهته، قال رئيس الحكومة السابق ايهود باراك أمس ان"لا حل عسكرياً مطلقاً لمشكلة القسام"وأضاف للاذاعة الرسمية ان الجيش الاسرائيلي"حقق انجازات في حربه ضد الاعتداءات الصاروخية بيد انه يمكن القيام بمزيد من العمل في هذا السياق".