واصل مؤتمر جبهة "بوليساريو" أعماله في مدينة تيفاريتي في المنطقة العازلة خارج الجدار الأمني الذي بناه المغرب في الصحراء الغربية، ويُتوقع أن يكون بدأ بعد ظهر أمس عملية انتخاب الهيئات القيادية وحسم في السياسة التي ستسلكها الجبهة في المستقبل ازاء جهود حل النزاع الصحراوي. وقال محمد خداد، منسق"بوليساريو"مع بعثة"المينورسو"، في تصريح إلى وكالة الأنباء الجزائرية، إن أشغال المؤتمر ال12 للجبهة"تسير بطريقة عادية وعمليات التصويت لتجديد الهيئات المسيّرة للجبهة ربما تبدأ اليوم أمس". ونقل خداد عن زعيم"بوليساريو"محمد عبدالعزيز إعرابه الإثنين خلال جلسات نقاش وثيقتي"القانون الأساسي"للجبهة و"دستور الجمهورية الصحراوية"، عن أمله في"التداول على رأس الجبهة"و"أن يتم تحديد عدد العهدات على رأس الجبهة في عهدة واحدة غير قابلة للتجديد"، مشدداً على أن ذلك"ليس تهرباً من المسؤولية". في غضون ذلك، أفيد في الرباط أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرت بالاجماع"دعم المفاوضات حول الصحراء وتشجيع الطرفين على تحضير مناخ مواتٍ لحوار لإنجاحها". وأعلنت الجمعية العامة في قرار صدقت عليه أول من أمس في نيويورك، أنها تؤيد قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1754 الذي كان أهاب بالمغرب و"بوليساريو"الدخول في مفاوضات من دون شروط مسبقة وبحسن نية، مع أخذ التطورات الأخيرة في الاعتبار. وأعربت عن ارتياحها لاجتماع الطرفين في الصيف الماضي في مانهاست برعاية الأممالمتحدة، وحضتهما على"مواصلة ابداء الإرادة السياسية وروح التعاون". ورأت مصادر ديبلوماسية في قرار الجمعية العامة الذي يرتدي طابع التوصية، تطوراً لجهة تجاهل اختراقات سابقة كانت أوصلت ملف الصحراء إلى الجدار المغلق، ما يفسح في المجال أمام دعم جهود التسوية السلمية، انطلاقاً من آليات المفاوضات. وفيما واصل المجلس الاستشاري للشؤون الصحراوية اجتماعاته أمس في السمارة، العاصمة الروحية للصحراء، وزّع منشقون عن"بوليساريو"بيانات قالوا إنها تتضمن"نداء"من شباب وأبناء زعماء وشيوخ قبائل صحراوية كانوا اعتصموا في منطقة بالجيجات في ضواحي تيفاريتي يساندون فيه خطة"العودة إلى المغرب"وقبول الحكم الذاتي. وأعلن رئيس المجلس الاستشاري خلي هنا ولد الرشيد أن المغرب بصدد انهاء"اجراءات استقبال العائدين من مخيمات تندوف"، غير أنه لم يحدد أعداد العائدين أو الجهة التي ترعى ذلك، بخاصة أن هذه المهمة عهدت بها الأممالمتحدة إلى مفوضية اللاجئين ورهنتها ب"خيار طوعي"، كما رعت، في غضون ذلك، خطة معاودة"بناء الثقة"التي تشمل صحراويين ينتسبون إلى"بوليساريو"يزورون ذويهم في المحافظات الواقعة تحت نفوذ المغرب، وصحراويين موالين للمغرب يحيون صلة الرحم مع ذويهم في مخيمات تندوف. وتمحورت أعمال اليوم الثاني في اجتماع السمارة على البحث في الترتيبات التي تضمن ربط المدينة والاقليم بمدن في الشمال وأخرى في لاس بالماس وأوروبا عبر خطوط النقل الجوي. وقالت مصادر في المجلس ان حواراً مع مسؤولين حكوميين في مقدمهم وزير الداخلية شكيب بن موسى ووزير التجهيز عبدالكريم غلاب وكاتب الدولة في الخارجية أحمد اخريف ركزت على بحث هذه القضايا ذات الطابع الانمائي. غير أن تنظيماً غير حكومي أعلن عن"مسيرة سلمية"الى بلدة تيفاريتي التي توجد خارج الجدار الأمني، وقالت"جمعية الصحراء المغربية"ان المسيرة التي سيشارك فيها نشطاء يتحدرون من أصول صحراوية ستطلب الى السلطات المغربية السماح لها بعبور نقطة في الجدار الأمني للتوجه نحو بلدة تيفاريتي والإقامة فيها فترة من الوقت. على صعيد آخر، اختار الاتحاد الاشتراكي الذكرى ال32 لاغتيال الراحل عمر بن جلون، أحد أبرز قيادييه على يد تنظيم متطرف، مدخلاً لمعاودة بناء الحزب و"تقويم خياره السياسي". وأصدرت قيادته التي أصبحت جماعية منذ استقالة سكرتيره الأول وزير الدولة محمد اليازغي، بياناً أكدت فيه أمس ان طريق الديموقراطية"لا يزال طويلاً وشاقاً ويتطلب من الاتحاد الاشتراكي بذل مزيد من الجهد وصولاً الى دولة المؤسسات والتوزيع العادل للثروة والسلطة".