أعلنت جبهة "بوليساريو" انها مستعدة لاستئناف الحرب في حال فشل المفاوضات بينها وبين المغرب في إيجاد"حل سياسي يكفل حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير". وجاء تهديد الجبهة في ختام مؤتمرها الثاني عشر الذي اختتم أعماله صباح الجمعة في تيفاريتي في المنطقة العازلة خارج الجدار الأمني المغربي في الصحراء. وليس واضحاً هل سيؤثر التهديد في انعقاد الجولة الثالثة من المفاوضات المقررة بين المغرب والجبهة برعاية الأممالمتحدة في مانهاست نيويورك مطلع العام الجديد. ونقلت وكالة الأنباء الصحراوية الناطقة باسم"بوليساريو"أمس نص البيان الختامي الصادر عن مؤتمر تيفاريتي الذي انعقد تحت شعار"كفاح شامل لفرض السيادة والاستقلال الكامل"، وجاء فيه ان الصحراويين قلقون"إزاء عدم التزام الأممالمتحدة، بعد 16 سنة من وجودها في المنطقة، بتنظيم استفتاء تقرير المصير"، في إشارة الى عملية السلام التي ترعاها الأممالمتحدة منذ اعلان وقف النار في الصحراء عام 1991. وحيّا المؤتمر، في بيانه، الجزائر، حكومة وشعباً، بقيادة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة،"على دعمها السخي وموقفها الثابت... والمستمد من مبادئها المتشبثة بضرورة تصفية الاستعمار وتمكين الشعوب من حقها المقدس في تقرير مصيرها بنفسها". وأوضح ان النقاشات خلال جلسات المؤتمر عكست"اصراراً على انتزاع حقنا المشروع في الحرية والاستقلال". واتهم الحكومة المغربية بانتهاج"سياسة تعنت وهروب إلى الأمام، بدعم من بعض الأطراف الأجنبية"، في إشارة على ما يبدو الى الولاياتالمتحدة وفرنسا على وجه الخصوص، وهما بلدان رحبا بعرض الرباط منح الصحراويين حكماً ذاتياً موسعاً. وقال"إن المؤتمر، وهو يجدد رغبة الشعب الصحراوي الصادقة في تحقيق السلام، يعتبر أن المفاوضات ليست غاية في حد ذاتها، ولا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية". وأكد أن جبهة"بوليساريو"ستشارك في الجولة الثالثة من المفاوضات مع الحكومة المغربية، في مانهاست، في الفترة من 7 إلى 9 كانون الثاني يناير المقبل، و"حمّل الحكومة المغربية ما قد ينجر عن إفشالها من احتمالات، بما فيها استئناف الكفاح المسلح". وكان المؤتمر جدد لزعيمه محمد عبدالعزيز على رأس الجبهة و"الجمهورية الصحراوية"، وانتخب اعضاء الأمانة الوطنية. وأفادت وكالة الأنباء الصحراوية أن عبدالعزيز حصل على نسبة 85 في المئة من أصوات المؤتمرين 1403 أصوت، وهو يشغل هذا المنصب منذ المؤتمر الثالث للجبهة عام 1976 خلفاً لزعيم"بوليساريو"الولي مصطفى السيد الذي قُتل في نواكشوط في ذلك العام.