عادت بلدة "تيفاريتي" شرق الجدار الأمني في الصحراء الغربية إلى الواجهة قبل أيام من انعقاد الجولة الرابعة من مفاوضات مانهاست نيويورك التي تبدأ في 11 آذار مارس المقبل. وأفيد أن جبهة"بوليساريو"ستقيم احتفالات في البلدة التي توجد في المنطقة العازلة وراء الجدار الأمني في مناسبة ذكرى الاعلان عن قيام"الجمهورية الصحراوية"من طرف واحد، علماً أنها أقامت قبل أسابيع مؤتمرها في هذه المنطقة التي تصفها ب"المحررة"، في خطوة أثارت احتجاجات عنيفة في المغرب. وفي وقت تمنى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة أن تثمر مفاوضات مانهاست عن"حل سياسي يقوم على منح حق تقرير المصير للشعب الصحراوي"، أكد مسؤول أميركي رفيع المستوى أن اقتراح الرباط منح الصحراء حكماً ذاتياً موسعاً"يمثل فرصة جديدة". وصرّح مساعد وزيرة الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش عقب اجتماعه إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس في مراكش، الإثنين، بأن الاقتراح المغربي"كان وراء إطلاق جولات المفاوضات"، لافتاً إلى أن واشنطن تعتبر أن الأمر"يتعلق بمقاربة مثمرة جداً يتعين بحثها". وأضاف المسؤول الأميركي:"هناك أفكار جديدة على الطاولة ونأمل أن ينخرط الأطراف بطريقة بناءة وبحسن نية"في المفاوضات التي قال عنها"ليست هيّنة"، في إشارة إلى الصعوبات التي تعتري تباين وجهات النظر بين اعتبار الاقتراح المغربي أرضية مفاوضات يمكن البحث فيها وتعديلها، وبين إصرار"بوليساريو"على تنظيم استفتاء يكون الحكم الذاتي واحداً من بين خياراته التي تشمل أيضاً الانضمام إلى المغرب أو الاستقلال عنه. ولفت المسؤول الأميركي الذي سيزور الجزائر وتونس أيضاً، إلى أنه سيبلغ وجهة نظر بلاده إلى القادة المغاربيين"حول ما نعتبره أفضل السبل للسير قدماً"، موضحاً أن واشنطن ترتبط بعلاقات جيدة جداً مع بلدان المغرب العربي كافة. ودعا، في غضون ذلك، إلى"إقامة علاقات قوية وايجابية بين المغرب والجزائر". وسبق في هذا الصدد للرئيس جورج بوش أن تمنى على البلدين تحسين علاقاتهما والدخول في حوار لانهاء ملف الصحراء. كما أن شخصيات من الكونغرس كانت توسطت في الجزائر للإفراج عن آخر الأسرى العسكريين المغاربة. وتحدث هؤلاء أمس في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة عن دفن رفاق لهم في مقابر تبعد حوالي خمسة كيلومترات عن مخيمات تندوف، مطالبين باستعادة رفاتهم. إلى ذلك، بحث ديفيد ولش مع الملك محمد السادس في قضايا الشرق الأوسط وخطة إقامة قيادة عسكرية أميركية في افريقيا وأوضاع إقليمية عدة، إضافة إلى مجالات التعاون الثنائي. وأشار المسؤول الأميركي إلى أن بلاده ليست لها أي نية في نشر قوات عسكرية في أفريقيا، موضحاً"اننا بصدد درس امكان إنشاء قيادة جديدة للعلاقات العسكرية مع أفريقيا". وكانت العواصم المغاربية التي سيزورها المسؤول الأميركي ابدت في وقت سابق تحفظات حيال إقامة قيادة أو قواعد أميركية على أراضيها، غير انها واصلت تعاونها العسكري مع الولاياتالمتحدة. وفي الجزائر أ ف ب، قال الرئيس بوتفليقة في برقية وجهها الى زعيم"بوليساريو"محمد عبدالعزيز بمناسبة الذكرى الثانية والثلاثين لإعلان قيام"الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية"من جانب واحد العام 1976:"آمل أن تُمكّن الجولة الرابعة من المفاوضات في مانهاست من التوصل الى حل سياسي يقوم على تقرير شعب الصحراء الغربية لمصيره". وأضاف أن"الجزائر تظل متمسكة كل التمسك بنهج الأممالمتحدة في مجال تصفية الاستعمار"وتؤكد"مساندتها لجهود المجموعة الدولية الرامية الى تفعيل هذه المبادئ وتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية تصفية كاملة ونهائية".