قرأت ما نشرته "الحياة" للسيد بانيكوس كيرياكو سفير جمهورية قبرص لدى دولة قطر، في عددها ليوم 19 آذار مارس الجاري، تعقيباً على مقال نشرته لي جريدتكم الغراء يوم 23 شباط فبراير الماضي تحت عنوان"عزل القبارصة الأتراك لا يخدم السلام والأمن". وردّاً على هذا التعقيب، فإني أودّ أن أوضح ما يلي: - إن قضية الشعب القبرصي التركي المسلم، قضية إقليمية دولية، تحظى بعناية واهتمام بالغين من لدن العالم الإسلامي ممثلاً في مؤتمرات القمة الإسلامية، والمؤتمرات الإسلامية لوزراء الخارجية. - إن العزلة المفروضة على القبارصة الأتراك، حقيقة ملموسة وواقع قائم وليست مجرد افتراض. - خصص البيان الختامي لمؤتمر القمة الإسلامي الحادي عشر المنعقد في عاصمة السنغال، داكار، يومي 14 و15 آذار مارس الجاري، فقرة مطولة 23 سطراً لهذه القضية. يقول البيان في الفقرة 61 :"أعرب المؤتمر القمة الإسلامية عن دعمه الثابت للقضية العادلة للشعب القبرصي التركي المسلم. وفي سياق النداء الذي وجهه الأمين العام السابق للأمم المتحدة في تقريره يوم 28 مايو 2004، وأكده مجدداً الأمين العام للأم المتحدة في تقريره بتاريخ 4 يونيو 2007 328/2007/S و3 ديسمبر 2007 699/2007/S والقرارات السابقة الصادرة عن منظمة المؤتمر الإسلامي، أكد المؤتمر مجدداً قراره القاضي بوضع حد للعزلة الجائرة المفروضة على القبارصة الأتراك. ووجه نداء قوياً للمجتمع الدولي لاتخاذ خطوات ملموسة، دون أي تأخير، لإنهاء هذه العزلة. واستذكاراً لخطة الأممالمتحدة للتسوية الشاملة الرامية إلى خلق وضع جديد في قبرص في شكل شراكة جديدة بين منطقتين ودولتين متكافئتين، أقر المؤتمر بأنه لا يجوز لأي جانب من الجانبين أن يدعي السلطة أو الولاية القضائية على الجانب الآخر، وأن القبارصة اليونانيين لا يمثلون القبارصة الأتراك". ويضيف البيان الختامي للقمة الإسلامية: -"وأعرب المؤتمر عن خيبة أمله الشديدة إزاء عدم رغبة القبارصة اليونانيين في التوصل إلى تسوية شاملة للمسألة القبرصية على أساس خطة الأممالمتحدة. وأعرب عن دعمه الثابت لموقف الجانب القبرصي على أساس خطة الأممالمتحدة. وأعرب عن دعمه الثابت لموقف الجانب القبرصي التركي في مواصلة الالتزام بالتسوية الشاملة للمشكلة القبرصية تحت رعاية بعثة المساعي الحميدة للأمين العام للأمم المتحدة وعلى أساس خطة الأممالمتحدة للتسوية الشاملة. ومن خلال قرار اعتمد بالإجماع، طلب المؤتمر مرة أخرى من الدول الأعضاء توثيق روابطها مع القبارصة الأتراك وتعزيز علاقاتها معهم في المجالات كافة، وشجع الدول الأعضاء على تبادل الزيارات عالية المستوى وزيارات وفود رجال الأعمال، وتطوير العلاقات الثقافية والاتصالات الرياضية مع الجانب القبرصي التركي. كما حث المؤتمر الدول الأعضاء على إبلاغ الأمانة العامة بما يتم اتخاذه من إجراءات تنفيذاً لقرارات منظمة المؤتمر الإسلامي، ولا سيما القرار رقم 2/31-س". - إن هناك خطة للأمم المتحدة لتسوية المسألة القبرصية، وهناك تقرير للأمين العام للأمم المتحدة، مما يؤكد أن المسألة تكتسي صبغة دولية، وأنها تتطلب حلاَّ دولياَ في نطاق مساعي الأممالمتحدة. وأعتقد أن ما ورد في البيان الختامي للقمة الإسلامية بخصوص القبارصة الأتراك، يتضمن رداً قوياً وواضحاً على تعقيب السيد السفير المحترم. والشكر لجريدة"الحياة"على إتاحتها الفرصة لي للردّ والتوضيح. * المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة - إيسيسكو