نفذ ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي زيارة مفاجئة الى أفغانستان أمس، فيما أكد أحد معاونيه ان لقاء تشيني الرئيس الأفغاني حميد كارزاي تناول مكافحة المتطرفين، وذلك قبل عقد قمة الحلف الأطلسي في بوخارست مطلع الشهر المقبل، والتي ستحض فيها واشنطن حلفاءها على إرسال قوات إضافية الى أفغانستان، و"ليس التحضير لشن هجوم عسكري على إيران". وشدد تشيني في كابول التي كان زارها للمرة الأخيرة في شباط فبراير 2007، حين قتل 14 شخصاً بينهم جندي أميركي وآخر كوري جنوبي في هجوم شنه انتحاري على قاعدة باغرام الجوية، على ان قوات الحلف الاطلسي خلفت"أثراً هائلاً"في البلاد في الأعوام الأخيرة، و"سنطلب من حلفائنا في الأطلسي التزاماً أكبر في المستقبل، باعتبار ان كل الدول الحرة تملك مصلحة في تعزيز أمن أفغانستان وديموقراطيتها". وأضاف:"يجب ان تنشر الولاياتالمتحدة وغيرها من أعضاء الحلف قوة كافية لضمان الأمن والتعامل بفاعلية مع الخطر الناتج من النشاطات المستمرة لمتشددي حركة طالبان وتنظيم القاعدة"، علماً ان القوات البريطانية والكندية والدنماركية تخوض غالبية القتال في جنوبأفغانستان وشرقها، فيما يقاوم حلفاء آخرون مثل فرنسا وألمانيا انتشار قواتهم فيها. وطالبت كندا التي تنشر حوالى 2500 جندي في جنوبأفغانستان أخيراً الحلف الأطلسي بإرسال ألف جندي إضافي لتعزيز قواتها القتالية كشرط لبقاء جنودها في أفغانستان، في وقت يشعر الأفغان بالاستياء من وجود القوات الأجنبية، وبطء التنمية وافتقاد الأمن. وعرض تشيني مع كارزاي أساليب محاربة العنف في جنوبأفغانستان، وتعزيز علاقات كابول مع إسلام آباد بعد تغير المشهد السياسي اثر فوز المعارضة الباكستانية بالانتخابات الاشتراعية في شباط فبراير الماضي، وأيضاً تحضيرات الانتخابات الاشتراعية والرئاسية المقررة في أفغانستان العام المقبل، ووسائل تسريع مكافحة الفساد والمخدرات, علماً ان أفغانستان تعد المزود الأول للأفيون في العالم. وقال:"التزام الولاياتالمتحدة تجاه أفغانستان راسخ وقوي، لكن هدفنا يتمثل في جعل الجيش الأفغاني والشرطة يضطلعان بدور أكبر في إرساء الأمن مع مرور الوقت". ويعاني الجيش الأفغاني من نقص عددي حالياً، على رغم انه يضم حوالى 70 ألف جندي خضعوا لتدريب جيد نسبياً خوّلهم الاضطلاع بدور أكبر في محاربة"طالبان"العام الماضي، فيما يعد مستوى الشرطة متأخراً كثيراً بسبب عدم تلقي رجاله تدريباً كافياً وانتشار الفساد في صفوفهم، علماً انهم يفرون غالباً لدى مواجهتهم هجمات"طالبان". وقال كارزاي:"استمرار عمليات الحلف الأطلسي مهم جداً في أفغانستان، ونتطلع الى زيادة عدد جنود الجيش الأفغاني لتقليص الضغوط والمسؤوليات على القوات الأجنبية". على صعيد آخر، توقع تشيني ان تواصل الحكومة الباكستانية المقبلة،"على غرار الحكومة السابقة"، صداقتها وتحالفها الفاعل مع بلاده, وقال:"لا نشكك في التزامها مواجهة الصعوبات, في إشارة الى اضطرابات مناطق القبائل الباكستانية المحاذية للحدود مع أفغانستان". ورأى ان الحكومة الباكستانية الجديدة"ستواجه تحديات كبيرة في محاربة التطرف على غرار بقية الدول". وأوضح معاون لتشيني ان جولة الأخير في الشرق الأوسط، والتي شملت الى أفغانستان، العراق وعمان حتى الآن، لا تتمحور حول تحضيرات شن هجوم عسكري على إيران التي تتهمها واشنطن بمساندة حزب الله اللبناني الذي تعتبره منظمة"إرهابية"، وبدعم"طالبان"عبر تزويدهم السلاح. على صعيد آخر، أعلن وزير الخارجية التركي علي باباجان ان بلاده ستقرر قريباً إذا كانت سترسل مزيداً من جنودها الى أفغانستان, وذلك بعد أيام من معارضة قائد الجيش التركي الجنرال يشار بويوكاني ذلك ب"اعتبار ان قواتنا تتحمل عبئاً اكبر في مواجهة الانفصاليين الأكراد في جنوب شرقي تركيا". وقال باباجان، بعد لقائه نظيره الأفغاني رانجين دادفار سبانتا: تخوض أنقرة حربها على الإرهاب", في إشارة الى الانفصاليين الأكراد الأتراك، وأضاف:"سنأخذ في الاعتبار هذا الواقع من جهة، ومسؤولية تركيا بصفتها عضواً في الحلف الأطلسي وفي الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب من جهة أخرى".