على أنغام العود ودقات الطبلة، تغني فرقة "حبايبنا" المصرية : "يا سهرانين في القمر ليل الغريب ظلمة، يا عيني يا ليلي، لا قنديل ولا نجمة"، وغيرها من الأغاني التراثية المصرية مثل"البحر بيضحك ليه"و"شرفت يا نيكسون"و"عيون الكلام"و"يا بهية"و"الجدع جدع". تعود الفرقة الى زمن الماضي الجميل لتقدم لجمهورها مجموعة منوعة من الأغاني والألحان التراثية لفنانين أبرزهم الشيخ إمام وسيد درويش وسيد مكاوي، وهي شاركت أخيراً في مهرجان من أجل حب مصر أقيم في نقابة الصحافيين المصريين في القاهرة، وصفه عازف العود ومؤسس الفرقة ماجد سليمان بأنه أقل ما يمكن تقديمه لمصر . تأسست الفرقة عام 2002، وتضم ثلاثة شبان وفتاتين، محاولة إحياء اغان كاد البعض ينساها، كما تقدم بعض المونولوجات لفنانين كبار أبرزهم إسماعيل ياسين وشكوكو، إضافة إلى بعض الفقرات الغنائية الخفيفة يصاحبها أداء تمثيل بسيط. يقول ماجد: إن"حبايبنا"تحاول دوماً الحديث عن مصر في اغانيها عبر كلمات بسيطة وسهلة منها أغنية"يا بهية"التي يقول مطلعها:"مصر يا ما يا بهية، يا أم طرحة وجلابية.. الزمن شاب وأنتي شاهدة، هو رايح وانتي جاية. جاية فوق الصعب، ماشية فات عليكي ليل و100.. واحتمالك هو هو، وابتسامتك هي هي". كما تقدم الفرقة أغاني تسخر من الواقع المرير الذي يعاني منه المواطن المصري في تفاصيل حياته اليومية، وتعمد الى انتقاد الوضع، ولو في شكل مبطن، مثل الأغنية التي تقول كلماتها:"الشعب المصري عموماً من مصلحته يقرقش فول، حيث الفول خصوصاً يجعل البني آدم غول". كلمات تحاكي غلاء الأسعاء والظروف المادية الصعبة التي تواجه الفقراء الذين بالكاد يتدبرون أمور حياتهم. وسميت الفرقة"حبايبنا"لتعامل أعضائها في ما بينهم بحب شديد، ومواجهتهم الصعوبات والأزمات بروح الجماعة. وعن مشاركة الفرقة في حفلات خارج مصر يؤكد ماجد أن الفرقة شاركت في العديد من الحفلات والمهرجانات في دول عربية وأجنبية منها ألمانيا ولبنان والأردن، إذ أحيت حفلات في مهرجان"أيام عمان"المسرحية ومهرجان"بيت ثقافات العالم"في برلين. لا تقدم"حبايبنا"الأغاني التراثية كما سبق أن قدمت من قبل، بل تعيد تقديمها في شكل مختلف، مع الحفاظ على روح الأصالة، فلا تقلد مثلا الطريقة التي يغني بها الشيخ امام بل تقدم أغانيه بروح الفرقة وإحساس أعضائها. كمعظم الفرق الموسيقية المصرية، تعاني"حبايبنا"من ضعف القدرات المادية، اذ ان مصدر تمويلها الوحيد، هو الحفلات والمهرجانات التي تحييها وهي بالكاد تكفي لمصاريف الفرقة. وعلى رغم جمهورها الواسع في مصر، تبقى المشكلة الأساس عدم اهتمام شركات الانتاج بهذا النوع من الفرق الموسيقية.