في الوقت الذي ما زالت فيه خطة الامين العام للأمم المتحدة كوفي عنان محل نقاش بين الدول المعنية اعلن رئيس الوزراء اليوناني كرامنليس تعذر التوصل الى اتفاق حول خطة التوحيد المقترحة والتي دعا اليها عنان أمس الاول بقوله إن الجدول الزمني لتوحيد شطري جزيرة قبرص يتعين أن يمضي قدما كما هو متوقع من خلال إجراء استفتاءين منفصلين في الجانبين القبرصي التركي والقبرصي اليوناني بالجزيرة المطلة على البحر الابيض المتوسط. وقال كرامنليس في تصريح صحافي مساء الاربعاء لقد تعذر مع الاسف التوصل الى اتفاق حول خطة الاممالمتحدة لاعادة توحيد قبرص، مضيفا يتحتم الان على الشعب في قبرص وعلى قادته السياسيين اتخاذ القرار النهائي. وخلص الى القول انا مقتنع انهم سيفعلون ذلك بحذر يترافق مع شعور بالمسؤولية وبعد نظر. الى ذلك فمن المتوقع أن توضع خطة الاممالمتحدة لتوحيد شطري جزيرة قبرص أمام الناخبين في الاستفتاء المزمع على الرغم من الفشل في الحصول على موافقة رئيس وفد القبارصة اليونانيين على التفاوض بشأن الخطة يوم الاربعاء. وشكل الاستفتاء جزءا من مقترحات الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان المقدمة لوفدي القبارصة الاتراك واليونانيين في منتجع بويرجينستوك السويسري. ورفض تاسوس بابادوبلوس زعيم وفد القبارصة اليونانيين التوقيع على وثيقة تسمح بإجراء استفتاء على مستقبل الجزيرة المقسمة تاركا اختيارات محدودة أمام عنان غير الضغط من أجل إجراء الاستفتاء المزمع في 20 أبريل. وقال بابادوبلوس إن قيادة القبارصة اليونانيين ستبلغ الجمهور (بنتائج المفاوضات) والقرار يعود للجمهور. ومن وجهة نظر بابادوبلوس فإن الاممالمتحدة لم تدرس أيا من الاقتراحات الاخيرة التي تقدم بها الجانب اليوناني حسبما ذكر متحدث باسم الوفد القبارصة اليونانيين. وكان الجانبان قد أعطيا مهلة حتى اليوم الاربعاء للاتفاق على أي تغييرات في الاقتراحات. وعارض القبارصة اليونانيون بشدة بعض جوانب الخطة مثل استمرار التواجد العسكري التركي لاجل غير مسمى والقيود المفروضة على عدد القبارصة اليونانيين العائدين إلى ديارهم في الشطر الشمالي التركي، كما عارضوا أيضا فرض قيود على حقوق القبارصة اليونانيين في الملكية العقارية في الجزء الشمالي التركي الفقير مقارنة بالشطر الجنوبي اليوناني الغني. وكان عنان دعا السياسيين في الجانبين إلي إطلاع الشعبين بصورة مسئولة على البنود المطروحة في الاستفتاء، قائلا خطة الاممالمتحدة تمثل حلا وسطا، فالاختيار ليس بين الخطة وحل سحري، بل إنه اختيار بين الحل واللاحل. وأفادت وسائل الاعلام اليونانية والتركية أنه من المتوقع أن تطرح خطة توحيد قبرص على الناخبين في استفتاء في شطري الجزيرة في 24 من الشهر الجاري. وفي محاولة أخيرة لاقناع المفاوضين اليونانيين والاتراك على الموافقة على خطة الاممالمتحدة بشأن التوحيد دعا عنان رئيسي فريقي التفاوض إلي عقد اجتماع لتقديم خطته الاخيرة المعدلة. وجاءت هذه الدعوة بعدما رفض تاسوس بابادوبولس رئيس وفد القبارصة اليونانيين الموافقة على خطة الاممالمتحدة. وقال بابادوبولس إن القيادة القبرصية اليونانية سوف تطلع الشعب على الاستفتاء وإن القرار بعد ذلك سيتوقف عليه. وقال متحدث باسم الوفد القبرصي اليوناني إن بابادوبولس يرى أن الاممالمتحدة لم تبحث أيا من المقترحات الاخيرة التي طرحها الجانب اليوناني. ويذكر أن عنان شارك في المحادثات حول المشكلة القبرصية في منتجع بيرجينستوك السويسري منذ يوم السبت حيث حاول كسب التأييد لخطة الاممالمتحدة التي تنص على إقامة اتحاد كونفيدرالي على غرار النظام الكونفيدرالي في سويسرا. واجتمع عنان مع زعماء الوفود الاربعة ومن بينهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان و نظيره اليوناني كوستاس كارامنليس. وتقترح مسودة عنان أيضا الاقتطاع من مساحة الاراضي الخاضعة لسيطرة القبارصة الاتراك وتمثيلا متساويا للطائفتين في مجلس الشيوخ بالجزيرة وقواعد لتسوية قضايا انتهاكات حقوق الانسان التي نتجت عن تقسيم الجزيرة. وتجدر الاشارة إلي أن الجزيرة القبرصية قد أصبحت مقسمة منذ عام 1974 عندما غزت القوات التركية الجزء الشمالي من الجزيرة ردا على محاولة انقلابية فاشلة قام بها أنصار الوحدة مع اليونان. من جانبه وعقب انتهاء جولة من المفاوضات الخاصة بجزيرة قبرص المقسمة في منتجع بيرجينستوك السويسري دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان امس القبارصة اليونانيين والقبارصة الاتراك إلى أن يشكلوا معا مسار السلام الذي بدأ في البلدة السويسرية. وقال إن تركيا مستعدة للالتزام بمسئوليتها في ظل الاتفاقات وتعهد بأن تحترم تركيا إرادة الجماعات العرقية من خلال إجراء استفتاءين منفصلين في الجانبين القبرصي التركي والقبرصي اليوناني بالجزيرة المطلة على البحر الابيض المتوسط. امريكيا اعرب وزير الخارجية كولن باول من برلين عن تأييده الحازم للتسوية الشاملة لمشكلة قبرص التي طرحها عنان. وقال باول الموجود في العاصمة الالمانية للمشاركة في مؤتمر حول افغانستان اقدم دعمي للتسوية الشاملة لمشكلة قبرص التي طرحها الامين العام في سويسرا. واضاف هذه فرصة تاريخية ومؤشر قوي للمصالحة، موضحا ان المشروع سيطرح للاستفتاء في 24 ابريل على المجموعتين القبرصية واليونانية في الجزيرة، وقال الخيار الان موجود في ايدي القبارصة. واعتبر باول ان هذه الخطة تفتح طريقا للقبارصة اليونانيين والاتراك ليضعوا احقاد الماضي جانبا ويمضوا قدما نحو السلام والازدهار والشراكة، ويتقاسموا معا فوائد الدخول الى الاتحاد الاوروبي.