شكل وصول المدمرة الأميركية "يو اس اس كول" الى المياه الدولية قبالة الساحل اللبناني، مادة خصبة جديدة لتبادل الاتهامات بين السياسيين اللبنانيين من الأكثرية والمعارضة، من دون ان يتراجع أمامها السجال المتعلق بالمبادرة العربية لحل الأزمة السياسية. ووصف الرئيس السابق للجمهورية أمين الجميل، في حديث الى"تلفزيون لبنان"، المرحلة الحالية بپ"الدقيقة"، مشيراً الى"ان لبنان لا يساوي قيد أنملة مقارنة مع خطورة الوضع في المنطقة"، وجدد"الالتزام بالمبادرة العربية وفق تفسير الأمين العام لجامعة الدول العربية، خصوصاً في البند الثاني المتعلق بتشكيل حكومة وحدة وطنية، والثالث القاضي بسن قانون انتخابي جديد على أساس القضاء". ورفض الجميل اعتبار إرسال المدمرة الأميركية الى قبالة السواحل اللبنانية"إرباكاً للحكومة"، قائلاً:"أن المدمرة ليست ضمن المياه الإقليمية وإذا حصل ذلك فان الحكومة ستتخذ الموقف المناسب". واعتبر وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ"ان تحريك المدمرات الأميركية في منطقة شرق المتوسط مقابل الشواطئ اللبنانية يأتي في سياق وتيرة أميركية متصاعدة للضغط على من تعتبرهم واشنطن خصوماً لها في المنطقة". وربط"بين هذه الخطوة وبين الوضع في المنطقة ابتداء من غزة مروراً بلبنان وسورية والعراق والملف النووي الإيراني، وصولاً ربما الى باكستان وأفغانستان، وكل هذه الساحات متوترة وتتطلب روية وحكمة ومزيداً من الديبلوماسية". وقال:"ان تتواجد في"المدى السياسي"اللبناني قطع بحرية عسكرية عائدة لدولة عظمى لديها سياسات على امتداد المنطقة، فهذا يستنفر الكثيرين ويقدم لهم مؤشراً إضافياً الى وجوب الاحتفاظ بالجاهزية على قاعدة المعاملة بالمثل، وهذا يؤدي الى مزيد من الاستقطاب والتوتر الذي يدفع ثمنه لبنان". ورأى الرئيس السابق للحكومة سليم الحص أن"خطورة القرار الأميركي بتوجيه مدمرة إلى قبالة الشاطئ اللبناني إنما هي في إعلان القرار، ويعني شيئاً واحداً أن المقصود من التحرك رسالة تهديد إلى لبنان". وقال:"نحن من الذين يعتقدون بأن مسرحية المدمرة ما هي إلا ملهاة لصرف أنظار العالم عما يجري في فلسطين وما يدبر لها، وقد يكون ما يدبر لقطاع غزة ولعرب 1948 مريعاً". واستغرب عضو"اللقاء الديموقراطي"النيابي أكرم شهيب، في حديث الى موقع"لبنان الآن"الإلكتروني"حدوث هذه الضجة المفتعلة حول موضوع المدمرة الأميركية"، مذكراً أن للولايات المتحدة وجوداً تاريخياً في المنطقة، واعتبر"أن هذا الموضوع جرى"تنفيسه"بسرعة بعد التوضيح الرسمي على لسان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، وبناء على مواقف واضحة ومعطيات دقيقة". وقال:"نحن لا نقرر سياسات تحريك الأساطيل الأميركية في العالم، والذي استفاد من تحركها النظام السوري الذي يعتبر نفسه دولة ممانعة بلسان حلفائه في لبنان، كما استفاد"حزب الله"الذي يريد أن يجعل من لبنان"دويلة مقاومة"، وهكذا، أصبح لديهما حجة إضافية لتبرير أقوالهما وأفعالهما". وشدد على ضرورة"إبعاد كل أنواع التدخل العربي والإقليمي والدولي في شؤوننا، هناك مبادرة عربية واضحة ينتج منها انتخاب رئيس للجمهورية وإعادة تفعيل المؤسسات الدستورية والشرعية، فلنذهب الى انتخاب العماد ميشال سليمان في الجلسة المقبلة". واعتبر عضو كتلة"المستقبل"النيابية محمد الحجار في حديث الى الموقع الإخباري"ليبانون فايلز"أن المبادرة العربية"لم تصل بعد إلى ما يسمى الطريق المسدود على رغم وجود أطراف عديدة ترغب في ذلك، وهي باتت معروفة ومكشوفة من النظام السوري إلى النظام الإيراني وصولاً إلى أدواتهم المحلية". وأكد"أن قوى 14 آذار لن تستسلم لهذا الواقع، ولن تتأخر في الدفع في اتجاه تفعيل المبادرة العربية"، معتبراً"أن عدم إبداء سورية استعداداً لتسهيل الحل في لبنان سيضعها في مواجهة الدول العربية وستكون لذلك عواقب وخيمة عليها لا سيما لجهة انتقال الأزمة من التعريب إلى التدويل". ورأى عضو الكتلة نفسها مصطفى علوش ان وصول المدمرة الأميركية"مؤشر خطير لتصاعد الوضع من الناحية العسكرية"، واعتبر في تصريح لإذاعة"لبنان الحر"ان حملة المعارضة على رئيس الحكومة في شأن المدمرة"فشة خلق بدل التوجه إلى الولاياتالمتحدة". ودعا"الأطراف اللبنانية الى التوجه إلى النظام السوري، والطلب منه الرد لأن البوارج موجهة تجاهه، وألا يحملوا لبنان أكثر مما يحتمل"، مؤكداً"ان قوى 14 آذار ليس لها"لا ناقة ولا جمل"في الموضوع". وشدد النائب روبير غانم على ضرورة"إبعاد لبنان عن البحر الإقليمي المائج والوصول به الى شاطئ الأمان، من خلال انتخاب رئيس للجمهورية وتفعيل المؤسسات الدستورية كافة، بدلاً من تصيّد الفرص لإغراق البلد في مزيد من السجالات العقيمة والاتهامات التخوينية، كما يحصل في موضوع المدمرة الأميركية كول". وجدد الدعوة الى"التمسك بالمبادرة العربية لأنها حبل النجاة الوحيد المتوافر راهناً". ورأى امين سر تكتل"التغيير والإصلاح"النيابي إبراهيم كنعان"ان الخروج من الأزمة السياسية المعقدة التي يعيشها لبنان لن يكون إلا بتسوية سياسية وطنية تقوم على المشاركة الوطنية وليس على سيطرة فئة على أخرى". واعتبر عضو التكتل نفسه سليم سلهب في حديث الى إذاعة لبنان الحر"أن هناك تنسيقاً تاماً بين"التيار الوطني الحر"و-"أمل"و-"حزب الله"، معرباً عن"تأييده للعماد ميشال سليمان كمرشح توافقي". وتطرق إلى موضوع إطلاق النار عند كل مقابلة تلفزيونية لأحد المسؤولين، معرباً عن"رفضه لهذا المنطق من التصرف من جانب كل الجهات"، لافتاً إلى"أن العماد عون تبلغ رسمياً من حلفائه، أنهم ليسوا على استعداد لتحمل أي فوضى أمنية على مستوى الداخل". وتمسك رئيس المكتب السياسي لحركة"امل"جميل حايك ب"الشراكة"مؤكداً"ان الاستقواء بالخارج لا ينفع احداً ولو كانت هذه القوة على متن بارجة".