أعلن حلف شمال الأطلسي ناتو أمس، ان الهجوم الموسع الذي تشنه القوات الدولية للمساعدة في إرساء الأمن في أفغانستان ايساف، تحاصر مقاتلي حركة"طالبان"في اقليم بانجواي ضمن ولاية قندهار جنوب وان معارك عنيفة تتواصل حالياً في إطار عملية"ميدوزا"التي استهلت السبت الماضي. وقال الرائد كوينتين اينيس، الناطق باسم حلف الأطلسي:"نحن نغلق الدائرة على طالبان. وضعناهم في ما يشبه الفخ". وشهدت بانجواي سلسلة عمليات شنتها قوات أفغانية وأجنبية هذه السنة. وهرب آلاف المدنيين بسبب المعارك السابقة، فيما يقول مقيمون ان كثيرين لقوا حتفهم في المعارك الأكثر حداثة. واتهم محمد جيران، أحد سكان بانجواي، قوات"ايساف"والجنود الأفغان بإطلاق النار في شكل عشوائي. وقال:"تحدث التفجيرات نهاراً وليلاً. اذا قتل مقاتل من طالبان يقتل معه ثلاثة مدنيين. استشهد عشرة من أقاربي في الأيام الأربعة الماضية". ويقول حلف الأطلسي انه قتل اكثر من 200 من عناصر"طالبان"، في مقابل سقوط خمسة جنود كنديين على الأقل و14 جندياً بريطانياً لدى تحطم طائرة استقلوها. في المقابل، هدد الملا داد الله القائد العسكري ل"طالبان"باستهداف الصحافيين الذين ينشرون الحملة الدعائية للحلف، وحدد خسائر الحركة بحوالى عشرة قتلى. على صعيد آخر، قالت الشرطة الأفغانية ان ثلاثة من عناصر"طالبان"على الأقل قتلوا وجرح اثنان في غارة جوية نفذها حلف الأطلسي، للرد على هجوم استهدف مكتباً حكومياً في ولاية هلمند جنوب. تزامن ذلك مع وصول الأمين العام للحلف الأطلسي ياب دي هوب شيفر والقائد العسكري الجنرال جيمس جونز الى أفغانستان ليل الاثنين - الثلثاء على رأس وفد كبير يضم كذلك سفراء الدول الأعضاء في حلف الأطلسي، تمهيداً لعقد اجتماع يهدف الى تقويم التحالف العسكري وجهود إعادة الاعمار في أفغانستان، بعد تولي"ايساف"قيادة العمليات العسكرية منذ 31 تموز يوليو الماضي. ويلتقي الوفد الرئيس الأفغاني حميد كارزاي وممثلي الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي، قبل ان يغادروا البلاد اليوم. وأوضح الرائد توبي جاكمان ان التقويم سيتناول توسيع قوة"ايساف"التي ستنتقل الى شرق أفغانستان خلال الأشهر التالية كي تغطي أنحاء البلاد. وأضاف ان الوفد سيطلع أيضاً على الصعوبات التي تواجهها الحملة العسكرية وأهمها محاولة تجنب الإصابات المدنية وللحيلولة دون أعمال عنف مثل حرق المدارس وعمليات الإعدام غير المشروعة التي ينفذها مسلحو"طالبان". زيارة لمشرف ويتوقع وصول الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف إلى العاصمة الأفغانية كابول في زيارة رسمية أعلنت قبل أيام، لكن لم يحدد وقتها لأسباب أمنية. وستنهي الزيارة أشهراً من شبه القطيعة والتوتر بين البلدين واتهامات كابول لإسلام آباد بعدم بذل جهود كافية لمحاربة"طالبان"والقاعدة اللتين زاد نشاطهما في الأراضي الأفغانية هذه السنة. وتلي الزيارة أيضاً توقيع الحكومة الباكستانية اتفاقاً مع زعماء قبائل إقليم وزيرستان المحاذي للحدود مع أفغانستان يقضي بسحب الجيش الباكستاني من بعض مناطق الإقليم، في مقابل ضمان هذه القبائل عدم القيام بأي عمل ضد الجيش أو إيواء أي من المقاتلين الأجانب الموالين لتنظيم"القاعدة"أو تقديم أي دعم ل"طالبان". ويتوقع ان يبحث مشرف في قضية تلقي نواب أكبر خان بوغتي الزعيم القبلي في بالوشستان جنوب غرب والذي قتل الأسبوع الماضي في منطقة كوهلو والقوات التابعة له، كميات ضخمة من الأسلحة عبر الأراضي الأفغانية، ما يشير إلى استخدام أفغانستان لدعم متمردي بالوشستان الذين يقاتلون ضد حكومة الرئيس مشرف. ويفتتح رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز في 12 من الشهر الجاري طريقاً دولية شيدته إسلام آباد بين مدينة جلال آباد والحدود الباكستانية.