أبدى مصدر مغربي مسؤول استغرابه إزاء ما وصفه ب "محاولات إقحام ملف الحدود بين المغرب والجزائر" في قضية الصحراء، معلّقاً بذلك على تصريحات صدرت السبت عن زعيم جبهة"بوليساريو"محمد عبدالعزيز اتهم فيها المغرب ب"التوسع على حساب جيرانه منذ الستينات"، في إشارة إلى"حرب الرمال"التي نشبت بين القوات المغربية والجزائرية في خريف 1963. وجاء كلام المسؤول المغربي بعدما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية عن زعيم"بوليساريو"انتقاده السبت ما سمّاه سياسة المغرب في مجال"التسلح المفرط"، وقال إن"سياسة المغرب الرامية إلى التزود بشتى أنواع الأسلحة الجوية والمدرعات والقذائف المختلفة واعادة نشر قواته العسكرية في الأراضي الصحراوية المحتلة تخفي نية في إلحاق الضرر تُذكّر بأهدافه التوسعية على حساب جيرانه منذ الستينات". ونسبت إليه وكالة"فرانس برس"أيضاً انتقاده الدول الكبرى التي لم تعترف ب"الجمهورية الصحراوية"التي أعلنتها"بوليساريو"عام 1976، وندد ب"هذه القوى العظمى التي اعترفت باستقلال كوسوفو ولم تعترف بالجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية". بيد أن المسؤول المغربي أكد ل"الحياة"في الرباط التزام بلاده معاهدة الصداقة وترسيم الحدود وحسن الجوار المبرمة بين المغرب والجزائر في عام 1969، خصوصاً أنه جرى تأكيد ذلك خلال القمة التي كانت جمعت الملك الراحل الحسن الثاني والرئيس الجزائري المستقيل الشاذلي بن جديد في منتجع ايفران الشتوي في المغرب في عام 1989. ورأى المسؤول المغربي أن لا شيء يبرر الكلام في موضوع منتهٍ"سوى تبادل الأدوار"بين الجزائر و"بوليساريو"على خلفية اقتناعات أصبحت سائدة لجهة اعتبار نزاع الصحراء ذا طابع إقليمي بين المغرب والجزائر. واستند في ذلك إلى كون قرار مجلس الأمن الرقم 1783 يحض المغرب و"بوليساريو"ودول الجوار على دعم المفاوضات للوصول الى حل وفاقي. إلى ذلك، نفى المصدر المغربي أن تكون القوات الملكية بصدد معاودة الانتشار في حدود الإقليم الصحراوي، وقال إن وجودها يرتبط بظروف الحرب، خصوصاً في ضوء دخول وقف النار حيّز التنفيذ منذ مطلع 1991، ولم تسجّل بعثة"المينورسو"في الصحراء أي خرق للاتفاق، باستثناء إقدام"بوليساريو"على تنظيم احتفالات في بلدة تيفاريتي في"المنطقة العازلة". وأشار الى أن المؤتمر الأخير لجبهة"بوليساريو"عرض العودة إلى حمل السلاح، مبدياً استغرابه"كيف أن من يدعو إلى استئناف القتال يتباكى على شيء لم يحدث". وقال المسؤول المغربي إن التعرف على من يتسابق نحو التسلح لا يحتاج الى عناء كبير، لكنه رفض الدخول في جدل حول هذه القضية"كون الجزائر بلداً ذا سيادة وله أن ينفق موارده حيثما يشاء". وسئل المسؤول المغربي عن دعوة زعيم"بوليساريو"محمد عبدالعزيز الدول الأعضاء في مجلس الأمن الى الاعتراف ب"الجمهورية الصحراوية"التي أعلنتها جبهته من طرف واحد، فأجاب بأن ذلك يناقض كل الكلام عن مبدأ تقرير المصير و"لو كان وارداً بالنسبة إلى بوليساريو الاحتكام الى إرادة الصحراويين لسارعت الجبهة إلى تعليق جمهوريتها الوهمية أولاً". وأشار إلى أن دولاً أفريقية وأخرى من بلدان أميركا الجنوبية علّقت الاعتراف ب"الجمهورية الصحراوية"، ما يُعتبر تطوراً لجهة فهم ملابسات قضية الصحراء. ورأى أن طريق المفاوضات أفضل السبل لإقرار حل سياسي نهائي يجنّب منطقة شمال افريقياً مخاطر البلقنة وعدم الاستقرار، مؤكداً عزم بلاده المشاركة بحسن نية في الجولة المقبلة من المفاوضات في مانهاست.