دفعت بكين بحشود ضخمة من عناصر الجيش الى التيبت حيث أكدت انها تخوض "معركة حتى الموت"، معلنة استسلام عشرات من المشاركين في انتفاضة لاسا عاصمة الإقليم، فيما تحدثت جماعات قريبة الى التيبتيين عن اعتقال مئات. ودعا الزعيم الروحي للتيبت الدالاي لاما"المسؤولين في العالم اجمع"الى المساعدة على حل الخلاف مع بكين بالحوار، وحضها على"ضبط النفس"، فيما قال جانغ كينغلي، سكرتير الحزب الشيوعي في التيبت:"نخوض قتالاً شرساً بالدم والنار مع جماعة الدالاي لاما... انها معركة حتى الموت". راجع ص 10 وأصدر الدالاي لاما المقيم في منفاه في الهند بياناً أكد فيه التزامه"متابعة الحوار من اجل التوصل الى حل لمصلحة طرفي النزاع في التيبت". وأضاف:"اطلب دعم المجتمع الدولي لجهودنا من اجل حل مشاكل التيبت عبر الحوار، وأحضه على دعوة القيادة الصينية الى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، ومعاملة المعتقلين في شكل جيد". وأبدى رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون استعداده للقاء الدالاي لاما، أثناء زيارته المرتقبة للندن. وأشار براون الى انه تحدث أمس هاتفياً الى نظيره الصيني وين جياباو وأبلغه بوضوح ان"أعمال العنف ينبغي ان تنتهي"وحضه على الحوار. ووجه جانغ كينغلي انتقادات لاذعة الى الدالاي لاما، واصفاً اياه ب"ذئب يلف نفسه بثوب راهب"و"الوحش ذي الوجه البشري ولكن بقلب حيوان". ودعا المسؤولين الصينيين الى"عدم التراخي"مع المعارضين التيبتيين. في غضون ذلك، أفاد شهود بأن الصين نشرت اعداداً كبيرة من قوات الجيش في أقاليمها الغربية. وقال شاهد ان هذه التحركات كانت الأهم في إقليم سيشوان جنوب غربي البلاد، المتاخم للتيبت، فيما ذكر مراسل أجنبي في الإقليم انه شاهد عدداً كبيراً من الشاحنات العسكرية تقل جنوداً على امتداد الطرقات قرب الحدود الإدارية مع التيبت. وتحدثت جماعات موالية للتيبتيين أمس، عن اعتقال مئات من الأشخاص بعد الاضطرابات في التيبت والمناطق التي تعيش فيها أقليات تيبتية في الأيام القليلة الماضية. وأحصى نادي الصحافة الأجنبية في الصين ثلاثين واقعة تصدت فيها السلطات الصينية لصحافيين أجانب سعوا الى تغطية الأحداث، فيما مُنع صحافيون أمس من الوصول الى المناطق التيبتية في إقليم سيشوان. وشهدت الصين وبلدان أوروبية أمس، تظاهرات اتسم بعضها بالعنف، للتنديد ب"القمع"في التيبت. في غضون ذلك، أكد نائب رئيس اللجنة الصينية المكلفة تنظيم الألعاب الأولمبية جيانغ هسياويو انه لا يخشى مقاطعة الألعاب بسبب الأزمة التيبتية. ولاحظ ان"مجموعة صغيرة من الأشخاص والمنظمات فقط، تدعو الى المقاطعة، لكن غالبية الناس في العالم ستتخذ القرار الصائب وتشارك في الدورة الأولمبية وفي حفلة افتتاحها". وأكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ان بلاده لا تؤيد مقاطعة افتتاح الألعاب الأولمبية في بكين بسبب الوضع في التيبت، لكنه لم يستبعد ان تبحث دول الاتحاد الأوروبي ال27 في هذه المسألة.