شهدت عاصمة التيبت لاسا اضطرابات جديدة نتجت من محاولة الشرطة الصينية تنفيذ اجراءات امن، ما كشف استمرار التوتر في المدينة، بعد اسابيع من اندلاع اعمال عنف دامية مناهضة للحكومة. وأفادت رسالة وزعتها الشرطة عبر هواتف محمولة على سكان التيبت بأن عمليات فحص امني اجريت اول من أمس. وقالت بحسب"راديو آسيا الحرة"والحملة الدولية من اجل التيبت:"من فضلكم اطيعوا القانون وتقيدوا باللوائح. لا تطلقوا الإشاعات ولا تصدقوها ولا تبثوها". وأضافت:"حاربوا بقوة اي اطلاق او اي نشر للإشاعات التي تزعج الناس او تخيفهم، او تسبب اضطراباً اجتماعياً او سلوكاً اجرامياً غير قانوني يمكن ان يضر بالاستقرار". لكن لم يتضح اذا كانت الإجراءات رداً على احتجاج ام أنها أثارت ذعر المواطنين الذين قال شهود"هرولوا في كل اتجاه". وكشفت حكومة التيبت في المنفى ان"آلاف الاشخاص تظاهروا امام معبدي راموش وغوغانغ"، وأعلن شخص يشكل احد مصادر مركز التيبت لحقوق الانسان والديموقراطية ويملك اتصالات ب"لاسا":" فرضت الشرطة الصينية طوقاً امنياً بعد بدء التظاهرات". وجاءت التوترات الجديدة في وقت تستعد الصين لاستقبال الشعلة الاولمبية في العاصمة بكين اليوم، تمهيداً لبدء رحلة حول العالم تشمل 19 دولة تليها جولة حول الصين تستمر ثلاثة اشهر، تأمل الحكومة بأن تجسد الوحدة الوطنية قبل الدورة الاولمبية المقررة من 8 الى 24 آب اغسطس المقبل. وعززت بكين إجراءات الأمن في ساحة تيان انمين حيث ستستقبل الشعلة، علماً انها مغلقة في الاصل، بعدما شهدت عام 1989 تظاهرات تطالب بالديموقراطية سحقتها الحكومة. وكان عشرات من المدافعين عن حقوق الانسان والمؤيدين لقضية التيبت او اعضاء في حركة فالونغونغ المحظورة في الصين تظاهروا قرب الاكروبول في الوسط القديم للعاصمة اليونانية، حيث وضعت الشعلة تمهيداً لنقلها الى بكين، للاحتجاج على حملة القمع الصينية في التيبت وتنظيم بكين الالعاب الاولمبية. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها"تقاسموا الحلم وحرروا التيبت". وعشية استقبال الشعلة، كرر رئيس الوزراء الصيني وين جياباو في لاوس أن اعمال العنف في لاسا كانت"اجرامية"، وقال:"لقد اضرت بمصالح شعب التيبت نفسه"، آملاً بأن تستطيع الحكومات في كل مكان ووسائل الاعلام تناول المسألة وتقويمها بموضوعية وعدل، مشدداً على قدرة الحكومة الصينية على حل المسألة". هدوء في اقاليم مجاورة للتيبت وفي اقاليم جنوب غربي الصين حيث انتشرت الاحتجاجات الاخيرة في ظل وجود عدد كبير من السكان ذوي اصول تيبتية، أفادت تقارير بأن الهدوء ساد مجدداً،"لكن وجوداً كثيفاً للشرطة وانقساماً شديداً بين التيبتيين والصينيين من اتنية الهان ما زال قائماً". وتحولت تظاهرة في تشووني في إقليم غانسو الى أعمال شغب، بعدما حطم محتجون نوافذ متاجر ومركز للشرطة. وقال أحد الرهبان"نظمت احتجاجات قبل اسبوعين لأن الشعب التيبتي غير راضٍ عن الطريقة التي تسير بها الامور، في ظل عدم حصولهم على موارد من عائدات السياحة وعدم تواصل الحكومة معهم". وأضاف:"يأتي مزيد من الاموال من السياحة ولا نحصل على أي منها، لذا يزداد الفارق بين التيبتيين والهان". وصرح راهب آخر بأنه لا يصدق اتهام بكين، الزعيم الروحي للتيبت الدالاي لاما بالوقوف خلف الاضطرابات،"لأن ذلك يعارض مبادئه". وتحدث السكان عن شعور الشبان بالاحباط بسبب نقص التعليم وفرص العمل في المنطقة التي بلغت درجة الفقر فيها حد عمل السكان في حقولهم بمحارث خشبية تجرها حمير. وقالت امرأة من التيبت ذكرت أن اسمها كيلي"العلاقات مع الهان لم تكن سيئة، لكن بعض شبان التيبت الذين يجهلون القراءة والكتابة لا يعثرون على فرص عمل ويكرهون أن يروا آخرين يحققون مكاسب"، وأضافت:"أعتقد أن ذلك يشكل سبب تحول الاحتجاجات السلمية الى العنف". وتابعت:"الدالاي موجود في الخارج وليس هنا، لذا لا أرى كيف يمكن أن يتحمل مسؤولية اعمال الشغب" احتجاجات كاتماندو وفي نيبال، اوقفت الشرطة اكثر من مئة متظاهر مؤيدين للتيبت قرب مكتب للسفارة الصينية في كاتماندو، بعدما حاولت تفريقهم باستخدام عصي، ما ادى الى جرح بعضهم. وقال قائد الشرطة سورندرا راي:"اعتقلنا 113 متظاهراً تيبتياً، وعالجنا المصابين"، فيما اعلن راهب بوذي رفع علم الحكومة التيبتية في المنفى قبل ان تعتقله الشرطة:"نريد ان تسمح الإدارة الصينية للصحافيين بالدخول الى التيبت وان تتوقف اعمال العنف ضد التيبتيين". وتؤوي نيبال التي تعترف بسيادة الصين على التيبت جالية تيبتية تضم نحو عشرين الف شخص.