أسف البيت الابيض أمس، لوقوع اعمال عنف في عاصمة التيبت لاسا، حيث اشارت مصادر طبية صينية الى مقتل شخصين على الاقل وجرح 12 آخرين، ودعا الصين الى"احترام ثقافة التيبت". وطالب الناطق باسم البيت الابيض غوردون غوندرو الصين باحترام ثقافة التيبت والطابع المتعدد"لاتنيات مجتمعها"، وأضاف:"كرر الرئيس جورج بوش دائماً دعوة بكين إلى التحاور مع الدالاي لاما". ونقلت السفارة الأميركية في بكين عن رعاياها ان اطلاق نار سمع في لاسا بعد تنفيذ تظاهرة جديدة في ساحة كبيرة قرب جوكانغ،"قبل ان يسود الهدوء"، فيما افاد سياح اجانب بأن"قوات الامن الصينية اغلقت المدينة، وطلبت منهم البقاء في الفنادق بسبب الاضطرابات في وسط المدينة". ولفت سائح فرنسي إلى ان كل الاديرة مغلقة منذ ثلاثة ايام. في غضون ذلك، اعلنت السلطات الصينية ان حرائق"متعمدة"اندلعت في سوق باكور في المدينة القديمة ب"لاسا"التي تحيط بدير جوكانغ الشهير وهو موقع تاريخي معروف. وأفاد شهود بأن النيران اندلعت في عدد من المخازن، فيما اشارت كايت سوندرز مسؤولة منظمة"الحملة الدولية من اجل التيبت"التي تدافع عن حقوق التيبتيين وتتخذ من لندن مقراً لها الى ان سيارة تابعة للشرطة احرقت قرب دير راموش حيث اعتقل بعض الرهبان، و"علمنا ان السلطات تضع قيوداً على انتقال السكان". وأعلنت سوندرز ان راهبين بوذيين اثنين حاولا الانتحار، و"هما في حال حرجة حالياً"، وكشفت تنفيذ رهبان في دير سيرا في لاسا اضراباً عن الطعام. وشهدت منطقة غانسو المجاورة شمال غرب حيث تقيم اقلية تيبتية تنظيم تظاهرة اخرى. وصرح مصور بأن حوالى 200 شخص يتقدمهم رهبان بوذيون تظاهروا فيها، قبل ان تمنع قوات الامن تقدمهم في اتجاه مكتب الامن العام في الاقليم، وترغم الرهبان على العودة الى ديرهم من دون استخدام العنف. ويتظاهر منذ الاثنين رهبان بوذيون في التيبت والمناطق المجاورة حيث تقيم اقليات تيبتية في مناسبة الذكرى التاسعة والاربعين لانتفاضة لاسا التي ادت الى رحيل الزعيم الروحي للبوذيين التيبتيين الدالاي لاما الى المنفى في الهند. جاء ذلك عشية مصادقة البرلمان الصيني على ولاية جديدة للرئيس هو جينتاو الذي رأس التيبت عام 1989، حين حصلت تظاهرات كبرى، علماً ان بكين اتهمت اول من امس الدالاي لاما بتنظيم التظاهرات. ودعا الدالاي لاما، الحائز جائزة نوبل للسلام، السلطات الصينية الى التخلي عن استخدام العنف. وقال ان" الاحتجاجات تعبر عن استياء سكان التيبت العميق من النظام الحالي الذي يجب ان يعالجه المسؤولون الصينيون عبر الحوار". وتحول حكم الصين للاقليم البوذي النائي محور انتقادات قبل تنظيمها دورة الالعاب الاولمبية في آب اغسطس المقبل، ونظمت ومسيرات عالمية هذا الاسبوع في مناسبة الذكرى السنوية التاسعة والاربعين للانتفاضة الفاشلة ضد الحكم الشيوعي التي امتدت الى اقليم التيبت نفسه.